وها هم يودعون رحابة المناسبة والحفل بعد تلاق دام أياما من الاستماع والعيش في ظلال المديح والذكر والنوبات التي تُضرب كما قال الراحل المجذوب (فتئن وترن ثم ترفض هديرا أو تُجن).. يتفرقون الآن بعد ليالي التمتع بحلو المديح وعبق الذكر وتجديد العهد مع سيد السادات وصانع المعجزات والتلاقي تحت دفء غطاء محبته وكرمه.
انقضت أيام المولد وأهل المدينة وجدوا بعض الوقت ليجددوا العهد ويجالسوا أهل الله من ملح الأرض (ومساميرها) – كما قال بركة ساكن – في البسُط الخضراء وليخبروا البراعم الصغار عن عظم مكانة صاحب الذكرى وصاحب الميلاد.
لم تنقض الأيام العشر إلا بعد أن وجد الفقراء والبسطاء من أطفال الغبش ممن قال المجذوب عنهم أيضا في ذلك اليوم البعيد (عادوا بالغبار) شيئا مما قسمه الله لهم من التوسعة في الرزق والمال.
مرت أيام الاحتفال في أم درمان وخلفت وراءها أعظم بروتوكول وقف للعدائيات بين (قوات) أنصار السنة و(جيوش) المتصوفة بعد أن لعنت كل فرقة شيطان الخلاف والاختلاف وعذر كل طرف الآخر في ما اختلف معه فيه
الخرطوم – أحمد عمر خوجلي: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]