وقال : بدأت علاقتي بالحوت منذ أن طرق صوته أذني في تسعينيات القرن الماضي وعلي خلفية ذلك نشأت بيني وبينه علاقة صداقة قوية ظللت علي أثرها أتواصل معه ذهابا له في منزله بالمزاد بالخرطوم بحري واتصل عليه بصورة مستمرة لذلك كنت حزينا عندما انتقل إلي جوار ربه بعد معاناة مع المرض بمستشفي رويال كير بالخرطوم ثم مستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية والأخير توفاه الله سبحانه وتعالي به ورغما عن ذلك لم أنقطع من التواصل مع أفراد أسرته.. بالإضافة إلي أنني منذ أن أعلن وفاته أدعو المولي عز وجل أن يرزقني طفلا حتى أطلق اسميه علي أسم الحوت وكان أن تحقق حلمي.. وفي حياة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أنجبت طفلاً كنت أود أن اسمية علي أسم الحوت إلا أنني تفاجأت بالأسرة تطلق عليه ( حسبو ) فحزنت جدا وأخطرت الفنان محمود عبدالعزيز بما حدث معي فقال : لا تحزن وإذا أنجبت المولود القادم فأطلق عليه أسمي بأذن الله العلي القدير.
وعن الكيفية التي التقي بها بالحوت؟ قال : كان ذلك عن طريق الصدفة حيث أنني رأيته داخل عربة بمدينة ام درمان فألقيت عليه التحية.. فرد علي بابتسامة ثم ترجل من السيارة التي كان يستقلها واستقبلنا هاشا باشا فقلت له : لفت انتباهي إليك البوم ( خلي بالك ) ومنذ ذلك الألبوم وأنا من أشد المعجبين بك.. وصادف ذلك اللقاء أنه كان يحيي حفلا جماهيراً بجامعة ام درمان الأهلية فطلب مني مرافقته إلي ذلك الحفل وهناك تعرفت من خلاله علي ياسر أبكر ومهند بشير إذ أنهما كانا من أقرب الناس للفنان الراحل محمود عبدالعزيز.. ومنذ ذلك الوقت أصبحت أتابع كل بروفاته إلي أن أضحيت شبه حرسه الشخصي الذي يرافقه في حله وترحاله.. وكثيرا ما كنت أعرض نفسي للخطر من أجله بالإضافة إلي الأخوين ( نميري.. وأمريكي ).
وأردف : الحوت كانت متواضعاً جداً حيث أنه كان دائما ما يتصل علي هاتفيا للاطمئنان علي في حال غبت عنه.. عموما كان محمود ملكا للجميع ويتعامل معهم بإنسانية يعني ( الفي جيبو ما حقتو ) فهو دائما ما يصرف أمواله في أعمال الخير.. لذلك وصيتي للحواتة عند إقامة تأبينه أن يعملوا علي عكس الصورة الزاهية التي تركها لنا.. حتى لا نكون حواتة بالكلمة.. بل نكون بالفعل النبيل الذي غرسه في دواخلنا الحوت قبل انتقاله للرفيق الاعلي.. ومع هذا لا أملك إلا أن أتضرع له بالدعاء أن يتغمده بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]