الفنان سكران والمجلس حيران

[JUSTIFY]تابعت بدهشة واستغراب خبر ورد في صفحة «قضايا وحوادث» أوردته الزميلة العزيزة جداً «مي علي آدم» جاء بعنوان: « الجلد أربعين جلدة لفنان شاب ضبط مخموراً في المولد النبوي بالثورة».. ويقول الخبر: قضت محكمة النظام العام بأم درمان بتوقيع عقوبة أربعين جلدة حد الخمر في مواجهة فنان شاب ومشهور كان قد تم القبض عليه مخموراً في ساحة المولد النبوي الشريف في الثورة في حالة سكر تام.. الخ

أستغفر الله العظيم.. من تصرفات صبي الغناء هذا وأمثاله من الجهلة.. فالناس تأتي لساحات المولد النبوي حباً في رسول الله عليه الصلاة والتسليم.. فهل هذه مناسبة يمكن أن تأتي إليها مترنحاً أم أنك جئت لأغراض أخرى ومعك رفقاء السوء.. واتخذتم من دور وأماكن عبادة الله وذكر رسوله الكريم مأمناً لكم من أعين الشرطة تشربون فيها سمومكم هذه.. سبحان الله من بدع بعض المغنواتية الذين نالوا قسطاً وافراً من الشهرة في غفلة من هذا الزمان وهم يجهلون كل ما هو معيب ومحظور.. بل حتى أنهم لا يعلمون شيئاً عن ماهية الفنان وما معنى وقيمة هذه الكلمة.. وينتحلون هذه الصفة والشخصية ولا يمثلونها وإنما يمثلون بها.. يا هؤلاء إذا ابتليتم فاستتروا.. ولكن اتضح جلياً أننا على حق عندما نرفع أصواتنا عالية ونقول: إن الغناء أصبح مهنة ما لا مهنة له.. وباتت تصرفات مثل صبي الغناء هذا وأمثاله المتردية منزوعة الحياء كحال أغنياتهم.. تجلب السخط وعدم الرضا على كل الفنانين.. معقولة بس لا غناء ولا أخلاق نوديكم وين أنتم!!

متى يصحى مجلس المهن الموسيقية والمسرحية من سباته العميق هذا يا علي مهدي ويخرج من هذا الكهف المظلم وينزع عباءة الجودية والأخوانيات ويعبر عن نفسه ويفرض سلطاته وإنزال قانونه على الساحة الفنية ليضبطها من مثل هذه الفوضى وغيرها.. التي لم يفعل لها شيئاً حتى الآن وتتعذرون بوجود أخطاء في قانونكم هذا.. فالواضح أن الساحة «سكرانة» تتمايل من أفعال سواقط بعض المغنواتية ومجلسكم الموقر هذا «حيران» يتفرج ولا يدري ماذا يفعل لهم وتمسكون بعصا لا تهش ولا تنش فهل تغني إنذاراتكم الضعيفة والهزيلة هذه من جوع وعبس بعض صبية الغناء هؤلاء مثل هذا المترنح العابس».

خارج النص:
اتصل بي النائب البرلماني «الباحث عن الشهرة» الشيخ دفع الله حسب الرسول وطالبني أن أصيغ له مادة صحفية لترى النور في آخر لحظة يتحدث فيها عن مباراة المريخ بايرن ميونخ الألماني وقال لي: « شفت الألمان الكفار ديل كيف أحرجوا لعيبة المريخ المسلمين ورفضوا تبادل الفنايل معهم بعد المباراة لذلك أطلب منك أن تكتب لي مادة باسمي عن هذا الموضوع».. فما كان مني إلا أن رددت عليه بقولي: « يا شيخنا الناس في شنو وانت في شنو».. تحدث عن شيء يفيد الناس ودعك من مثل هذه المواضيع الانصرافية.. عفواً دفع حسب الرسول.. هل تفرغت للهجوم على الرياضة بعد هجومك السابق على الغناء.. وهل كل مشاكل السودان باتت تتمثل في تبادل لعيبة المريخ بالفنايل مع لعيبة الفريق الألماني وحفل شيرين فاتقِ الله وتحدث عما ينفع الناس الذين انتخبوك لتجلس على أحد كراسي البرلمان لتخدمهم في قضايا تهمهم بعيداً عن هذه المواضيع الانصرافية. كلمة أخيرة:

زارتنا قبل فترة في مباني الصحيفة مذيعة تدعى أميرة كروري تعمل في الإذاعة الرياضية وعندما عرفتني بنفسها أصبحت تحدثني وتعاتبني عن نقدي العنيف للإذاعة الرياضية في أوقات سابقة وخلافه ولكن هذا ليس المهم الآن.. فالمهم أنها قالت لي جملة لم استطع أن أنساها حتى الآن «بعد هجومك على الإذاعة الرياضية قلت للعاملين فيها أتركوا لي موضوع عبد الرحمن جبر هذا واتجهت للبحث والتنقيب وراءك والتحري عن حياتك الخاصة حتى أعرف من أنت وما هي تفاصيل حياتك».. عفواً من أنت يا أميرة كروري أولاً حتى تبحثي.. بل «تتلصصي» على حياتي الخاصة.. ومن خوّل لك فعل هذا العمل الغريب.. فهل أنت مذيعة أم متحرية.. فيا عزيزتي «كونن» أبتعدي عن طريقي فهذا أفضل لك حتى لا تشوهي وتعكري صفو علاقتنا مع الأستاذ الحبيب تربيع يوسف السماني الذي تجمعنا به روابط أسرية بعيداً عن العمل العام.. وأنصحك بأن تركزي في عملك فهذا أفضل لك ولا تدفعيني لأن أعود للكتابة عنك مرة أخرى عشان ما… والاّ ما في داعي .. لا أدري لماذا يصر بعض المنسوبين للإذاعة الرياضية على تشويه علاقتنا مع الأستاذ الحبيب يوسف السماني.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version