شيخ دفع الله : (روق شوية)

شيخ دفع الله : (روق شوية)
** مر المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخيل، وسأل : (مايصنع هؤلاء؟)، فأجابوه (يلقحونه)، أي يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح، فيقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : (ما أظن يغني ذلك شيئاً)..وأخبروا القوم بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، فتركوا تلقيح نخيلهم، ثم أخبروا المصطفى صلى الله عليه بترك القوم أمر تلقيح النخيل امتثالاً لحديثه، فقال (إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل)، وقال (أنتم أعلم بأمور دنياكم، فما كان من أمر دينكم فإلي)..هكذا حديث تأبير النخيل ..فلنتأمله بعقولنا وليس بعيوننا..لم ينه المصطفى صلى الله عليه وسلم عن تلقيح النخل بواسطة الإنسان ولم يمنع ذلك التدخل أويحرمه، بل ظن بعدم الحاجة الى تدخل الإنسان، ثم أكد عدم منع أو تحريم التدخل إن كان مجدياً..فالشأن كان دنوياً، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله (أنتم أعلم بشؤون دنياكم)..وهي دعوة لتحرير العقول – من الجمود والخمول – بحيث تنفع الناس والحياة بطرائق تفكير سوية..!!
** وعندما غادرت الخرطوم شمالا،ً تركت خلفي سجالاً كثيفاً حول رفض أو قبول توزيع الواقي الذكري لمكافحة الإيدز، وهو سجال تفرع من البرلمان الى الصحف، ثم أخيراً الى الفضائيات ومجالس الناس.. لا أدري إن كان السجال قد هدأ قليلاً أم لايزال حامياً؟، إذ أنا – والحمد لله على ذلك – لازلت بمنأى عن كل معكرات صفو حياة الناس والبلد، بما فيها الخرطوم وسجالات نخبها و(عمايل ساستها)..والمهم، هذا السجال الكثيف في حد ذاته – أي بغض النظر عن الآراء المتباينة – يساهم أيضاً في مكافحة الإيدز، بحيث ينبه البعض الغافل على توفر الواقي لحد التوزيع المجاني ويحفزهم على البحث عنه واستخدامه (عند اللزوم).. وبجهل مدقع، يختزل البعض (عند اللزوم) هذا في الفاحشة فقط، وينسى – أو يتناسى – بأن البعض المصاب بهذا الداء لايزال يمارس حياته الزوجية، ولم ينفصلوا، والشواهد كثيرة بالمشافي ولكن هواة التهريج لا يعلمون.. ومن الأفضل والأمثل أن يمارس هؤلاء حياتهم الزوجية في مناخ يوفر الوقاية للطرف غير المصاب..وللأسف، منع التوزيع المجاني- أو إرهاب الموزعين لا يساهم في توفير مناخ الوقاية..!!
** ذاك شئ..والشئ الآخر – وهذا ما لايعلمه بعض نواب البرلمان – هو أن برنامج مكافحة الإيدز ليس ببرنامج محلي بحيث تفعل وزارة الصحة بالسودان ما تشاء أو كما يشاء النائب البرلماني دفع الله حسب الرسول..هذا البرنامج، يا سادة ياكرام، كان ولايزال برنامجاًعالميا، وتحكمه – تمويلاً وتخطيطاً وإشرافاً – قوانين ولوائح وتوجيهات منظمة الصحة العالمية..وعدم التزام السودان بالخارطة الصحية لهذه المنظمة الدولية – بكل ما فيها من خطط وبرامج ومشاريع – قد ترمي بالسودان خارج قائمتها، ونصبح على ذلك من النادمين والمكلومين (أكتر من كدة)..نعم، يا دفع الله حسب الرسول، نشاط هذه المنظمة – ودعهما – لايقف عند حد مكافحة الإيدز فقط، بل برنامج مكافحة الإيدز قد يكون الأقل تمويلاً..ومنعها عن تنفيذ برنامج مكافحة الإيدز بالبلاد قد يتسبب في امتناعها عن مكافحة أمراض أخرى، أوسع انتشاراً وأوسع ضرراً ..يعني بالواضح كدة يا شيخ دفع الله : (روق شوية، وهدئ اللعب)..وكان نهجاً أشتراً في معالجة القضايا السياسية تسبب في (المقاطعة الاقتصادية)، ونهجك هذا – يا شيخ دفع الله – قد يتسبب في (مقاطعة صحية)، في حال امتثال علماء وخبراء هذا البرنامج لأمرك..فليواصل خبراء وعلماء برنامج مكافحة الإيدز مكافحة هذا الداء – ووقاية الناس منه – بكل الوسائل العلمية المعمول بها في بلاد الدنيا والعالمين، وعلى الحكومة حماية نشاطهم من هذا الترهيب البرلماني..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version