} في مدينة الجيزة شاهدت طوابير النساء الممتدة على طول الشارع، فالمئات من السيدات احتشدن من الصباح الباكر أمام المراكز ليقلن (نعم) للدستور!
} حتى الذين يرفضون ترشيح الفريق “عبد الفتاح السيسي” تجد إجاباتهم متشابهة مع المؤيدين له: (حأصوت للدستور.. عشان البلد تمشي)!!
} (عشان البلد تمشي).. هي الجملة السحرية التي هزمت (الإخوان) في معركة الدستور الحالية ومنحت (كرت المرور) لترشيح قائد الجيش وزير الدفاع في انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة.
} هذه العبارة بذات الاحساس سمعتها من سائقي تاكسيات وموظفين وعمال نظافة وبوابين وإعلاميين!! إذن مصر تتجه لتنصيب الفريق “السيسي” رئيساً للجمهورية خلال الأشهر القليلة القادمة.
} خسر (الإخوان) بسبب المرشح (الخطأ) للرئاسة، أو بسبب الإصرار على احتكار مناصب رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب، هكذا دفعة واحدة، في دولة معبأة ضد (الإخوان) بالإعلام والمسرح والسينما والأمن لمدة (ستين عاماً) طويلة!!
} المواطن المصري العادي ما عاد بعد مرور ( عامين) على ثورة يناير يبحث عن (ترف ديمقراطي) أو يرغب في ممارسة سياسية قوامها الاحتشادات (المليونية) والهتافات والشعارات والجدل البيزنطي على المنابر العامة أو على شاشات الفضائيات المصرية حيث يهتف مقدمو برامج (التوك شو) أكثر مما يقدمون ضيوفاً أو يطرحون قضايا.
} غالب المصريين – الآن – كل أحلامهم وأمانيهم تتركز في عودة الأمن والاستقرار و(لقمة العيش) وانتعاش السياحة كما كانت قبل ثورة يناير 2011 .
} (عاوزين البلد تمشي).. ولن تمشي حتى يحكمها رئيس برتبة (فريق أول). هذا ما وقر في قلوب عشرات الملايين من المصريين.
} وهذا (الفريق أول) يتمتع بقدرات غير عادية، ويكفي أن راوغ (مكتب إرشاد) الإخوان ومرشدهم ونواب مرشدهم، فسلموه وزارة الدفاع وقيادة الجيش مؤمنين مصدقين! فإذا بهم الآن جميعاً بين المحاكم والمعتقلات!!
} سمعته يتحدث أكثر من مرة، تابعت ملامح وجهه، حركاته وسكناته، فوجدت قائداً عسكرياً على درجة عالية من الحنكة والدهاء والبرود والثقة بالنفس. “السيسي” لا يتهيب منابر الخطابة، خلافاً للكثير من وزراء الدفاع في دول العالم، بل ينطلق في الحديث الجماهيري وكأنه رئيس جمهورية حاكم منذ عشر سنوات!!
} إنه رجل عالي التدريب والترتيب، وكأنه (مجهز) ومصمم للرئاسة منذ فترة.
} يجب أن نتعامل مع ما يحدث في مصر باعتباره أمراً واقعاً، خاصة أن حكومتنا وحركتنا الإسلامية لم تقدما شيئا يذكر للسادة (الإخوان)، ولا هم قدموا لنا عوناً يستذكر إبان حكم السنة الواحدة. بل إن الرئيس “مرسي” زار السودان بعد سلسلة زيارات طويلة وعديدة للسعودية والصين وإيطاليا وإيران، بل حتى أوغندا – خصمنا اللدود – زارها قبل أن تحط طائرته في مطار الخرطوم!
} تهيأوا لعلاقات طيبة وراقية مع الفريق أول “عبد الفتاح السيسي”. هذا إرادة الشعب المصري ولا يمكننا أن نتدخل في تحديد اختياراته.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]