اختلاف الذوق واتفاق في الرأي اتفق الكثيرون على أن تشغيل الأغاني والنكات والراديو أمر مهم في أي مركبة حتى لا يشعروا بأي نوع من الملل طول الرحلة ولكن اختلفوا فيما يتم تشغيله أثناء الرحلة.
فقال عبد اللطيف أجد في الاستماع للأغاني أثناء أي مشوار شيئًا من المتعة خاصة إذا كانت الأغاني لفنانين كبار ودائمًا ما تشدني الأغاني الجميلة حتى أني أدندن مع الفنان مهما كان وقت الرحلة ليلاً أو نهارًا وفي إحدى المرات دخلت بمشادة كلامية مع جاري في المقعد في إحدى السفريات بعد أن طلب مني السكوت وتركه ينام مما أثار حفيظتي وانتهي الأمر بأن بدل مقعده!
ويختلف ذوق هيثم الذي يرى أن الاستماع للراديو أفيد له من تكرار الاستماع للأغاني التي تتردد في أي مكان ولكن إذا تصادف أن وجد في مركبة أغاني لا يهتم بالأمر كثيرًا.. ولا يقبل رفعت الاستماع لذوق السائق فقال: أنا من الناس الذين يحتجون، ولهذا احتج إذا لم يعجبني ما يريد أن يسمعنا له السائق، ففي بعض المرات لا يتناسب مع مزاجي، فأطلب منه أن يغير بما يرضيني، ففي النهاية أنا صاحب رأي ولي الحق مثلي مثل بقية الركاب في اختيار ما يتناسب مع ذوقي، ويتخذ أمير موقفًا حياديًا فقال: لا أهتم بما يستمع له الركاب من أغانٍ أو راديو أو محاضرة دينية، وفي حالة لم تعجبني المادة أشغل نفسي بأي أمر آخر.
تحفظات كثيرة
الهادي تحفظ على مثل تلك المواد المسموعة، وقال: في الغالب أتجنب الدخول في صدام لفظي مع سائق أو راكب بعدم الركوب في عربة ولكن إن أجبرت على صعود واحدة فلا أستطيع تحمل سماع أغنية أو أي من الموضوعات غير الهادفة فأنصح السائق إن استجاب يكون قد فعل خيرًا وإن تجاهل أو اعترض وكذلك فعل أحد الركاب أنزل في هدوء دون أن أسال أحدًا.
الأستاذة إخلاص تحفظت على ما يجبر الراكب على سماعه فقالت ليس كل ما يغنى يسمع، فهناك الكثير من الأغاني الهابطة ولا ترتقي الى مستوى الاستماع لها ويصل الأمر في بعض الأحيان أن أطلب من السائق أن يخفض الصوت أو يغلقه بالمرة، وفي إحدى المرات تعرضت للسخرية من بعض الشباب بسبب اعتراضي على تشغيل أغانٍ هابطة بحجة أنها آخر إنتاج الفنانين مما أصابني بالدهشة على ما وصل إليه حال الفن بالسودان
واستنكر الأغاني والنكات، وقال لا أقبل بتلك الأوضاع في أي مركبة إذا لا قدر الله وصار حادث يكون آخر كلام سمعناه أغانٍ والعياذ بالله، ولهذا أعترض بشدة علي أي سائق أو راكب يرغب في الاستماع لتلك الترهات وأذكرهم بأننا يمكن نموت في أي لحظة أثناء الطريق.
السائقون يبررون
قال إن الموضوع في النهاية مجرد أذواق هناك من يعترض ونستجيب لطلبه، وهناك من لا يهتم بالموضوع، ففي كل رحلة نعمل جهدنا على إرضاء الركاب بالترويح عليهم سواء بالاستماع لبعض الأغاني والنكت والمحاضرات على حسب الوضع، فأنا في حد ذاتي أكون قد استمعت إليها كثيرًا من قبل وإن طلب أو أعطاني راكب مادة لا يكون لدي مانع
أما حسين فيرى أن السائق الفطن هو من يلقي نظرة داخل المركبة قبل أن يتحرك حتى يعرف نوعية الأشخاص ويقدر أذواقهم خاصة عندما تكون الرحلة طويلة ويختار الوقت المناسب لنوع المادة لأن لكل وقت أنواعًا معينة مثلاً في الصباح الباكر السواد الأعظم من الركاب يريدون الاستماع للأخبار، وفي أوقات الظهيرة الكل يكون في مزاج عكر وأفضل بعض الأغنيات أو أشياء مضحكة وهكذا.
فتح الرحمن قال: الوضع كله يخضع للظرف القائم، فإذا كانت الوقت مناسبًا يمكن الاستماع لأغنية أو محاضرة وفي معظم الحالات لا نستمع ونفضل الصمت، وهناك أوقات يشعر السائق فيها بتسلل النعاس جراء الصمت وطول المسافة فيقوم بتشغيل أغنية أو راديو حتى يستفيق ويطرد النعاس.
صحيفة الإنتباهة
صديق علي
ع.ش