[ALIGN=JUSTIFY]
[ALIGN=CENTER]نزوة المنزل![/ALIGN] بعد عشرة حميمة وعمر من قدر الزمان ليس بالسهل أنتفض (جبريل) على حياته الطويلة، والتي قضاها مع (آمنة) رغم أنها كانت حافلة بالكثير من الجد والإجتهاد والمثابرة والصبر والإحتمال، إلا أن كل ذلك لم يشفع لآمنة من محنة دخول الأخرى في حياتهما.. خاصة وأن هذه الثانية كانت ذات مدخل تأثيري واضح لرجل على أعتاب المعاش والتشبث بقشة الحياة والشباب، فما وجدت توسلات (آمنة) عنده إرجاء هذا الأمر شيئاً، خاصة وأنها كانت تعول على مبدأ (النزوة) التي تصيب بعض الرجال في الأربعينات من عمرهم.. ولأن (آمنة) لا تعرف ملاذاً غير بيته وعشرته العميقة قررت في نفسها الصمود وإنحناءة الكرامة حتى تعدي موجة زحف (خالدة) الزوجة الثانية التي بنت وشيدت أحلامها على موروثات حياة (آمنة)، خاصة وأن (آمنة) وهبت منزلها (لجبريل) أبو (وليدها) الوحيد.. ولكنه لم يراعي حتى هذه الجزئية.. تذكر (آمنة) تماماًً اليوم الذي دخلت فيه (خالدة) منزلها الموهوب.. كيف بكت بحرقة وكبد منفطرة ولكنها نزولاً على خاطر ابنها أضطرت لإستقبالها، بل خدمتها وضيوفها في ذلك اليوم.. وكان هذا التنازل مكاناًً لتنازلات أخرى.. فكل ما همس اليها أحد على عدم الإستمرار كانت ترد: (أمشي وين ياهو راجلي وبيت والدي).. ولكن جبريل جردها حتى من هذا المنزل عندما تجرأ وحول ملكيته (لخالدة) القادمة بقوة وشراهة.. شابة تشفق أن يذهب (الكهل) الذي أرتبطت به دون أن تقتنص منه (قنيصة).. فكانت قنيصتها ذلك البيت.. وشاءءت الأقدار أن يتوفى (جبريل) وتتسيد (خالدة) البيت وتذهب (آمنة) وابنها الى دنيا العذاب (والشلهتة) وقلة القيمة بين الناس.
آخر الكلام:
فليحمد الله كل من له بيت.. يسكنه بلا أجرة وإن كان أبسط مما يتمنى.. فمجرد أن هناك مكاناً يسترك فأعلم أنك في نعيم عظيم.
سياج – آخر لحظة -العدد 841 [/ALIGN]