واعتبر بن جاسم في الكلمة التي افتتح بها الاجتماعات ان اجتماع ثمرة لجهود مشتركة في اطار اللجنة العربية الافريقية وبالتنسيق الوثيق مع جبريل باسولي الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لايجاد حل لازمة دارفور.
واعرب عن اعتقاده بأن هذا الاجتماع يشكل منعطفا ايجابيا مهما في مسار ازمة دارفور،ويرسي الاسس الصحيحة والمرتكزات السليمة لحل لا يستثني احدا ولا يغلب مصلحة طرف على اخر بل يصون حقوق الجميع ويحفظ للسودان وحدته واستقراره، ويفتح الباب واسعا امام تنمية حقيقية في الاقليم توفر الامن والتقدم والرخاء وتعوض اهل دارفور الصابرين عن سنوات الحروب والمنازعات.
واكد الوزير ان دولة قطر تتعامل مع جميع اطراف ازمة دارفور بعقل وقلب مفتوحين وثقة لا حدود لها في قدرة ابناء السودان على تجاوز خلافاتهم مهما اتسعت ومداواة جراحاتهم مهما تعمقت، وعلى الاستفادة من اخطاء الماضي في مواجهة تحديات المستقبل وفي تحويل معارك القتل والتدمير الى معارك للبناء والتعمير. وقال «اننا نسعى في اجتماعنا الحالي الى التوصل الى اتفاق لمفاوضات السلام وخلق اجواء ايجابية لانجاحها وبمشاركة كافة الاطراف بما فيها المجتمع المدني من اجل اتفاق شامل ينهي الازمة ويحقن الدماء ويلبي طموحات وتطلعات ابناء دارفور في ظل وفاق وطني يجعل مصلحة السودان فوق كل المصالح»».
وتوجه بن جاسم بالشكر والتقدير لما وجدته مبادرة دولة قطر من تجاوب من قبل حكومة السودان وحركة العدل والمساواة، معبرا عن الامل بأن تنضم الاطراف الاخرى للمفاوضات القادمة «والتي هي بلا شك تدرك كما أدركنا بأن لا حل لازمة دارفور الا بالحوار الجاد والمفاوضات البناءة والحس الوطني النابع من قيم واخلاق الشعب السوداني وتاريخه العريق». كما عبر عن الشكر للشركاء الدوليين ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي لم تدخر جهدا في دعم هذه المبادرة والسعي المخلص لازالة العقبات عن طريقها.
من جهته، اعتبر الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي، جبريل باسولي ، مشاركة الاطراف المعنية والشركاء الدوليين والاقليميين فى هذه المحادثات التزاماً منهم بإحلال السلام في دارفور ، ودعا الى استغلال عامل الوقت ،واكد اقتناعه بأن السودانيين انفسهم وحدهم تقع عليهم مسؤولية حل الازمة وجلب السلام الى بلادهم . وطالب الاطراف المتفاوضة بأن تؤسس من خلال محادثات الدوحة الثقة بينها فى سلام دائم بالاقليم ، كما طالب الاطراف الوسيطة بمساعدة الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة لتحقيق السلام فى دارفور بمشاركة اصحاب العلاقة ، ولفت الى أن وقف العدائيات وتحسين العلاقات مع دول الجوار السودانى امور تساعد فى تسوية الازمة ، وعبر من جديد عن الامل فى ان تساعد محادثات الدوحة التمهيدية فى خفض العنف والتوتر وحالات الاعتداء فى دارفور بما يضمن سلامة المواطنين وازالة معاناتهم .
من ناحيته، قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينغ ، ان من شأن محادثات الدوحة مساعدة السودانيين في الاتفاق والتوصل الى حل لمشكلة دارفور التي وصفها بالتحدي الكبير امام المجتمع الدولي، واكد ان الاتحاد الافريقي سيقدم كل دعم ممكن لحل هذه المشكلة، داعيا الخرطوم وحركة العدل المساواة للعمل بجد واخلاص في الدوحة بهدف التوصل الى حلول تقضي على الكراهية وتجاوز حالة الاقتتال والاختلاف بينهما اخيرا، وهو امر قال ان من شأنه المساعدة في عودة النازحين وتخفيف معاناة المواطن في دارفور، وتابع ،»لقد حان الوقت لمفاوضات سلمية لإيجاد حلول للمشاكل المعلقة على طريق حل نهائي لإزمة دارفور»،مشيرا الى ان قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا والجمعية التنفيذية للاتحاد تبنتا قرارات مهمة لتسريع حل مشكلة دارفور وانهاء حالة التشرذم هناك. واكد بينغ ضرورة توحيد الفصائل المسلحة بدارفور لتسهيل التوصل للاهداف المرجوة، منوها بالمبادرة العربية الافريقية والدور المهم لدولة قطر التي تقود هذه المبادرة،وقال اننا ننظر بشغف لنجاح المفاوضات القادمة وتعين علينا جميعا ان نهيئ اسباب نجاحها، وناشد الحكومة السودانية والحركات المسلحة وبالاخص حركة العدل والمساواة بالالتزام الجيد بطريق المفاوضات كوسيلة مهمة ومناسبة لإيجاد حل لازمة دارفور.
بدوره اكد الدكتور نافع علي نافع، رئيس وفد الحكومة فى المفاوضات حرص الحكومة السودانية على السعى لتحقيق السلام وطي صفحة الصراع والاقتتال والتعجيل بالانتقال الى مرحلة البناء والتعمير رفعا لمعاناة اللاجئين والنازحين والمتأثرين بظروف الحرب ،وقال «جئنا الى الدوحة بقلوب مفتوحة وارادة وتصميم كاملين على صنع السلام حاملين معنا ارادة وتوافق أهل السودان على السلام، كما تجسدت فى ملتقاهم الجامع الذى انعقد فى ظل توافق وطنى حقيقى»، وأضاف «ان التزام الحكومة بالتعجيل بتحقيق السلام ظل ثابتا ومتصلا طوال سنوات، ونحن نقبل اليوم على السلام طائعين مختارين عازمين على تحقيقه.
