وفي تصريحات حصرية لصحيفة “سودان تريبون” (خاصة)، قال مشار إن “قواته نجحت في استعادة ملكال، والسيطرة الكاملة عليها بعد طرد القوات الموالية للحكومة، واستولت أيضًا على 500 بندقية كلاشينكوف، و30 قاذف صاروخي طراز (آر بي جيه)، و90 رشاش طراز (بي كاي)، وعدة مركبات عسكرية، ودبابة واحدة من الجيش”.
وقال مشار بثقة “ينبغي على القوات الحكومية نسيان استرداد عاصمة ولاية جونقلي، بور، وبدلا من ذلك التفكير في مصير جوبا (عاصمة البلاد)”، مشيرا إلى أن قواته “تحاصرها من جهات مختلفة”.
وأوضح أن قواته استعادت “ملكال” عاصمة محافظة أعالي النيل في أعقاب السيطرة على مقاطعة باليه، إحدى المقاطعات القليلة التي تقطنها مجموعة الدينكا العرقية بالولاية، التي من المنتظر أن تستسلم لقواته التي تسيطر على معظم مقاطعات الولاية الغنية بالنفط، مشيرا إلى أن مقاطعتي “ميلوت” و”رنك” لم تخضعا لسيطرة قواته بعد.
وأشار إلى أنه “أثناء الاشتباكات من أجل السيطرة على باليه الإثنين، بالكاد نجا قائد القطاع الثاني في الجيش الحكومي اللواء جونسون جوني بيليو من المعركة عندما اضطرت القوات الموالية للحكومة للعودة إلى ملكال قبل أن تفقد سيطرتها عليها”.
وفي المقابل، ذكر الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير، “وقوع اشتباكات بين المتمردين والجيش في ملكال، نافيا مزاعم مشار بأن قواته تسيطر على البلدة الاستراتيجية الغنية بالنفط”.
وقال أقوير في تصريح عبر الهاتف للصحيفة “نعم، هناك قتال في ملكال”، مشيرا إلى “أن الجيش الحكومي حقق تقدما كبيرا نحو بور عاصمة ولاية جونقلي مع استمرار القتال العنيف الدائر منذ الإثنين، وبات سقوطها في أيدي الحكومة مسألة وقت”.
ومن جانبه أدان وزير الإعلام في حكومة ولاية أعالي النيل فيليب جادين، هجوم الثلاثاء من جانب “المليشيات الموالية لمشار”، قائلا إن “الجيش الحكومي ما زال يسيطر بشكل كامل على عاصمة الولاية الغنية بالنفط، خلافا لمزاعم مشار”.
وأضاف “باعتبارنا الحكومة، ندين بأشد لهجة ممكنة هذا العمل الهمجي لزعزعة استقرار الولاية” معتبرا أنه “لا يوجد سبب لسلوك العنف، وأود أن أقول للناس أن قوات الحركة الشعبية الباسلة، تظل مستعدة وملتزمة بالدفاع عن هذا البلد وتوفير الحماية “.
وتابع “ما سمعتوه عن ملكال مجرد دعاية. ولم يتم الاستيلاء عليها. وأنا أتحدث إليكم من ملكال. وما حدث هو أن مليشيات الجيش الأبيض (الموالية لمشار) حاولت الهجوم على المطار الثلاثاء، لكننا قمنا بصدهم”.
ومنذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، تدور في جنوب السودان مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، وذلك على خلفية اندلاع قتال بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في العاصمة جوبا، امتد لاحقا إلى أنحاء أخرى في البلاد، بعدما اتهم رئيس جنوب السودان لنائبه المقال ريك مشار بالتخطيط لانقلاب عسكري لإسقاطه، وأعقب ذلك قيام الحكومة باعتقال عدد من الشخصيات التي قالت إنها “متورطة في عملية الانقلاب”.
ولم تتمكن مفاوضات السلام الجارية في أديس أبابا منذ الأسبوع الماضي، بمشاركة طرفي النزاع، من التوصل إلى اتفاق سلام في الدولة التي انفصلت عن السودان عام 2011.
وكالة الأناضول
ع.ش
[/JUSTIFY]