هذه الشجرة نالت اهتمام العديد من الباحثين في مختلف أنحاء العالم.. كما نالت اهتمام البحث العلمي في البلاد وتم إنشاء (مجلس أبحاث وتكنولوجيا المورنجا) الذي يتبع لوزارة العلوم والاتصالات.
(المجهر السياسي) حاولت أن تسلط بعض الضوء على (الشجرة المعجزة) من خلال فوائدها واستخداماتها.. ومهام المجلس واختصاصاته.
بداية أكد بروفيسور «محمد أدهم علي» رئيس مجلس أبحاث وتكنولوجيا المورنجا، في حديثه لـ(المجهر)، أن هناك العديد من الفوائد لشجرة المورنجا، وقال إن الفوائد الأكثر أهمية هي الصحية، والأبحاث أثبتت أن الأجزاء المختلفة من شجرة المورنجا يمكن استخدامها للوقاية من العديد من الأمراض، حيث أنها تحتوي على نسبة عالية من فيتامين (C) (أضعاف النسبة الموجودة في البرتقال).. وتحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم أعلى بكثير عن النسبة الموجودة في اللبن، وتفيد في تقوية الهيكل العظمي والأسنان.
وتحتوي المورنجا على نسبة عالية من البوتاسيوم تمثل (7) أضعاف الموجود بالموز وتقي من مرض الزهامير وتقوي الذاكرة وخلايا المخ.. كذلك فإن المورنجا تحتوي على كميات كبيرة من الزنك وتعتبر علاجاً فعالاً للأنيميا، حيث تحتوي على ثلاثة أضعاف الحديد الموجود في السبانخ.. وتساعد المورنجا في عمل توازن مستوى الكولسترول في الجسم.. والأحماض الأمينية موجودة بنسبة عالية بأوراق المورنجا.. كما أنها عند استخدامها في الغذاء اليومي تقوي الجهاز المناعي، لذا تعتبر ممتازة لمرض الإيدز، وتعتبر المورنجا مكملاً غذائياً ممتازاً وهي معروفة بأنها تعطي الشعور بالراحة النفسية.. وهي مفيدة للأم المرضعة حيث تزيد من كمية اللبن، وعجينة أوراق المورنجا تعطي نضارة وجمال الجلد عند استخدامها كقناع للوجه.. وتستخدم المورنجا في تنقية وتعقيم المياه العكرة.
وفي إطار الاهتمام بشجرة المورنجا تم إنشاء (مجلس أبحاث المورنجا).. الذي تتمثل مهامه واختصاصاته في وضع السياسة العامة لإنتاج المورنجا والإشراف على تنفيذها ومتابعة الإنتاج في مختلف الولايات والإشراف على رعاية وتنظيم وتنسيق البرامج البحثية الخاصة بالمورنجا ومنتجاتها المختلفة وصياغة القوانين الخاصة باستخداماتها ومتابعة التصنيع الدوائي وتحديد المواصفات التسويقية والسعي لإيجاد مصادر تمويل لبرامج ومشاريع وأنشطة المورنجا.
وقام المجلس بابتعاث رحلات علمية إلى كل من (ولاية نهر النيل، ولاية الجزيرة، ولاية سنار) بغرض حصر المساحات المزروعة وجمع عدد من العينات لإجراء التجارب المعملية عليها.. كما قام بزيارة إلى (معهد بحوث البساتين) التابع لمركز البحوث الزراعية بجمهورية مصر العربية المختص في استخدامات وإكثار المورنجا.. وتم توقيع مذكرة تفاهم معه.. كما تم تقديم عدد من منتجات المورنجا إلى إدارة الرقابة وتوكيد الجودة التابعة لهيئة المواصفات والمقاييس بغرض إجازتها، ويجري العمل الآن لإجازة بصمة المورنجا.. كما يجري التحضير وإعداد الأوراق العلمية لقيام المنتدى الأول للمورنجا والمعرض المصاحب له بـ(قاعة الصداقة) بالخرطوم بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
ويضم مجلس أبحاث المورنجا في عضويته كوكبة من العلماء والاختصاصيين في مجالات الزراعة والبيطرة والطب والعلوم الصيدلانية والاقتصاد والمواصفات والجودة وكبار منتجي المورنجا.
ويقوم المجلس بمهامه عبر خمس أمانات متخصصة هي أمانة (التغذية والطب والصيدلة، وأمانة التخطيط والتمويل والترويج، وأمانة الإنتاج والتصنيع وأمانة المواصفات والجودة وأمانة الإعلام).
حول خطة المجلس المستقبلية قال البروف «محمد أحمد علي» لـ(المجهر السياسي): تتمثل خطة المجلس المستقبلية في إحياء البحوث والدراسات والتجارب المعملية لتحديد الفوائد الطبية.. وتنظيم سلسلة من الندوات والمناشط العلمية لتوضيح فوائد شجرة المورنجا.. وضبط منتجات المورنجا بعد إجازة بصمة المورنجا والمواصفات للمنتجات المختلفة.. والتوسع في المساحات المزروعة من خلال التنسيق مع الجهات المختصة بمختلف الولايات.. وتفعيل اتفاقيات التعاون مع المعاهد والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية.
وحالياً يقوم المجلس بتنظيم مناشط حول استخدام المورنجا لتنقية وتعقيم مياه الشرب.. بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمورنجا.
بروفيسور «محمد أدهم علي» رئيس مجلس أبحاث وتكنولوجيا المورنجا التابع لوزارة العلوم والاتصالات.. عدد لـ(المجهر) المزايا الاقتصادية للمورنجا، وقال: (تعتبر المورنجا من أهم النباتات المدارية المفيدة وتتميز بسهولة استزراعها واحتياجاتها القليلة للماء والمغذيات مما يجعلها سهلة وافرة الإنتاج وتعتبر إحدى المشاريع الإستراتيجية المدرة للدخل للأسر من خلال برنامج التمويل الأصغر، كما أن المورنجا مكمل لعلق الحيوان والسودان يزخر بثروة هائلة من الثروة الحيوانية.. وبذا تصبح بوابة للنقد الأجنبي من خلال تحسين جودة المنتجات.
ما رأيكم في استخدام المورنجا لعلاج بعض الأمراض؟ (المجهر السياسي) طرحت السؤال على بروفيسور «أدهم» فقال:
في اعتقادنا أن المورنجا تعتبر كمكمل غذائي واستخداماتها الطبية تتطلب المزيد من الأبحاث الدقيقة والتجارب المعملية وأن ما يباع في الأسواق يعتبر (علاج بالأعشاب) وهذا بدوره لا بد أن يخضع للعديد من الضوابط.. إذ أن بعضاً من منتجات المورنجا قد تكون مخلوطة بأشياء أخرى.. فلا بد من توخي الحذر إلى حين تكملة الأبحاث التي بدأت في بعض المؤسسات البحثية والأكاديمية.
صحيفة المجهر السياسي
سوسن يس