مستشفي ابن الهيثم ومن هنا جالت برأسي الكثير من التساؤلات التي لم أتردد في طرحها علي إدارة المستشفي المعني بما في ذلك السؤال الذي لم تجد له المستشفي إجابة والذي تمثل في لماذا استلمتم الحالة طالما أنها كانت (حرجة ) ألم يكن الأجدر بكم تركه يتلقي العلاج بمستشفي رويال كير بالخرطوم خاصة وان الأطباء الذين استطلعتهم عن المرض داخل وخارج السودان لم أجد لديهم إجابة شافية للتساؤلات التي أشرت إليها في سياق طرحي وتناولي لهذه القضية الساخنة التي أوصلت الحوت لهذه المرحلة الحرجة علي حد تعبير مستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية التي لم تستطع أن تميط اللثام عن الغموض الذي اكتنف تلقي الحوت للعلاج بها الشيء الذي جعلني إصر إصراراً شديداً علي طرح الأسئلة حتى بعد إعلان وفاة الفنان محمود عبدالعزيز بما في ذلك التصوير الذي تم من داخل غرفة العناية المكثفة أو من خارجها كما أشار بذلك السيد عمر محمود المسوؤل عن مكتب شئون المرضي العرب بالمستشفي ومن ثم تصويره بعد الوفاة بمشرحة الطب الشرعي بمستشفي الجامعة الحكومي الأردني وهي الصورة التي وجدت امتعاضاً شديداً من المجتمع السوداني الذي اعتبر تصويرها وبثها عبر (الفيس بوك) انتهاك واضح لخصوصية الموتى ولم يكتف من ارتكب هذه الجناية المخالفة للقوانين بالتقاط الصورة بجوار الجثمان إنما عمد إلي كشف وجه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بصورة جعلت الجميع يطالب بإنزال أشد العقوبة علي من قام بهذا الفعل الذي يبدو أنه تم بعد أن تم غسل وتكفين جثمان محمود عبدالعزيز ما استدعاني لطرح سؤالي علي النحو التالي هل كان ملتقط الصورة ومن ظهروا خلف الفنان الراحل محمود عبدالعزيز هل كانوا يرغبون في التأكيد بأن الجثمان المسجي أمامهما يعود للفنان الجماهيري أم أنهم قاموا بهذه الجريمة النكراء دون الدراية بخطورتها وفي كلتا الحالتين الإثم كبير ولا يمكن أن يمر من دون محاسبة لذلك كنت حريصاً غاية الحرص علي تبيان حقيقة هذه الصورة ما قادني إلي أن أجري اتصالاً هاتفياً بمستشفي ابن الهيثم الأردني وبعد أن ترحمت علي روح صديقي الفنان الراحل محمود طرحت علي المستشفي حزمة من التساؤلات التي تندرج في هذا الإطار قبل وبعد إعلان الوفاة رسمياً خاصة وان الصور الملتقطة من داخل غرفة العناية المكثفة ومشرحة الطب الشرعي أثارت ردود فعل سالبة لأن الصور تم نشرها في موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ويظهر من خلف الجثمان شابان ويبدو أنهما كانا يقرآن سورة الفاتحة على روح فقيد الشباب والوطن؟؟.
مبررات للصور ومن هنا بدأت رحلة البحث عن الحقيقة فما كان من مستشفي ابن الهيثم إلا وأدهشني برده الذي لم يكن مقنعاً ولأنني كنت علي يقين تام بأن أي شخص علي وجه هذه البسيطة إذا وجهت إليه اتهاماً سيسارع إلي نفيه دون أدني شك فما بالك والمستشفي تجاري لذلك كان لابد من أن يتبرأ من الصور المأخوذة بالمشرحة الأردنية والبحث عن مبررات للصور الملتقطة للحوت من داخل غرفة العناية المكثفة أو من خلال الزجاج الخاص بالغرفة والتي قال في ظلها السيد عمر محمود للدار : لم تلتقط صورة الحوت بعد الوفاة بمستشفى ابن الهيثم بل أخذت له بمشرحة الطب الشرعي بمستشفى الجامعة الحكومي الأردني لأننا بعد أن سلمناه لمشرحة المستشفي كان برفقة أسرته التي منها والدته الحاجة (فائزة) وشقيقه (مأمون) وخاله (أمين) ومن ثم عدنا نحن كإدارة للمستشفي من حيث أتينا ولا علم لنا بالكيفية التي التقطت بها هذه الصورة.
الصورة الملتقطة بالمشرحة ولم أتوقف عن طرح الأسئلة حول تداول صور الفنان الراحل محمود عبدالعزيز من خلال مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) فالصور فيها انتهاك واضح لخصوصية المريض بغض النظر أن كان مشهوراً أو مغموراً كما أن الصورة الملتقطة بالمشرحة فيها عدم احترام لحرمة الموتى لذلك كان سؤالي مباشراً للسيد عمر هل شاهدت الصور؟ فقال : بالفعل شاهدت الصورة بالفيس بوك فما كان منا كإدارة لمستشفي ابن الهيثم إلا وتحرينا حولها تحرياً دقيقاً فكانت نتيجة التحري أن وجدنا أن من التقطوا الصورة بعض الشباب السودانيون وذلك أثناء تواجدهم بمشرحة الطب الشرعي بالأردن.
السفارة السودانية بالأردن وواصلت تساؤلاتي الساخنة حول صور الحوت قبل وبعد الوفاة وما هي الخطوة التي اتخذت من مستشفي ابن الهيثم؟ فقال : بعد التحريات والتحقيقات التي أجريناها فيما يخص الصورة المأخوذة له بالمشرحة وضعنا تساؤلنا علي طاولة السفارة السودانية بالعاصمة الأردنية والتي قالت لنا بصريح العبارة أنها تعرفت على الشابين اللذين يظهران خلف الجثمان وبالتالي ليس من الصعب الوصول للشخص الذي التقط الصورة للفنان السوداني محمود عبدالعزيز بعد الوفاة فيما وعدتنا السفارة السودانية بمحاسبة منتهكي حرمة موت الفنان السوداني والذي هو بلا شك انتهاك منافٍ للقوانين والأعراف.
الزجاج الملحق بالغرفة ومازلت أدير دفة حواري مع المستشفي ممثلاً في السيد عمر محمود حول الصور الملتقطة للفنان الحوت من داخل مشرحة الطب الشرعي بعد إعلان الوفاة رسمياً والصور التي التقطت له من داخل غرفة العناية المكثفة بمستشفى ابن الهيثم الذي كان يستشفى فيه بعد أن نقل إليه من مستشفى رويال كير بالخرطوم؟ فقال : هذه الصور لم تلتقط له من داخل غرفة العناية المكثفة بل أخذت من خارج الغرفة من خلف الزجاج الملحق بها وتم التقاط الصور بواسطة الهاتف السيار لأنه وفي مثل هذه الحالة يصعب علي إدارة المستشفي السيطرة على الشخص (المصور) رغماً عن الرقابة والتعليمات والضوابط المشددة التي نفرضها علي غرف المرضى بصورة عامة والمرضي الذين تكون حالتهم الصحية (حرجة) بصورة خاصة ولكن رغماً عن ذلك إلا أن هنالك من استطاع أن يلتقط صورة (خاطفة) للفنان محمود عبد العزيز من خارج غرفة العناية المكثفة وعليه لم نستطع السيطرة علي الصور.
النيلين – سراج النعيم
[/JUSTIFY]