} في آخر زيارة لي في مايو من العام الماضي، كان الشارع صاخباً ومتوتراً، ولم يكن ميدان التحرير يخلو من احتشاد لاحتشاد. سائقو التكاسي كانوا (يرغون) أو يثرثون كثيراً في كل شيء، الآن الصمت سيد الموقف!! لا أدري لماذا.
} لم تكن هناك هيبة لرئاسة الجمهورية في مصرالعام الفائت، من خلال ألسنة العامة، بينما يبدو الفريق “السيسي” – الآن – وكأنه (مخلّص)، سواء كان ذلك قناعة مترسخة أو (إجماع سكوتي)، فكرة الدكتور “الترابي” في برلمان ما قبل المفاصلة!
} ورغم روعة الطقس، إلا أن حركة السياحة ما زالت متعسرة، وعلى هذا التعسر فإن (مصر للطيران) تسير (3) رحلات يومياً إلى الخرطوم، في وقت تتجه فيه (سودانير) – التي لا وجيع لها – إلى التوقف عن هذا الخط وغيره من الخطوط!!
} مؤسسات الدولة المصرية راسخة، فلم تهتز خطوطها الجوية بفعل الأزمة السياسية، ولم ينهار (الجنيه المصري)، بل إن سعر صرفه ارتفع مقابل العملات الأجنبية عن العام الماضي.
} اما عندنا فإن (الدولار) يرتفع في (شنط) تجار (شرق النيل)، لمجرد تصريح صحفي من مسؤول سياسي في السودان أو الجنوب، دعك من سقوط مدينة أو تحريرها في جنوب كردفان، أو تمرّد “مشار” على “سلفاكير” في جوبا ثم سقوط أو تحرير “بور” و”بانتيو”!!
– 2 –
} أقامت السفارة السودانية في القاهرة حفل استقبال كبير مساء أمس الأول – سنعرض له لاحقاً – بمناسبة عيد الاستقلال بفندق “ماريوت”، حضره عدد كبير من رموز السياسة والصحافة والمجتمع المصري. أبرز الحاضرين كان الأمين العام للجامعة العربية “نبيل العربي” والأمين السابق “عمرو موسى” ووزير التضامن في الحكومة المصرية وممثل لرئيس الوزراء.
} المشاركة (الصفوية) والشعبية هي الأهم، فقد أكدت ان خلافات الحكومات على تفاصيل لا تعوق تدفق النيل الخالد، ولا تعطل حركة التواصل الانسانية الكثيفة بين شعب وادي النيل شمالاً وجنوباً.
} السفير “كمال حسن علي” بدا عميقاً في استيعاب تقاطعات القوى السياسية في مصر، فقد شارك في الاحتفال ممثلون لثلاثين حزباً مصرياً، أبرزهم مرشح الرئاسة السابق “حمدين صباحي”، وهذا نجاح دبلوماسي واضح، في وقت تتجاوز فيه مواقع صناعة قرارات الملف (السوداني – المصري) السفارتين في القاهرة والخرطوم بسبب تداخلات وتأثيرات اقليمية ودولية .
} سبت أخضر علينا وعليكم.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]