التقارير والدراسات كشفت عن أرقام خطيرة وأن بعض المواطنين ينفقون الملايين من الجنيهات سنوياً على الدجالين لقضاء حوائجهم مثل فك السحر (العمل أو الربط) أو لإيقاع الآخرين في الحب أو لايذائهم أيضاً أو لمنع الأذى من أن يقع عليهم وللأنجاب والزواج والنجاح في العمل أو لجلب الأموال، وأوضحت دراسات أن غالبية الزبائن من النساء ممن يحملن مشاكل معقدة تجعلهن ضحايا للدجالين والبعض الآخر منهن يحملن مشاعر الانتقام للكثيرين فيقررن اقتحام هذا العالم المليء بالأسرار لإيذاء غيرهن.
لا تمر أيام حتى تكشف الصحف عن وقوع دجال أو مشعوذ في قبضة الشرطة في أشهر المناطق في الوقت ذاته يشعر فيه البعض بالسعادة لأنها جريمة سرقة ويشعر البعض الآخر من الزبائن بالحزن والغضب نتيجة إلقاء القبض على مصدر سعادتهم لأنهم وبكل بساطة يعتقدون أنه ملاذهم الوحيد لحل مشاكلهم.
تاجر السعادة..!!هو رجل في أوائل العقد الخامس من عمره أختار أحد الأحياء الخرطومية ليكون مقراً له فهو من أصول أفريقية يتقن العربية جيداً ملامحه مخيفة لبعض الناس وعندما يتحدث مع (الخُدام) بضم الخاء أو النواب بحسب ادعائه تزداد لهجته غرابة عندها يتمتم بكلمات غريبة لم يسمعها أحد من قبل..
تقوم النساء بزيارته والرجال أيضاً من كل مكان قريباً كان أم بعيداً للبوح له بأسرارهم تستمع أذنه لكثير من الأسرار والمشاكل المتنوعة يضحك أحياناً بينه وبين نفسه ويتساءل..
هل قطع هذا أو هذه كل تلك المسافة الطويلة لينتقم من فتاة أو لتنتقم من زوجها أو ضرتها وتريد بشدة التخلص منها وأيذائها بكل وبأي طريقة وفي مرة من المرات جاءته سيدة ترجلت من عربة فارهة يقودها سائق خاص وبعد أن جاء دورها لمقابلته جلست أمامه وبدأت تسرد له قصتها ومشاكلها كانت مشكلتها الوحيدة زوجها الذي تزوج غيرها.. فقالت له إنها تريد الانتقام من زوجها وضرتها ومولودهم الصغير الذي أنجباه حديثاً.. كان الدجال ينظر إليها بتمعن شديد وينصت لكلامها بتركيز كان في حالة انتظار وترقب فريسته أن تقول له جملة (دايركم) وبعد سماعه لتلك القصة علم بأنه أمام كنز يجب الحصول عليه وبعد أن أنهت حديثها صمت قليلاً وبدأ بقراءة قائمة تضم سيلاً من الطلبات يجب أن تحضرها إليه على جناح السرعة وطالبها أيضاً الدجال بمبلغ (7) آلاف جنيه لتحقيق هدفها وبالفعل نجح في أخذ المبلغ منها ومن الكثيرين أيضاً إلا أن الشرطة ألقت القبض عليه وفشلت قدراته الخارقة التي كان يتحدث عنها مثل الاختفاء أو منع إلقاء القبض عليه ليواجه عقوبة السجن سنوات عديدة وجلوسه خلف القضبان.
يأتي الحب على رأس قائمة المطالب التي يضعها الزبائن أمام المشعوذين لتتنوع وتصل إلى حد إيذاء امرأة جميلة بكافة الطرق أو استخدام السحر الأسود الذي ينجح في إيذاء الضحية ويعرفه البعض ويطلقون عليه (حبل بندة).
ثقافات مختلفة وأعمال خارقة
يأتي إلى الدجالين كثير من البشر من مناطق بعيدة يطرقون أبوابه لديهم ثقافات عديدة ومختلفة ومتنوعة تجمع بينهم مطالب أكثر انتشاراً في عالم الدجل والشعوذة مثل (الإنجاب) الذي يتنافس فيه الدجالون في إيهام ضحاياهم ويستدرج فيه الدجال فريسته ويطلب أموال وطلبات أخرى وكثيراً ما ينتهي الأمر بالفشل بل وأحياناً تنتهك حرمتهن ويتعرضون لأبشع الجرائم وأكثرها وحشية.
ثلاثة آلاف جنيه هي الثمن الذي طلبه المشعوذ من أحدى زبائنه أو ضحاياه أن صح التعبير مؤكداً لها صعوبة الطلب الذي أرادت فيه أن ينعم عليها الله سبحانه وتعالى بنعمة الخلف والإنجاب بعد زواج أستمر أكثر من عشرة سنوات بعدما علمت بأن زوجها يريد أن يتزوج عليها فتاة أصغر منها بعدد سنوات زواجها.. كانت السيدة تذهب إليه بصورة مستمرة مما دفع زوجها بالشك فيها وبدأ مراقبتها كظلها إلى أن وقعت متلبسة في فعل فاضح مع الدجال فقام الزوج بتطليقها بالثلاث .. وبعد أيام وقع الدجال في قبضة السلطات.
ما ينفقه العرب سنوياً على الدجالينالدول العربية تتصدر القائمة في جذب السحرة والمشعوذين والدجالين من جميع بقاع الأرض أكثر من دول الغرب نظراً لانتشار الجهل وانحدار المستوى الثقافي والاجتماعي في عدد من الدول، وأشارت تقارير إلى أن العرب ينفقون سنوياً (7) مليار دولار للدجالين، ونجد أن كثير من دول الخليج أصبحت قبلة للمشعوذين الذين ينعمون بعدد كبير من الضحايا ولا توجد دولة عربية خالية من ممارسي السحر الأسود وممن يسخرون الجن كما يزعمون لتلبية طلباتهم وإيهام ضحاياهم.
النساء والسحرة والشرطة تحذر
والغريب في الأمر أن السحر لا يقتصر على الرجال فقط وأنما هناك أعداد كبيرة من النساء تعملن في هذا المجال ويقوم الناس بزيارتهن.
وهناك سيدة في مكان ما أدعت أنها تمتلك القدرة على القيام بأعمال يعجز عن فعلها البشر، نجحت في التستر وراء مهاراتها ونصبت على عشرات السيدات والسادة وجمعت أموال طائلة منهم. ولم تنته جرائمها عند هذا الحد وبعد القبض عليها تكشفت حقائق عن أنها تسببت في تسهيل عدد من جرائم الاغتصاب والسرقة من قبل أشخاص آخرين يدفعون أموالاً هائلة كانت في منتصف الأربعينيات من عمرها وقت إلقاء القبض عليها، نجحت في خداع زبائنها على مدار ست سنوات ازدادت فيها شهرة بين الموهومين وهو الأمر الذي دفع ضحاياها في الوثوق بها ودفع الملايين لها.. وحذرت الشرطة التي أصدرت عدد من التقارير التفصيلة المواطنين من الوقوع في شباك المشعوذين والسحرة، وأكدت الشرطة من تزايد أنشطة الدجالين مؤخراً.. وبالرغم من تقدم وتحضر السودان إلا أن جمعه بين العديد من الإثنيات والخلفيات الثقافية المختلفة يجعله مكاناً خاصاً ومرتعاً خصباً في عالم السحر والدجل والشعوذة.
صحيفة آخر لحظة
تقرير : مجدي تيراب
ت.إ[/JUSTIFY]