من المؤسف حقا ان يكون الرئيس في واد, وقناه النيلين الرياضيه السودانيه في واد اخر. فبعض الناس من الوسط الرياضي والذين لهم علاقه بالسلطه الحاكمه في السودان يفتكرون انها ستعطيهم الحق في ضرب القوانين واللوائح التي تحكم الجهه التي يعملون بها عرض الحائط. فمهما كانت علاقه قناه النيلين او مديرها العام صديقي العزيز السيد خالد الاعيسر بالجهات الحكوميه, ماكان لها ان تقوم ببث مباراه المريخ وبايرن ميونخ في التاسع من الشهر الحالي بالدوحه دون الاتصال بادارة نادي المريخ واخذ الموافقه علي ذالك. ولانها للاسف قد فعلت, فقد خسر السودان كثيرا من المكاسب التي نالها من المباراه. كما انها (مرمطت) باسم السودان في المجال الاعلامي الرياضي العالمي لانها اظهرت (سبهلليتها) في العمل الاعلامي واثبتت, من حيث لاتدري, ان هنالك قنوات فضائيه سودانيه لا تلتزم بالقانون وتعمل بطريقه (بلدي).
ويبقي السؤال. هل قناه النيلين لا تعرف ان الحق الحصري لبث المباراه الممنوح للمريخ يخوله باختيار القناه التي تدفع له داخل السودان؟ وان هذا الحق لا يعطي الصلاحيه لقنوات خارج الحدود بتمرير اشاره المباراه لقنوات داخل الحدود؟ اذا كانت النيلين لا تدري, فلتعلم الحكومه انها اختارت الناس الخطا لادارة هذه القناة. ولتبحث عن اناس غيرهم لان عدم الاحساس بالخطا في هذه الامور سيتسبب في غرامات لامعني لها. كما انه لن يحقق مقوله الرئيس التي اطلقها في العام 2010. فكأس العالم يتوج به الفريق المسنود باعلام رياضي مهني وقوي.
نحن نشهد الان زمن القانون خصوصا في كرة القدم العالميه. واي شخص يعمل بالرياضه لا يحترم القانون سوف لن تكون له مكانه محترمه وسط الكبار. يكفي ان نري المواجهات التي تمت بين دول العالم الثالث والفيفا في موضوع بث المباريات لنري انه ليس بمزاج احد ان يفعل مايريد. فهنالك دول كثيره مثل نيجيريا وغانا وحتي مصر دخلتا في مواجهه مع الفيفا وخسرتا بالضربه القاضيه من الثانيه الاولي. الا اذا كانت قناة النيلين مسنوده (بأجاويد).
معرفه القانون يجب ان تكون من اوليات الاعلام الرياضي والعاملين فيه لانها المرتكز الاساسي للرياضه العالميه. وعند حديثنا عن القوه الاقتصاديه للعبه, فبالتاكيد لا نعني ثمن التذاكر التي يدفعها الجمهور للدخول ومشاهدة المباريات. فكم من مبارة عالميه راينا جوانب كثيره من الملعب فارغه. وحسب الموقع الرسمي لبايرن ميونخ فان مباراته مع المريخ لم يصل عدد الجمهور فيها الي 7000 رغم (فوق فوق التي اطربتنا). ويمكن ملاحظه ذالك ايضا في الاستادات العربيه خصوصا, حيث نسمع نعيق البوم في جنباتها. ومن هنا نعرف ان العائد المادي للرياضه ياتي معظمه من البيع الحصري للمباريات للقنوات الفضائيه التي تدفع. وقد تعودنا في السابق ان تقوم قنوات (اي ار تي) بشراء البث لمباريات الدوريات الافريقيه. ونسبه لتدارك القائمين علي امر قنوات الجزيره وفهمهم للغه السوق, اصبحت هي الزبون الاوحد لبث معظم المباريات الدوليه والدوريات في العالم بدفعها لمبالغ طائله لذالك. وقد شهدنا في الشهور الماضيه المواجهه التي احتدمت بين قناة الجزيره وبعض القنوات المصريه لبثها مباره الفريق المصري مع الفريق الغاني دون المرور عبرها, وهي المالك الحصري لحقوق بث تلك المباراه. وعند محاوله المصريين العزف علي الاوتار الرخوه مثل الوطنيه والمصراويه, لم ياخذ قضاة الفيفا سوي (رشفة شاي) لينزلو بعدها اقصي العقوبه علي تلك القنوات واجبارها لدفع ملايين الدولارات عقوبه لتلك الفعله.
اليس من المخذي ان تتخذ قناه النيلين نفس الموقف وقد رات بام عينها تلك القرارت في حق القناة المصريه وانت ياأعيسر الرجل الذي نعرفه ذكيا ولماحا و فاهما للقوانين بحكم وجودك في موطنه؟ كيف ينزلق امر كهذا من بين اصابعك؟ هل من الوطنيه والسوداناويه التي (تفلقنا ) بها قناه النيلين كل دقيقه هذه الايام ببثها الشريط الاعلاني الممل, ان تقوم بتحدي قانون الفيفا الدولي والذي سيعرضها للمساءله والتغريم؟ ام انها تري في نفسها جسدا فوق القانون؟ اذا قامت الفيفا بتغريم القناة برزمه من الدولارات قليله او كثيره فمن ياتري سيقوم بدفعها؟ هل هو مدير القناة من ماله الخاص ام سيتوجه للدوله لحمايته من ذنب ماكان لاحد يفهم (اي بي سي) الاعلام الرياضي ان يقع فيه. ام تتوقع ان نقوم نحن الشعب السوداني الفقير بالدفع مع استحاله ان يحصل ذالك لاننا وبكل وضوح (علي البلاطه).
نحن في المريخ والهلال معا لا نطلب شيئا من الاعلام الرياضي سوي ان يكون علي قدر المسؤوليه. ناس تتعب تجيب مباراه من العيار الثقيل فياتي ناس (بي نفخه زائفه) يرجعونا عشرات السنين الي الوراء. كما نتمني ايضا ان تنزل الفيفا اقصي العقوبه علي قناه النيلين لتكون ضربه البدايه في تصحيح المسار الرياضي في السودان. ونطالب ادارة المريخ بعدم التنازل عن حقها مهما حصل وعلي الدوله ان (تبهدل)من اتخذ قرار بث المباراه داخل القناة لوضوح القانون في ذالك. فليأكل كل منا ناره.
الشئ المؤسف ان القناه تريد ان تلوي عنق الحقيقه وتوهمنا ان ماقامت به في مصلحه الرياضه السودانيه. ماهي مصلحه الرياضه السودانيه في بث مباراه توجد في الاصل قناه سودانيه اخري قامت بشراء حق بثها ودفعت استحقاقه؟ هل بث القناه (ملح) يثبت وطنيه قناه النيلين؟ نحن نقول هذا الكلام من دافع وطني يفوق الدافع الوطني لكل الذين اطلو علي شاشه قناه النيلين يوم المباراه ليوهمونا بكلام معسول. ونقول علي رؤوس الاشهاد ان ماقامو به ليس وطني او اخلاقي او مهني علي الاطلاق. وقد اضر بالرياضه كثيرا, كما استهزأ بكلام الرئيس في الحاج يوسف.
د الرازي الطيب ابوقنايه