أسطورة التمثيل .. تحية زروق .. نقشت اسمها بأحرف من ذهب على خارطة الدراما السودانية

[JUSTIFY]استطاعت أن تنقش اسمها بأحرف من ذهب على خارطة الدراما السودانية عبر كم هائل من الاعمال الدرامية التى قامت بأدائها على خشبة المسرح أو عبر المايكرفون بالاذاعة او بظهورها على الشاشة البلورية، فأسعدت معجبيها بطلتها الأنيقة عبر «الحيشان التلاتة». إنها الممثلة الرائعة تحية علي زروق.. نفرد هذه المساحة للحديث عنها عبر أناس جمعتهم بها أعمال درامية وعاشوا معها ذكريات لا تنسى..
مع «تحية» كان الاعتراف بالممثلة السودانية افتتح لنا شرفة الحديث عنها الكاتب والناقد الأستاذ السر السيد قائلاً: تحية تمثل الجيل الثاني من الممثلات لأن هنالك من سبقنها في هذا المجال سواء على مستوى المسرح «نعمات حمّاد» أو الإذاعة «فوزية يوسف».
ما يميز تحية في ظهورها أنه ارتبط بها الاعتراف الكبير بأن تكون المرأة السودانية ممثلة لأن من سبقنها في هذا المجال كن يعانين من ظهورهن كممثلات، لكن مع تحية كان الاعتراف بالممثلة السودانية. ميزة أخرى تميز تحية أن التمثيل كان قضية اساسية بالنسبة لها بينما غالبية من سبقنها التمثيل كان بالنسبة لهن هواية وليس مهنة. وارتبط اسم تحية باعمال مركزية ومهمة جدًا في مسيرة المسرح السوداني «خطوبة سهير الرفض الاسد والجوهرة»، وكذلك ارتباطها في الاذاعة باعمال درامية ونوعية ذات وضع خاص في مسيرة الدراما الاذاعية مثل «الحراز والمطر» لهاشم صديق ومسلسل «خطوبة سهير» لحمدنا الله عبد القادر. باختصار تحية ارتبطت بمخرجين نوعيين كصلاح الدين الفاضل ومكى سنادة، أيضًا لا ننسى اعمالها في التلفزيون، فتحية صاحبة كم كبير في الدراما التلفزيونية «مسلسل ايادى القدر لحسن عبد المجيد ومسلسل «بيوت من نار».
آخر حديثي عن تحية أنها استطاعت ان تضع الممثلة السودانية في مكانة جديدة ومختلفة وكانت تتويجًا لمسيرة الرائدات اللائي سبقنها في هذا المجال.
أسطورة التمثيل الاستاذ طارق البحر حدثنا عن «تحية» بحكم الاعمال التى جمعته بها حيث قال في حديثه عنها:
عرفت الاستاذة تحية نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات وعملت معها اكثر من مسلسل «المطرقة والسندان وادى المرفعين- القلب الخامس» وعدد من الافلام الاذاعية.
أعتقد أنها اسطورة التمثيل الاذاعي والتفزيوني والمسرحي فهى بحق وحقيقة تمتلك احساسًا عاليًا وصدقًا في المعايشة للادوار التى تقوم بها، وما يميزها صوتها الذى توجد به دلالات جمالية مما يجعله متماشيًا مع اي صوت، تمتاز تحية ايضًا بالانضباط العالي ليس في الوقت فحسب بل حتى في أدائها.
عرفت مسرحية «خطوبة سهير» واحدة من المفاصل الحقيقية للدراما.. وحبها للتمثيل اعطاها بعدًا اجتماعيًا فنيًا جماهيريًا ثقافيًا استطاعت به ان تتربع على عرش الدراما حتى الآن فالساحة مليئة ولكن تحية هي الشامة في وجه الدراما السودانية. وعن هجرتها للخارج حقيقة لا اعرف سببًا بعينه ولكن تحية لا تستطيع اعتزال التمثيل فهى تتنفسه.
