قوات مشار تُعلن حركة العدل والمســاواة أهـدافـا مشــروعـة

[JUSTIFY]تراجع الموقف العسكري لمجموعة د. رياك مشار التي تقود أعمالاً عسكرية ضد نظام الرئيس سلفا كير ميارديت بدولة جنوب السودان، بعد فقدانها لمدينة بانتيو وعودة السيطرة عليها من قبل القوات الحكومية، فيما يستعد الجيش الشعبي لأكبر هجوم على الإطلاق على مدينة بور لاستعادتها ومطاردة القائد الذي يسيطر عليها الفريق قديت.

بالمقابل تمركزت قوات يصل عددها إلى«22» ألف جندي بالمدينة وتحصنت في انتظار هجوم الجيش الشعبي، وقال الفريق بيتر قديت إن قواته على أهبة الاستعداد لصد هجوم الجيش الشعبي وسط مخاوف كبيرة جداً من وقوع مجازر بشرية بالمنطقة عقب إصرار الحكومة في جوبا على استعادة المدينة بأي ثمن من جانب، أما على الجانب الآخر فيقف التحدي العنوان الأبرز للمواجهة المخيفة التي ربما يمتد أثرها للمنطقة بأجمعها.

وفي سياق ذلك، قال اللواء جيمس كونغ شول إن قواته ستستعيد مدينة بانتيو في غضون الأيام المقبلة. وقال لـ «الإنتباهة» عبر هاتف متصل بالأقمار الصناعية أمس، إن قواته ما زالت تسيطر على «60%» من ولاية الوحدة بما فيها مناطق النفط ــ حسب قوله. ولفت إلى سيطرة الجيش الشعبي على أربع مقاطعات فقط، بما يسيطر هو على خمس مقاطعات. وذكر قديت إن قواته طوال الأيام الماضية تمكنت من صد هجومين منفصلين على بور، واستولت على «24» دبابة و«132» سيارة عسكرية.
تمرد جديد انضمت كتيبة تحت قيادة العقيد رياك بينك الكتيبة «107» التابعة للواء الثاني بالفرقة الأولى إلى قوات مشار بكامل عتادها ما عدا القائد بينك، وكانت القوة في طريقها لعدارييل من منطقة جلهاك.
أهداف مشروعة قال اللواء جيمس كونغ شول القائد الميداني بقوات مشار بولاية الوحدة إن قوات تابعة لحركة العدل والمساواة هاجمت في المقدمة العاصمة بانتيو التي كان يسيطر عليها، وكشف في الأثناء عن عبور تلك القوات التي ذكر أنها تشارك في القتال دعماً لسلفا كير طريق فارينق قادمة من منطقة جاو، ومن ثم إلى منقطو منقة، وواصلت طريقها بالقرب من البحر حتى وصلت إلى ربكونا، وانتقلت للجهة الأخرى وهي منطقة بانتيو وقامت بالهجوم على قواته واحتلت المطار. ولفت كونغ إلى أن قيادة قواته أصدرت أمراً مباشراً لجميع القوات الموالية لمشار باعتبار أن كل القوات الأجنبية الموجودة في الدولة هي أهداف مشروعة، ويجب التعامل الفوري معها وحسمها. وأكد أن قواته لن تقبل على الإطلاق ــ حسب قوله ــ ما قامت به حركة العدل والمساواة السودانية. وأضاف قائلاً: «كل القوات المتمردة السودانية التي توجد بأرض الجنوب سنقوم بالتعامل معها» واتهم كونغ قوات حركة العدل بالتدخل في شأن لا يخصها، وقال: «العمل العسكري في دولة أخرى والتدخل في شؤونها عسكرياً أمر لن يمر ساي». وأوضح أن الجيش الشعبي يستعين بقوات حركة العدل في ولاية الوحدة لإعادة السيطرة مرة أخرى على مناطق يسيطر عليها جنوده.
إيقاد تلتقي مشار عاد وفد وسطاء إيقاد للعاصمة جوبا أمس في أقل من ثلاثة أيام عقب آخر زيارة له لمقابلة د. رياك مشار هذه المرة لمناقشته حول بعض النقاط، وكشف المتحدث الرسمي باسم وفد مشار المفاوض بأديس أبابا يوهانس موسس لـ «الإنتباهة»، عن نيه الوفد مقابلة مشار بإحدى المناطق التي يسيطر عليها بولاية جونقلي، رافضاً في ذات الأثناء الكشف عن المكان، وقال: «وسطاء إيقاد سيلتقون د. رياك بمنطقة غير مصرح بالبوح عنها»، وأكد أن جوبا وافقت على اللقاء وتعهدت بمنحه كل ضمانات السلامة لوفد الوسطاء. في غضون ذلك، قال مسؤول كبير ضمن طاقم مشار لـ «الإنتباهة» إن الوفد لن يلتقي مشار رافضاً الخوض أكثر في الحديث.
توقف المفاوضات توقفت محطة المفاوضات التي تقودها وساطة إيقاد بين طرفي الصراع في دولة جنوب السودان عند محطة الخلافات حول إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والتحاقهم بوفد التفاوض في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ورأى رئيس وفد مشار المفاوض تعبان دينق أن عملية التوقيع على وقف إطلاق النار والعدائيات أمر مرتبط تماماً بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً وإلحاقهم بوفدهم في أديس أبابا وقال لـ «الإنتباهة» عبر الهاتف من أديس أمس، أنهم لن يقبلوا بشروط جوبا في التفاوض بإيقاف إطلاق النار ووقف العدائيات دونما إطلاق سراح المعتقلين وسحب قوات الجيش الشعبي وقوات حركة العدل والمساواة من ولاية الوحدة.
