سوزان رايس .. مبعث الكوارث على السودانيين

[JUSTIFY]قالت صحيفة «الواشنطن بوست» في مقال بعنوان «سوزان رايس المرأة الكارثة على دولة الجنوب» إن أحدث دولة في العالم غارقة في حرب أهلية دامية بسبب صراع الفصائل السياسية المتناحرة حول عائدات النفط، حيث تعتبر دولة الجنوب الثالثة من حيث إنتاج النفط في إفريقيا جنوب الصحراء، وتقول الصحيفة إن آلاف المواطنين قد لقوا حتفهم في حمام الدم الذي انتظم مختلف ولايات الجنوب، بينما فر مئات الآلاف كلاجئين في البلدان المجاورة، وبالرغم من الجهود التي تبذلها كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية لاستئناف المحادثات إلا أن كل الدلائل تشير إلى فشل محاولات الفريقين في التوصل إلى نقطة تفاهم. وترى الصحيفة أن الوضع الكارثي بدولة الجنوب كان يمكن تجنبه حال اتبع الرئيس أوباما والبيت الأبيض إستراتيجية أكثر عقلانية تجاه الدولة الوليدة، وبدلاً من ذلك اعتمدوا على سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السابقة ومستشارة الأمن القومي الحالية سوزان رايس التي ظلت لثلاثة عقود متوالية ترسم سياسات كارثية لهذا البلد الوليد. وتمضي الصحيفة قائلة إن سياسات رايس ذات النتائج الكارثية قد بدأت منذ أن كان عمرها «28» ربيعاً، حيث كانت مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس بيل كلنتون عندما نصحته بسياسة رفع الأيدي عن الإبادة الجماعية في رواندا في العام 1994م، وعدم اعتبارها إبادة جماعية، وهو ما اعتبر العار الأكبر في سياسة الرئيس كلنتون، وكررت سوزان ذات السناريو عندما كانت مساعدة لوزير الخارجية الأمريكي عندما دعمت حرب رئيس الوزاء الإثيوبي مليس زناوي في حربه ضد أريتريا التي راح ضحيتها ما يزيد عن «100» ألف شخص. وفي العام 1998حاولت إنهاء الحرب الأهلية في سيراليون عن طريق الضغط على الحكومة من أجل منح العفو لبلطجية الجبهة الثورية المتحدة التي قتلت الأطفال وجعلت رئيسهم زعيم تجارة الألماس في البلاد، وبعد ثلاثة أشهر فقط انفجر الوضع في سيراليون وأخذت الجبهة الثورية المتحدة «500» من قوات حفظ السلام كرهائن الأمر الذي أجبر القوات البريطانية على التدخل من أجل فرض النظام في البلاد.

وترى الصحيفة أن أنموذج السياسة الخارجية الأمريكية المشوهة في أفريقيا والذي رسمته سوزان تجلى بصورة واضحة في السودان، وبرز من خلال اثنين من أكبر الأخطاء القاتلة التي أودت بحياة الدولة الوليدة قبل أن تبلغ عامها الثاني، الأول هو انجذاب رايس نحو كل من يتبنى الفكر الماركسي اليساري أو يقول إنه يقود جيشاً لتحرير شعبه، ولذلك أقامت سوزان علاقة مقربة، والبعض يقول أكثر من مقربة مع قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان، حيث قدمت لهم الدعم الكامل إبان فترة خدمتها في إدارة الرئيس كلنتون، وحتى عندما كانت خارج الإدارة الأمريكية تحت رئاسة الرئيس دبليو بوش، حيث أنها عملت بالجد من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية لمساعدة الجيش الشعبي على الانفصال من الخرطوم، وحصوله على الاستقلال. غير أن الحقيقة المرة أنه لا شيء يوحد شعب الجنوب المتباين عرقياً ودينياً وثقافياً سوى عائدات النفط التي تمثل «98%» من ميزانية البلاد، حيث بدا جلياً أنه في حال لم تستخدم الحكومة هذه الأموال من أجل خفض حدة التوتر، فإن الفصائل المسلحة داخل الحزب ستنزلق في حرب أهلية دامية، وهنا يتمثل الخطأ الثاني الذي ارتكبته إدارة أوباما وبمجرد تحقيق الانفصال في العام 2011 كان من الضروري الحصول على تعاون الخرطوم التام لحسم قضيا المياه والنفط والحدود إلا أن فريق أوباما لم يسع إلى ذلك، بل أصر على أن تبقى الخرطوم إدارة منبوذة ومعزولة عن العالم، وتمت معاقبة حكام الخرطوم بحجة ارتكابهم الفظائع ضد مواطني دارفور ودولة الجنوب، وحصل أسكوت غرايشون المبعوث الخاص والمسؤول الوحيد الذي طالب بتطبيع العلاقات مع الخرطوم على العقاب ، وبسبب عدم حسم ملف النفط انهارت العلاقة بين السودان ودولة الجنوب، وأغلق الرئيس البشير أنبوب النفط، وبعد ذلك انخرط رياك مشار وسلفا كير في حرب أهلية دامية لتجد إدارة أوباما نفسها محاصرة بين التزامها بإنهاء القتال وتجربة فاشلة لامرأة حاولت بناء دولة.
ويبقى السؤال ما هو المخرج؟ أولاً: يجب على واشنطن إعادة فتح قنوات الاتصال مع الخرطوم من أجل التفاوض على تسوية شاملة من شأنها تأمين المستقبل ليس فقط لدولة الجنوب بل أيضا لبناء سلام دائم في دارفور.

ثانياً: يجب أن تبعد سوزان رايس من ملف السودان تماماً حتى لا تتسبب في مزيد من الضرر، وكذلك إبعادها من جميع الملفات الشائكة مثل ملف إيران وعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ليصبح المستنقع الدامي بدولة الجنوب آخر سلسلة سياساتها الكارثية.

صحيفة الإنتباهة
إنصاف العوض
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version