أمس الأول خاض مريخ السودان مباراة تاريخية مع أحد الفرق الألمانية (بايرن ميونخ) وقدم عرضاً كروياً نال رضا الألمان قبل السودانيين، فقد كانت مباراة فعلاً تاريخية لم يصدق أي سوداني شاهد تلك المباراة أن السودان لها فريق ينازل الفرق العالمية نظراً للتعتيم الإعلامي العربي والعالمي على السودان أولاً قبل الفرق الرياضية السودانية، ومدرب الفريق الألماني عندما سئل عن معرفته بفريق المريخ كان صادقاً مع نفسه، فقال لم يحصل له الشرف بمعرفته، ولكن مباراة أمس الأول جعلته يعرف فريق المريخ، ويعرف أن السودان به إمكانيات وقدرات هائلة من اللاعبين، فإذا أتيحت لهم فرص اللعب مع الأندية الأوروبية لعرفوا السودان جيداً ولتقاطر سماسرة الكرة الأوروبية على السودان ووقتها سيكون “هيثم مصطفى” ضمن لاعبي (أتلاتكو مدريد) و”العجب” ضمن لاعبي برشلونة الأسباني و”حمد كمال” و”كاريكا” وحتى ناس “الثعلب” و”طارق أحمد آدم” و”بريش” و”الصياد” و”الغزال الأسمر” لاعب الهلال السابق “صبحي” وغيرهم من أفذاذ الكرة السودانية كان وجدوا لهم مساحة مع الفرق الأوروبية.
أن مباراة أمس الأول التي خاضها المريخ مع بايرن ميونخ تفتح باب التساؤلات لماذا يقدم أبناء السودان هذا المستوى الرفيع وداخل السودان بنهزم المريخ أو الهلال من أهلي شندي أو مريخ الفاشر أو العصمة الكاملين، الرياضة في السودان تحتاج إلى فتح ملفها بصورة جدية لنصل إلى حقيقتها، فأين مواطن الخلل وما هي المعالجات لها.. وهل الرياضة تحتاج إلى مال قبل أن تحتاج إلى لاعبين أم تحتاج إلى لاعبين فقط. لقد أذهل فريق المريخ بايرن ميونخ وكل العرب الذين دخلوا إستاد أمير قطر “حمد بن خليفة” وشاهدوا كيف أدى فتية السودان والمريخ تلك المباراة لقد انتزعوا الإعجاب بأسلوبهم وأجبروهم على التصفيق لهم ولولا رهبة المباراة لأدى فتيان المريخ مباراة أفضل من ذلك، وإذا ركز “عنكبة” لاستطاع أن يضع نفسه مع الكبار خلال تلك المباراة التاريخية.. لقد حاول البعض أن يقللوا من شأن تلك المباراة ومن شان المريخ، فالبعض يظن أن المريخ لن تسلم شباكه عن استقبال نصف دستة من الأهداف والبعض زاد على ذلك، ولكنهم تحملوا المسؤولية وأدوا مباراة ستكون خالدة في سجلاتهم وسجل الكرة السودانية كما قدم فريق الهلال مباراة تاريخية أمام “سانتوس” البرازيلي في بداية السبعينات، فبعيداً عن التعصب الرياضي يجب أن يعترف الجميع بما قدمه فتية المريخ في تلك المباراة التي أعادت للسودان مكانته الرياضية وسط العالم ونسأل الله أن تعود مكانته السياسية لنكون أنداد العالم.
لنا رأي : صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]