وعبر نافع عن ثقته بأن الأزمة القائمة لن تستعصى على الحل مهما بلغ التعقيد،»وقال اننا لانرى مستحيلا ان تحقق الارادة الجامعة لأبناء السودان سلاما يصنعه جميع الفرقاء وينتفع منه كل أبناء السودان ويسعد به جيرانهم ومن يهتمون بأمرهم.» واعتبر ان اجتماع الدوحة ليس هو أول خطوة على طريق السلام» فقد كانت من قبله خطوات سابقة فى هذا الطريق الشاق الذى لامناص من المضى فيه الى نهايته».. وجدد التأكيد على تصميم الحكومة وجديتها في التعجيل بإكمال مسيرة السلام ،معربا عن ثقته «بأن التجاوب المخلص من كل الحركات الحاملة للسلاح سوف يعجل بالسلام فى دارفور والسودان بأكمله»، كما اعرب عن الأمل فى أن تتوقف «الرسائل السالبة والمغرضة» التى لم تكن يوما لصالح السلام والاستقرار.
ولفت الدكتور نافع الى ان لدى الحكومة بعض الملاحظات على مسودة الاتفاق الاطاري..وقال»ان وفد الحكومة نظر باهتمام الى مسودة الاتفاق الاطاري التى تقدم بها جبريل باسولي وسيبدى بعض الملاحظات عليها مما يسهم فى تحسينها حتى تلائم الغرض منها»، وعبر عن الشكر لكل الداعمين لمسيرة السلام فى السودان وخص بالذكر دولة قطر والاتحاد الافريقى والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة،منتقدا فى الوقت ذاته كل الادعاءات الزائفة والتدخلات غير الحريصة على وضع حد للصراع . و قال «ان هذه التدخلات لم تكن لتحدث لولا تصميم شعب السودان على خياراته الحرة والأصيلة لبناء وطنه بإرادته الحرة بعيدا عن الهيمنة ومعادلات العلاقات الظالمة المختلة».
من جانبه، اعلن رئيس وفد حركة العدل والمساواة، الدكتورجبريل ابراهيم ،ان حركة العدل المساواة جاءت الى منبر الدوحة بقلب مفتوح وعزم لا يلين لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم يحقن الدماء ويضع حدا لأكبر مأساة انسانية يشهدها هذا القرن.
وقال كان من الطبيعي ان نستجيب لدعوة دولة قطر بالتنسيق مع الوسيط الدولى بعد ان استشعرنا جدية المسعى والطرح ،واعتبر مباحثات الدوحة منعطفاً دقيقاً من تاريخ السودان وقال،» ان حركة العدل والمساواة جاءت الى الدوحة املا في سلام عادل وشامل ودائم يرفع المعاناة عن كاهل الاهل فى معسكرات النزوح واللجؤ وما حولها، بحثا عن سلام يضمن وحدة السودان ارضا وشعبا بإرادة اهله الطوعية فى ظل حكم اقليمى او فيدرالى حقيقي يعدل بين الاقاليم ويشارك فيه جميع المواطنين عبر صناديق الاقتراع بما يكفل الحريات الاساسية العامة ويحقق التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، ويقيم الدولة المدنية العادلة التى تكون فيها المواطنة وحدها معيارا ومصدرا للحقوق والواجبات.»
وشدد جبريل على ان ما يجري في كردفان ودارفور يجب ان يكون الحرب الاهلية الاخيرة، وقال « لسنا طلاب سلطة او مكاسب شخصية، ولن نرضي بحلول جزئية»، داعيا كل الاطراف للتحلي بالصبر والمثابرة، كما دعا الحكومة لابداء الجدية وعدم استغلال المفاوضات للعلاقات العامة والمراوغة، واكد ان الحركة على قناعة بأن المفاوضات ستأتي اكلها وتحقق السلام اذا خلصت النوايا واتبعت الترتيبات الصحيحة التي اجملها في اجراءات من شأنها بناء الثقة بين الطرفين، علي راسها الاقلاع عن ترحيل النازحين واعادتهم الي مناطق لا تتوفر فيها الخدمات، وازالة العراقيل امام ايصال الاغاثة لهم واطلاق سراح المعتقلين والمحكومين والموقوفين، والاتفاق علي اعلان حسن نوايا، يلي ذلك البحث في موضوع اتفاق اطاري يخاطب اطلاق الحريات وتنفيذ وثيقة الحقوق الاساسية والعودة الي نظام الاقاليم دون المساس بالولايات القائمة الا بإرادة اهلها، كما طالب بالمشاركة الفاعلة في مؤسسة الرئاسة والمشاركة في الحكم حسب ثقل الاقاليم السكاني والمشاركة في حكم العاصمة الخرطوم على اعلى المستويات، وتعويض المتضررين من الحرب وان يذهب النصيب الاكبر من الايرادات للاقاليم لضمان تنفيذ الفيدرالية.
وطالب ممثل العدل، بمجانية التعليم العام وعودة النازحين واللاجئين ، وان تحتفظ الحركة بقواتها خلال فترة انتقالية يتفق عليها، كما طالب بتسريح مليشيات الحكومة وتفكيكها وتخفيض القوات الحكومية بدارفور بجانب استيعاب مقاتلي الحركات في القوات النظامية.
المصدر :الصحافة [/ALIGN]