وأما طول الحجر فقد رآه يوم قلعه القرامطة في القرن الرابع الهجري محمد بن نافع الخزاعي، فرأى السواد في رأسه فقط وسائره أبيض وطوله قدر ذراع. وقد رآه أيام السلطان مراد العثماني ابن علان المكي أحد العلماء رأى طوله نصف ذراع وعرضه ثلث ذراع، والحجر أبيض ورأسه أسود سودته خطايا بني آدم. ولا يقال: لم تبيضه طاعات أهل التوحيد؛ لأن الله لو شاء لكان ذلك، ولكن العادة جارية بأن السواد يصبغ ولا يصبغ، وفي بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة، فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشد.
وأول من طوق الحجر الأسود بالفضة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، ثم تتابع الخلفاء والأثرياء من بعده في عمل الإطار من ذهب وفضة، وكان آخر من أهدى إطارا للحجر الأسود قبل الحكومة السعودية السلطان محمد رشاد خان في العام 1331هـ، وكان من الفضة الخالصة، وقد أصلح الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، جزءا من هذا الطوق العام 1366هـ، ثم في شعبان العام 1375هـ بدل الملك سعود، يرحمه الله، الإطار الرشادي بإطار جديد من الفضة الخالصة.
ويقول المهتمون إن الحجر الأسود تعددت فضائله، حيث يقال إنه ياقوت من يواقيت الجنة وحمله النبي صلى الله عليه وسلم بيده ووضعه في مكانه عند بناء قريش للكعبة، تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم له، تقبيل الأنبياء السابقين له، هو بداية الطواف ونهايته يستجاب عنده الدعاء، يشهد يوم القيامة لمن استلمه، وما بين باب الكعبة والحجر الأسود هو الملتزم، وطوله نحو مترين. وقال ابن عباس ومجاهد إن الملتزم هو مكان لاستجابة الدعاء، وركن الكعبة المشرفة الواقع في الجنوب الغربي منها هو «الركن اليماني» وهو الركن الموازي للركن الجنوبي الشرقي الذي يوجد به الحجر الأسود والذي يبدأ منه الطواف بالبيت العتيق، ويسمى بالركن اليماني لأنه باتجاه اليمن، وهو يستلم باليد كما فعل صلى الله عليه وسلم، والخلاف في تقبيله، والأكثر على عدم تقبيله، وإن فعل ذلك فلا بأس. ومن مميزات الركن اليماني أنه على القواعد الأولى للبيت التي رفعها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
صحيفة المرصد
[/JUSTIFY]