ترتيبات رئاسية التقى وفد إيقاد بالرئيس سلفا كير ميارديت أمس السبت بجوبا، وانخرط في اجتماع مع الرئيس بحضور وزير الخارجية ووزير الأمن الداخلي لمناقشة آخر التطورات الجارية بملف التفاوض بأديس أبابا وإمكانية مقابلة مشار ميدانياً. وكشفت مصادر مطلعة في جوبا عن مطالبة وسطاء إيقاد للمرة الثالثة على التوالي للرئيس سلفا كير بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
رواية حكومية قال المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط» إن قواته حسمت المعركة مع قوات التمرد بعد ساعتين من الاشتباكات في مداخل مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وأضاف: «سيطرت قواتنا بشكل كامل بقيادة الفريق جوك رياك على مدينة بانتيو أمس الأول الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي لجنوب السودان». وقال إن قواته تقوم بعملية تمشيط واسعة لتأمين المدينة في مداخلها ومخارجها، مشيراً إلى أن قائد قوات التمرد التابعة لرياك مشار قد فر منها، وأن بعضاً من ضباط وجنود التمرد سلموا أنفسهم إلى القوات السودانية في بلدة هجليج المجاورة لحدود الجنوب، وتابع: «السيطرة على بانتيو تعني السيطرة على كل حقول النفط في ولاية الوحدة».
تقدم إلى بور ونفى أقوير بشدة وجود أي تنسيق مع الجيش السوداني أو أية قوات أجنبية في الحرب التي تخوضها قوات الجيش الشعبي ضد المتمردين، وقال إن الجيش الحكومي لديه وحدة كاملة لسلاح الجو ومروحيات مقاتلة كانت تستخدمها ضد المتمردين، مؤكداً أن ضبط بعض الأسلحة والسيارات لم تكن موجودة في قيادة «الفرقة الرابعة» في ولاية الوحدة التي أعلن قائدها جيمس كوانق شول انضمامه إلى رياك مشار، لكنه قال إن التقييم الميداني من قبل الجيش الشعبي ما زال جارياً لمعرفة تفاصيل هذه الأسلحة، وأضاف: «لا علم لنا بوجود دولة تدعم المتمردين». وقال إن القيادة العامة للجيش الشعبي وجهت قواتها المتمركزة في المنطقة الواقعة بين منقلا وبور للتقدم إلى داخل مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي لاستعادتها وتطهير المنطقة من التمرد.
الهدف جوبا من جانبه، أكد نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار لـ«الشرق الأوسط» انسحاب قواته «مرحلياًَ» من مدينة بانتيو، وقال: «نعم جيش سلفا كير دخل بانتيو بعد انسحاب قواتنا مرحلياً لإعادة تنظيم صفوفها لاستعادة المنطقة». وأضاف أن التوازن العسكري سيتغير على الأرض في وقت قريب جداً، وقال: «نحن ذاهبون إلى جوبا وهدفنا ليس مدن الولايات وإنما عاصمة البلاد لأنها مركز السلطة»، نافياً علمه بدخول القوات السودانية أو الجبهة الثورية إلى جانب جيش جنوب السودان، لكنه قال: «نحن نراقب الحدود ونقوم بعملية تقييم وسنعرف إن كان الجيش السوداني قد شارك مع قوات الجيش الشعبي أم لا».
لن ننسحب شدد مشار على أن وفده في المفاوضات سيواصل الحوار مع وفد الحكومة في أديس أبابا، وقال: «لن نسحب وفدنا من المفاوضات، وبعد أن قمنا بعملية تقويم كاملة أكدنا على مواصلة الحوار بقلب وعقل مفتوحين»، كاشفاً عن اتصالات أجرتها جهات دولية وإقليمية معه أمس حول مواصلة التفاوض، وقال: «لقد كان هناك اتصال من رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين وتحدثنا طويلاً حول سير عملية التفاوض وطلب منا وقف إطلاق النار». وأضاف: «لقد اقترحنا أن تجري العملية متزامنة، بأن يجري إطلاق سراح المعتقلين السياسيين تزامناً مع وقف إطلاق النار ونشر فريق المراقبة». وعدَّ أن هذا المقترح هو الأخير من جانبه لإنجاح عملية التفاوض. وقال مشار إن الوساطة والمجتمع الدولي فشلا في الضغط على سلفا كير للإفراج عن المعتقلين لتجري عملية وقف إطلاق النار، وأضاف: «مواقف المجتمع الدولي غير منطقي؛ لأن عملية وقف إطلاق النار تعني الدخول في أجندة سياسية، والمعتقلون في جوبا هم المعنيون بالقضايا السياسية». وتابع: «سلفا كير لا يريد إنهاء النزاع سلمياً ويسعى لتحقيق انتصارات عسكرية على الأرض، ولكنه يعلم أن ذلك لا يدوم طويلاً لأن هناك أزمة سياسية خطيرة في البلاد».
فقد الاتصال قال ضابط كبير بالجيش الشعبي إن القيادة في جوبا فقدت الاتصال بمسؤول رفيع المستوى منذ أمس الأول بمنطقة منقلا، بينما قال الفريق إن ملول ايونك قُتل في اشتباكات قرب بور إضافة إلى اللواء بلبلبل شول بالقرب من جميزا، واللواء شرطة مقاي مجانق من أبناء «دكين» الذي قتل بالقرب من منطقة سودان سفاري.

صحيفة الإنتباهة
هيثم عثمان
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version