تحية واحترامًا قامت تحية أخيرًا في العام 2013م وبعد غياب دام لعدد من السنوات، قامت ببطولة فيلم تلفزيوني «تحيه واحترامًا» وتم تصويره بامريكا وهو من تأليف قصى السماني واخراج ابوبكر الشيخ حيث قال الاخير: هدفنا من ذلك الفيلم هو الاحتفاء بتحية زروق حيث جسدت فيه دور البطولة واضاف الاستاذ ابوبكر قائلاً:
تحية من خلال حديثنا معها تتمنى العودة للسودان ولكن لديها بعض المتطلبات على المستوى المهني والشخصي.
إنسانة رقيقة الاستاذ الممثل عبد الواحد محمد عبد الله حدثنا عن تحية الانسانة وعن بعض الاعمال التى جمعتهم معًا كممثلين:
تخرجت في جامعة القاهرة، وجمعتني بها بعض الاعمال القصيرة في التلفزيون في العام 1968م، ثم عملنا معًا مسرحية «الرفض» تأليف واخراج الاستاذ حسن عبد المجيد، وفيلم «الأيام التى عشناها». بعدها سافرت هي وزوجها آنذاك الى مدينة كسلا وانقطعت عن التمثيل لفترة. ثم عادت والتحقت بمعهد الموسيقا والمسرح وكانت نشطة جدًا في الجو الاكاديمي، مثلت في عدد من المسرحيات «عايزة عريس» تأليف نعمان حسن واخراج عثمان على الفكى» «حكم اب تكو» تأليف محجوب محمد نور اخيرًا عماد الدين ابراهيم وعثمان قمر الانبياء» على سبيل المثال والعديد من المسلسلات الاذاعية. تحيه كانت تمتاز بالرقة العالية والكرم.
قصة زواجها من الفرنسي «باتريس ماغي» تحدثت لنا الأستاذة الرائدة الدرامية بلقيس عوض عن العديد من الاعمال التى جمعتها بتحية نذكر منها «مسرحية زهرة النرجس» وكان لهذه المسرحية اعلان من اجمل الاعلانات وقد نالت اكثر من جائزة مما حدا بها لنيل الجائزة الكبرى في العام 1973م. وعمل آخر مصري سوداني جمعنا معًا «انهم يقتلون العريس» والعديد من الاعمال كان آخرها المسلسل التلفزيوني «بيوت من نار» وهو آخر اعمال الراحل الاستاذ محمد خيري احمد. وأضافت الاستاذة بلقيس متسائلة عن عدم اعادة عرض الاعمال التى جمعتها بتحية رغم اعادة العديد من اعمالها الاخرى؟!

وتروي لنا صديقتها الحميمة بلقيس عوض قصة زواجها من الفرنسي «باتريس ماغي» الذي كان يعمل استاذًا بجامعة الخرطوم قائلة: كان «ماغي» صديق شخصي للبروف عبد الله الطيب وعندما رأى تحية أخبر البروف عن رغبته في الارتباط بها كزوجة ولكن البروف قال له: إن ديننا لايحلل زواج المرأة من غير المسلم، فرد عليه باغي بأنه سوف يعتنق الإسلام حتى يستطيع الزواج بتحية ولكن البروف اعترض قائلاً: يجب عليك ان تعتنق الاسلام بقناعة تامة وليس من اجل الزواج بتحية، وعرض عليه ان يقوم بقراءة المصحف وتدبر معانيه والاطلاع على الأحاديث النبوية بتمعن. فكان ان أسلم «باتريس» وحسن اسلامه ومن ثم تزوج بتحية.

تمتاز تحية بالبساطة المتناهية وحبها للجميع وهي صاحبة كرم فياض.
تحية نجمة غابت بسفرها عن المشهد فهل تعود لتعطي المزيد من تجربتها الثرة.

صحيفة الإنتباهة
سحر بشير سالم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version