وقال متحدث باسم المتمردين في أديس أبابا حيث تجرى محادثات بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار انه لا يستطيع بعد تأكيد حقيقة الوضع في بور التي شهدت قتالا عنيفا منذ تفجر الصراع في منتصف ديسمبر كانون الأول.
وقال فيليب أقوير المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان للصحفيين في العاصمة جوبا ان “قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان أنهت العملية للسيطرة على بور من قوات التمرد بدخولها بلدة بور اليوم.”
وتقول الامم المتحدة ان الاف الاشخاص قتلوا وان اكثر من نصف مليون اخرين طردوا من ديارهم في القتال في احدث دولة في العالم.
ويدور القتال بين قوات موالية للرئيس سلفا كير والمتمردين المؤيدين لريك مشار الذي اقيل من منصب نائب الرئيس في يوليو تموز.
وقال أقوير ان قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان دحرت اكثر من 15 ألف من قوات ريك مشار واحبط الجيش الشعبي خطة مشار للتقدم ومهاجمة جوبا وتنصيب نفسه حاكما على جنوب السودان.
واندلع القتال في باديء الامر بسبب خلاف سياسي لكنه سرعان ما اكتسب طابعا قبليا بشكل متزايد حيث وضع قبيلة الدنكا التي ينتمي لها كير في مواجهة مع قبيلة النوير التي ينتمي لها مشار. وكانت بلدة بور شهدت مذبحة تعرضت لها قبيلة الدنكا على ايدي قوات النوير الموالية لمشار خلال صراع عام 1991.
وأرسلت أوغندا قواتها لدعم كير وكانت تدعم على مدى سنوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في صراعه ضد حكومة السودان قبل ان يعلن الجنوب استقلاله عام 2011. وقال متحدث ان قوات الدفاع الشعبي الاوغندية هي المسؤولة عن النجاح الذي تحقق في بور عاصمة ولاية جونقلي.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوغندي بادي انكوندا لرويترز بعد الاعلان في باديء الامر عن دور قوات الدفاع الشعبي الاوغندية على موقع تويتر “ان قوات الدفاع الشعبي الاوغندية هي التي استولت على بور .. كانت هناك مقاومة كبيرة لكن قواتنا حققت (نصرا) كاسحا.”
ونشرت أوغندا قواتها في جنوب السودان بعد وقت قصير من بدء القتال.
وقالت أوغندا في باديء الأمر انها أرسلت قواتها لمساعدة الاوغنديين الذين تقطعت بهم السبل وحماية المنشآت الرئيسية. لكنها اعلنت بعد ذلك عن دورها في القتال.
واثار ضلوع أوغندا بواعث القلق من اتساع نطاق الصراع الذي اجتذب اطرافا اقليمية إلى جنوب السودان وهي دولة منتجة للنفط.
وعبرت اثيوبيا وهي من جيران جنوب السودان عن قلقها من دور أوغندا.
وطالب مشار ومسؤولون متمردون القوات الأوغندية بالانسحاب قبل الاتفاق على وقف لاطلاق النار في محادثات أديس أبابا التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (ايجاد).
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاثيوبية دينا مفتي “طرح الوسطاء عرضهم .. ثمة فرصة طيبة على الموافقة على عناصرها والتوقيع على اتفاق لوقف العمليات العسكرية خلال اسبوع.”
وقال ايفان سيمونوفيتش مساعد الامين العام للامم المتحدة لحقوق الانسان يوم الجمعة ان القتال “وصل الان إلى عتبة النزاع المسلح الداخلي” وهو وضع قد يؤدي إلى ملاحقات قضائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وقال سيمونوفيتش بعد زيارة استمرت اربعة ايام لجنوب السودان ان الجانبين ارتكبا “فظائع جماعية” . وأبلغت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها نيويورك عن ارتكاب جرائم ضد المدنيين مثل شن هجمات على اساس عرقي.
صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]