المستجير من رمضاء الإيجار بنار الصندوق

[JUSTIFY]أن تمتلك منزل أحلامك داخل ولاية الخرطوم أمر في غاية الصعوبة، فاضطر الكثيرون للتنازل عن كلمة (أحلامك) ولكن ما زال في الأمر صعوبة، طرح الصندوق القومي للإسكان والتعمير برنامج السكن الشعبي، واستهدف هذا البرنامج الطبقات الكادحة ممن لا يملكون خيارات السكن داخل المدينة فاضطروا للسكن في أطراف العاصمة، وتكبدوا مشاق بعد المسافات عن المركز والخدمات، ويعتبر برنامج الإسكان الشعبي محمدة من محامد صندوق الإسكان والتعمير، داخل صندوق الاستثمار لافتة معلقة بها شروط استحقاق منازل الإسكان الشعبي التي انحصرت في عدة شروط منها ما هو مجحف في حق هؤلاء المستجيرين من رمضاء الإيجارات بنار بعد منازل الإسكان الشعبي ومنها ما هو عادل، هي شروط وضعها الصندوق القومي للإسكان والتعمير، لكن الشفافية ليست كاملة في تنفيذها فهناك من هم لا يندرجون ضمن الفئات المستهدفة في هذا البرنامج ولا تنطبق عليهم كل هذه الشروط وربما لا يمرون على القاضي الموكلة إليه مهمة تحليف من انطبقت عليهم الشروط وحصلوا على درجات تؤهلهم للحلف أمام مولانا القاضي، فهم بهذا يأخذون فرصة غيرهم في هذا الإسكان وهنا لا حاجة لنا بشروط وضوابط لا تنفذ، والإسكان الشعبي هو ليس الخيار الوحيد الذي يطرحه صندوق الإسكان، فهناك السكن الاستثماري وهذا نوع من السكن يعتبر أفضل من السكن الشعبي من حيث المكان والمباني ولكن تدفع نظير الحصول على منزل في هذا السكن مبلغا أعلى، وهناك أبراج ومجمعات سكنية يطرحها صندوق الاستثمار، تحتل هذه الأبراج أرقى الأحياء السكنية، ومراكز السكن بالعاصمة ولكن من هم الفئات الذين تستهدفهم هذه المجمعات السكنية، وأين تباع هذه الوحدات السكنية وكيف يتم عرضها للبيع وكيفية الإعلان عنها حتى يتسنى للجميع الاطلاع على هذه الخيارات السكنية المطروحة؟ في قلب المدينة مجمع سكني ضخم، نصبت أمامه لافتة كتب عليها (المالك: الصندوق القومي للإسكان والتعمير)، تساءلت حينها هل قاطنوها في حاجة لأن يدعمهم صندوق الإسكان والتعمير؟ وهل أدوا القسم أمام القاضي بأنهم لا يملكون منزلا يؤويهم، وهل انطبقت عليهم شروط الحصول على هذا السكن من قسيمة زواج وشهادات ميلاد الأطفال وأن يكونوا من مواليد العاصمة وألا تخصم منهم درجات ووو… الخ وهل أكملت درجاتهم هذه الدرجات المحددة، أم أن امتلاكها جاء على حساب هؤلاء الحالمين بالإسكان الشعبي، المنتظرين للوعود، من أعياهم هم الإيجار، وأتعبهم بعد المسافات، ومتى بيعت كل هذه الوحدات السكنية لماذا لا يهتم الصندوق بالإسكان الشعبي وإلا لماذا تم إنشاؤه؟

السيدة سامية أحمد ربة منزل ولديها 4 أطفال لم تجد هي وزوجها بديلا سوى الإسكان الشعبي بعد أن أرهق كاهلهم الإيجار فبدأوا رحلة طويلة في مكاتب صندوق الإسكان والتعمير ما بين المكاتب والقسم أمام القاضي اكتملت فصول الرواية وذلك بعد أن أكملوا إجراءات الإسكان وانطبقت عليهم كل الشروط والمواصفات وقفا أمام القاضي وقاما بالحلف بأنهما لا يملكان منزلا مسجلا باسم أي منهما داخل هذا القطر ذي المساحات الشاسعة وبعد النظر في أوراقهما نطق القاضي بأن سامية وزوجها يستحقان منزلا في الإسكان الشعبي، ومنذ ذلك الحين وسامية وأسرتها يحلمون بهذا المنزل قابلناها وقد أتت لتسأل عن مواعيد الدفع والاستلام، فقالت “أنا آتي هنا كل شهرين لأسأل عن الدفع والاستلام والإجابة تأتي واحدة: (لما يبدأ الدفع سوف نعلن عنه) ظللنا طول هذه الفترة نتابع الجرائد عل أعيننا تقع على إعلان موعد الدفع والاستلام”.

سامية وعشرات غيرها ينتظرون فتح باب الدفع، الذي تأخر فتحه كثيرا، وينتظرون منازل الإسكان على الرغم من بعدها وعدم ملاءمتها ولكن لا خيار لهم ولا فرصة لهم في مجمعات صندوق الإسكان الفارهة فهم لا يملكون المال لينظر لهم الصندوق بعين الرحمة فيبني لهم بيوتا بنفس الهيئة التي شيدت بها هذه الأبراج.

أبواب موصدة
طرقنا باب صندوق الإسكان والتعمير مرارا ولكنه لم يفتح قط كأن من خلفه يغطون في نوم عميق، فكان الرفض التام للإجابة على تساؤلات (المحقق) .

صحيفة اليوم التالي
تنزيل عبد المنعم
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version