في هذا الصدد قال المحلل إيريك ريفز، المتخصص في السودان ، والذي يُدرِّس بكلية سميث كوليدج في نورثهامبتون، بولاية ماساتشوسيتس لقد استلزم الوقت خمسة أيام حتى يصل هؤلاء الرجال إلى المرحلة التي يلتقي فيها بعضهم بعضًا، ولكننا لم نر أي مؤشر على التقدم، وعلى أن القتال سينتهي قريبًا.
بيد أنه مع استمرار المعارك بين فصائل الجيش المتنافسة التي تؤجج الانقسامات العرقية، وحصيلة رسمية بلغت ألف قتيل، هناك أسئلة بشأن من ينبغي أن يجلب الجانبين إلى طاولة المفاوضات حيث قال بروفيسور محمود ممداني، الذي يقسم وقته بين جامعة كولومبيا الامريكية وجامعة ماكيريري اليوغندية، إن بعض التكتلات الإقليمية المؤثرة في شرق إفريقيا مثل الهيئة الحكومية للتنمية، تكتل تجاري يضم ثماني دول في شرق إفريقيا ويعرف اختصاراً بـ«إيغاد»، لم تكن وسيطة نزيهة في هذا النزاع.
وأضاف ممداني أن إيغاد زادت الطين بلة من خلال دعوتها لطرفي النزاع إلى التفاوض، في الوقت الذي تدعم فيه صراحة فصيل الرئيس سلفا كير وتمده بالجنود، متى دعت الضرورة لذلك وقد تزعمت ذلك يوغندا، التي أرسلت ربما المئات أو الآلاف من الجنود بشكل واضح لمساعدة مواطنيها. من جانبه قال المؤرخ دوغلاس جونسون إن فعالية «إيغاد» تتوقف على دعم لاعبين كبار مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج؛ ولكنه يشك في أن يكون لدى الوسطاء الدوليين تأثير كبير على مشار المعروف بتغيير تحالفاته. وفي هذا السياق، يقول المحلل المختص في جنوب السودان ألي فيرغي إن العدو التاريخي الأول بات اليوم حليف الملاذ الأخير، في وقت يسعى فيه كير جاهدًا لإنقاذ حكومته.
بيد أن الاختبـار الحقيقـي هو إصلاح نزاعين متوازيين في القيـادة والجيـش، إضافة إلى الانقسامات العرقية التي تم الكشف عنها في سكان منقسمين على نحو متزايد، حيث يختبئ نحو 60 ألف شخص في قواعد الأمم المتحدة، منقسمين وفق خطوط قبلية في الغالب.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش