موارد إفريقيا

[ALIGN=JUSTIFY]لقد خرج الأوربيون من إفريقيا مطرودين أو غير راضين عن ذلك منذ بداية منتصف القرن الماضي،وتواصل خروج ما يسمى بالمستعمر لعقود متتالية حتى حضرنا جزءاً يسيراً منها يعد على أصابع اليد الواحد، لكن الأهم ان الكثيرين جداً من الموجودين حالياً على قيد الحياة من الذين كانوا في سن الحلم عند جلاء المستعمر قليلون جداً وأغلبهم حالياً لايستطيع التحرك من مكانه بفعل الزمان الذي قاعدته الوحيدة علينا جميعاً هي التغيير….لكن خرج الأوربيون من أفريقيا وما زالت القارة ترزح وتعيش الجوع والفقر.ما يزال الحديث الذي لا يفارق افواهنا الأموال الهائلة التي نهبها وسلبها المستعمرون…او قل أجداد بعض الموجودين من الأوربيين في الوقت الراهن من اجداد بعضنا الموجودين في افريقيا في الوقت نفسه….ويبقى هناك سؤال حسب رأيي أراه منطقياً وفي حاجة لإجابة بأمانة :هل نضبت الأرض الأفريقية من هذه الثروات؟ هل إنتهى زمن الذهب والماس واليورانيوم وغيرها؟.وإذا إفترضنا زوال زمان سيطرة القطن (الذهب البيض) على تجارة العالم واسواقه..ألم تأت ثروات أخرى نملكها حالياً ويمكننا السمو بها إلى مصاف الدول الغنية.مجرد أسئلة فقط.
ورغم ذلك فانا أرى أن هناك حقيقة واحدة تمشي في الإتجاه المضاد لما نعتقده صحيحاً لا يجب الإغفال عنه وهي أن هؤلاء الأوربيين حتى اليوم لا ينامون كثيراُ مثلنا، وإذا ناموا يعرفون متى يقومون بذلك ولماذا ينامون. ومن الأشياء التي لفت نظري وحيرني أن شمسهم تسطع مرات قليلة في العام لكنها لا تغرب سريعاً فقد كنت مستغرباً عندما فوجئت بالشمس التي تغرب الساعة العاشرة مساءً وقيل لي بأن بعض الدول تبقى الشمس مشرقة لفترة ستة شهور متتالية… إذن فرغم سطوع الشمس المستمر يعرف الأوربيون متى ينامون ويقومون بأعمالهم على أكمل وجه كل واحد يقدر مسؤوليته وقاموا بتوظيف ما وجدوه وورثوه من آبائهم لأبنائهم القادمين وإذا عدنا لعمل مقارنة بسيطة مع قومنا فساعات نومنا أكثر من ساعات صحونا أو في أحسن الظروف تتساوى ساعات النهار مع ساعات الليل ورغم ذلك فلدينا وقت للنوم نهاراً قد تمتد هذه الساعات لليوم التالي. وما أذكره فقط أن اليوم الوحيد الذي نمنا فيه ايام وجودنا هو يوم وصولنا عندما نزلنا الفندق مرهقين لطول مسافة السفر التي قضت على الليل بالكامل وعند ذلك فقد كنا نبدأ برنامج العمل يومياً من الساعة التاسعة بتوقيت بروكسل (الساعة 10بتوقيت السودان المحلي) وننتهي الساعة سبعة بتوقيت بروكسل (الساعة 8 بتوقيت السودان في أغلب الأيام أمتدت للساعة الثامنة) إذن فالعمل المتواصل المستمر جزء من التدريب المفقود الذي لا نعرف أين نجده.
لاحظت بأن المدينة تخلو من المارة مبكراً وليس هناك عدد كثير من السيارات تسير بعد الساعة التاسعة مساء والمدينة في هدوء عجيب جداً حتى أنك لا ترى بالكاد سيارة تعبر في منتصف الليل عدا سيارات الشرطة التي تجوب دورياتها الأسواق لتأمينها.
وملاحظة بسيطة عن المشاة على الشارع وسائقي السيارات وقوانينها تجد الإحترام المتبادل وتجد على بعد كل خمسين متراً تقريباً علامات عبور المشاة لم أر سائقاً تخطاها بسيارته متقدماً نحوك دون أن يتوقف هو للسماح لك بالمرور وفي الأماكن التي فيها لمبات توضح مرور المشاة ينتظر المشاة العلامة الحمراء دون الدخول للشارع والأمر لا يحتاج لوجود شرطي مرور فلم اعرف لبروكسل شرطي مرور خلال الأسبوع الذي بقينا فيه هذا بسبب الدور المتبادل لحفظ القوانين والنظام.[/ALIGN] لويل كودو – السوداني-العدد رقم 920 – 2008-06-5
Exit mobile version