شنو بدك؟

[JUSTIFY]
شنو بدك؟

من زمن طويل لم أجد في نفسي أي قدرة على متابعة أي مسلسل تلفزيوني فقد صرت ملولة لدرجة كبيرة لا احتمل حتى مجرد اتمام حلقة واحدة ولكني للأمانة هذه الأيام اقع أسيرة حضور ومتابعة مسلسل تركي مترجم بالشامي والأهم من ذلك أنني أتابع بثه الصباحي عند الرابعة «دغش» لا أعرف السر ولكني التمس نفحاً من التأثير الذي بدأ يظهر للأتراك في حياتنا رغم ان زمن الحكم التركي المصري للسودان قد ولى الا ان استعماراً استلابياً بات هو الأكثر ثباتاً.. «قول لي كيف؟».. «أقول ليك هسه في زول بكامل وعيه يتابع ليهو مسلسل في هذا التوقيت؟».. ولكن ما الغريب والسودان هذه الأيام تدفع إليه أعداد كبيرة من متقرحات لمشروعات تركية وتطرق الاستثمارات منها أبواب أرض الواقع مما حدا بالبعض لوصف الاستثمارات التركية بالشراكة الناجحة حيث طرقت فيها مجالات الحديد والأسمنت ومواد البناء والنسيج والزراعة والصحافة المحلية تؤكد وجود أكثر من «0005» رجل أعمال تركي بالسودان خاصة الوضوح لأعمالهم في مجال الديكور والمطاعم في العاصمة بالذات.. حتى أن انماط الفرش والستائر في البيوت صار تركيا خالصاً ولا تستغرب أن وجدت في بيوت الطين والجالوص تحتفي بالستائر التركية..

وبذات الاستراتيجية التي نفذت بها الصين إلى أفريقيا عبر بوابة السودان والنفط والبضائع فأن تركيا تنتهج ذات الطريق «الموصل» وذلك ببوابة الاقتصاد والاعتمادات على النجاحات في السودان من ثم تقديم النموذج الناجح للشركات والأعمال التي تغري الدول الأخرى بتكرار النسق والتواتي الانفتاحي.. «أنها يا جماعة.. ما لي حق أقوم من الدغش على المسلسل التركي.. مع محبتي للتاريخ ووداعاً للثنائيات الاستعمارية وحملات الدفتردار الانتقامية» ومرحباً انقرأ.. تركيا… استنانبول.. مع تراجم العجمة «تاني شو بدكم؟».

٭ حبيبنا الأولاني «فلان الفلاني لينا معاهو ذكرى عايزين نعيدها تاني..» صوت مسجل المركبة العامة يزاحم الاثير والركاب بين نافر ومتقبل ومنعزل ومتطرف ومطرق سابح في الملكوت فيجد سائق الحافلة مع الاحباطات الكثيرة التي تحيطه أن يغلق هذا «المغني» ويستعيض عنه بصوت ذلك المادح والناس بذات الصانيف نافر.. متقبل… فيهب فجاءه ذلك الشاب الملتحي في اعطاء الركاب خطبة عصماء عن الغناء والوتر والنار والجنة فينظر إليه البعض ببلاهة كأن الأمر ليس موجه إليهم.. ولأن «أي زول» عايز يمشي أمره في البلد دي.. تفاعل البعض معه بهز الرؤوس علامة للاستجابة و عندما نزل الرجل في محطة تجرأ البعض مطالباً «بحبيبنا الأواني».. وسائق المركبة يهتاج مرة ويغني مرة ويغلبه الظرف عندما يصادف ذلك المتحصل عند التقاطع فيدفع إليه بجنيه لا يدري ما مبرر هذا الدفع لكنه يخاطب الركاب «نشتري رأسنا بس»…. ولينا معاهو ذكرى..

٭ اخر الكلام:-من قال إن الاستعمار ذهب إلى الأبد فقد سجل اعترافاً كبير بالجهل فقد صرنا محاصرين استعماراً اقتصادياً.. فكرياً حتى هؤلاء «الغشامى» المتطرفين يحملون الأسلحة المصنوعة عند من يزعمون أنهم الأعداء لينتقموا من أهلهم وعشيرتهم الذين يتفهونهم ويصنفونهم بالكفرة الفجرة…
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version