ويحسن فرصه في الحصول على وظيفة ذات جدوى ومحتوى، ولكن طالما نحن نتعلم فقط للحصول على وظائف “تؤكل عيش” فإن هناك لغة جديدة هي الماندرين وهي لسان غالبية أهل الصين ستصبح مطلوبة بقوة في سوق العمل لأن الصين ستصبح أقوى دولة اقتصاديا قريبا جدا! وكما هو معلوم فإن اللغة الصينية سهلة ولا يستغرق تعلمها أكثر من عشرين سنة… عدد حروفها يترواح ما بين 600 و 800 … بس، ولكن لابد دون الشهد من إبل النحر (لا يوجد خطأ هنا فواصل القراءة)
ذات مرة نشرت زاوية بعنوان “نكستان” وهي مثنى نكسة، وقلت ان النكسة الأولى كانت هزيمتنا على يد إسرائيل في 5 يونيو حزيران من عام 1967، والثانية إنني رزقت بـ”بنت” هي مروة في مثل ذلك اليوم وتحصنت بالمعوذتين وقلت لمروة التي درست المنهج البريطاني وكانت لغتها العربية وقتها عرجاء: خذي اقرئي هذا الموضوع، فقرأت العنوان وسألتني: نكستان دي في افريقيا أم آسيا؟ ومنذ يومها صرت أرغمها على قراءة نص عربي محترم يوميا.
ولكن لا يعجبني الهوس باللغة الإنجليزية بدرجة ان البعض يحسب إتقانها يجلب المكانة الاجتماعية والثقافية الرفيعة، وفي نفس الوقت لا يعجبني تحدث بعض العرب الإنجليزية مطبقين عليها قواعد اللغة العربية، وأعرف ان هناك آلاف العرب المستعدين لبذل النفيس للتحدث بالإنجليزية بلكنة أمريكية او بريطانية، وتتردد على ألسنتهم مفردات وعبارات من شاكلة: شيت.. دام.. صن أوف أ.. .. .. وما الى ذلك من ألفاظ سوقية اشتهر الأمريكان بها! وانصح هؤلاء بالتوجه الى كوريا الجنوبية حيث تخصص جراح يدعى نام إيل وو في قطع غلالة رقيقة من الأنسجة من تحت اللسان فيتخلص من يخضع للجراحة التي تستغرق عشر دقائق، من عيب في النطق يعاني منه الكوريون والصينيون واليابانيون، لأنهم يقلبون الراء الى لام، واللام الى راء، وهكذا يصبح اسم كاتب هذه السطور في كوريا “جافل” لأن حرف العين يتحول الى ألف، والراء في آخر اسمي تصبح لاما (ل)، وإبر النحل تصبح “إبل النحر”، وهذه بسيطة ولكن قد يذهب الواحد منهم في بلد ناطق بالإنجليزية الى مطعم ليطلب طبقا من الرز، وبدلا من ان يقول: أريد رايس يقول:أريد لايس، فيحتار الجرسون، لأنه سمع عن مطاعم كورية تبيع لحم الكلاب والفئران والقطط والجراد والنمل والصراصير، ولكنه لم يسمع عن لايس مطبوخ لان “اللايس” هو القمل! وهل يحتاج القارئ الى تذكيره بأن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس حريصة على عدم زيارة كوريا بشطريها الشمالي والجنوبي لأن جميع وسائل الإعلام ستتحدث عنها بوصفها كوندوريسا لايس.. وبهذا جنبت بلادها اشعال الحرب الكورية مجددا بزعم ان وزيرة خارجيتها صارت “قملة” على ألسنة الكوريين
زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com