** وعندما غادرت الخرطوم شمالا،ً تركت خلفي سجالاً كثيفاً حول رفض أو قبول توزيع الواقي الذكري لمكافحة الإيدز، وهو سجال تفرع من البرلمان الى الصحف، ثم أخيراً الى الفضائيات ومجالس الناس.. لا أدري إن كان السجال قد هدأ قليلاً أم لايزال حامياً؟، إذ أنا – والحمد لله على ذلك – لازلت بمنأى عن كل معكرات صفو حياة الناس والبلد، بما فيها الخرطوم وسجالات نخبها و(عمايل ساستها)..والمهم، هذا السجال الكثيف في حد ذاته – أي بغض النظر عن الآراء المتباينة – يساهم أيضاً في مكافحة الإيدز، بحيث ينبه البعض الغافل على توفر الواقي لحد التوزيع المجاني ويحفزهم على البحث عنه واستخدامه (عند اللزوم).. وبجهل مدقع، يختزل البعض (عند اللزوم) هذا في الفاحشة فقط، وينسى – أو يتناسى – بأن البعض المصاب بهذا الداء لايزال يمارس حياته الزوجية، ولم ينفصلوا، والشواهد كثيرة بالمشافي ولكن هواة التهريج لا يعلمون.. ومن الأفضل والأمثل أن يمارس هؤلاء حياتهم الزوجية في مناخ يوفر الوقاية للطرف غير المصاب..وللأسف، منع التوزيع المجاني- أو إرهاب الموزعين لا يساهم في توفير مناخ الوقاية..!!
** ذاك شئ..والشئ الآخر – وهذا ما لايعلمه بعض نواب البرلمان – هو أن برنامج مكافحة الإيدز ليس ببرنامج محلي بحيث تفعل وزارة الصحة بالسودان ما تشاء أو كما يشاء النائب البرلماني دفع الله حسب الرسول..هذا البرنامج، يا سادة ياكرام، كان ولايزال برنامجاًعالميا، وتحكمه – تمويلاً وتخطيطاً وإشرافاً – قوانين ولوائح وتوجيهات منظمة الصحة العالمية..وعدم التزام السودان بالخارطة الصحية لهذه المنظمة الدولية – بكل ما فيها من خطط وبرامج ومشاريع – قد ترمي بالسودان خارج قائمتها، ونصبح على ذلك من النادمين والمكلومين (أكتر من كدة)..نعم، يا دفع الله حسب الرسول، نشاط هذه المنظمة – ودعهما – لايقف عند حد مكافحة الإيدز فقط، بل برنامج مكافحة الإيدز قد يكون الأقل تمويلاً..ومنعها عن تنفيذ برنامج مكافحة الإيدز بالبلاد قد يتسبب في امتناعها عن مكافحة أمراض أخرى، أوسع انتشاراً وأوسع ضرراً ..يعني بالواضح كدة يا شيخ دفع الله : (روق شوية، وهدئ اللعب)..وكان نهجاً أشتراً في معالجة القضايا السياسية تسبب في (المقاطعة الاقتصادية)، ونهجك هذا – يا شيخ دفع الله – قد يتسبب في (مقاطعة صحية)، في حال امتثال علماء وخبراء هذا البرنامج لأمرك..فليواصل خبراء وعلماء برنامج مكافحة الإيدز مكافحة هذا الداء – ووقاية الناس منه – بكل الوسائل العلمية المعمول بها في بلاد الدنيا والعالمين، وعلى الحكومة حماية نشاطهم من هذا الترهيب البرلماني..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]