مدير الإدارة السياسية برئاسة الجمهورية السفير عثمان النافع في حوار طويل: رئيس الجمهورية سيتحرك حينما يريد ويجد القبول والترحاب اينما حل

[ALIGN=JUSTIFY]رئيس الجمهورية سيتحرك حينما يريد ويجد القبول والترحاب اينما حل
الترويج والتهويل للجنائية هدفه تخذيل الجبهة الداخلية وتفكيكها
يسعى السودان لدور أمريكي ايجابي لمعالجة ازمة دارفور
الاستمرار في خط الجنائية ينسف المبادرة المشتركة ويهدد اتفاق نيفاشا
يبدو ان الاقدار حتمت على السودان سمة الصمود المستديم لمجابهة التحديات الجسيمة التي تعترض مسيرته.
فكل ما اجتاز عقبة باغتته اخرى اشد شراسة رغم نجاحه في طي صفحة اكبر حرب اهلية شهدتها القارة, فاجأته ازمة دارفور التي مازالت تتمدد وتؤثر سلبا على كل مفاصل الوطن الكبير واصبحت ذريعة لمطامع بعض من الجيران, منحت اذن الدخول للقوات الاجنبية وطالت حتى رأس الدولة في سابقة خطيرة تنسف كل الجهود التي بذلتها الحكومة لحل الازمة فهي لم تألو جهدا في مد يد العون وحبال الصبر للحركات المسلحة وتقديم المزيد من التنازلات في سبيل استتاب الأمن بالاقليم المنكوب.
مدير الادارة السياسية برئاسة الجمهورية السفير عثمان النافع في حواره مع (السوداني) تحدث بشفافية عن اسباب ومسببات الوجع السوداني:-
* المشهد السياسي السوداني يترقب تداعيات المحكمة الجنائية الدولية بكثير من التوجس والحذر والشائعات هل الواقع يستدعي ذلك؟
الجنائية الدولية هي قضية سياسية في المقام الاول حيث تمت احالة القضية بالقرار السياسي رقم 1593 الصادر من مجلس الامن الدولي، وكل الذين وقفوا خلف القرار تحركهم دوافع سياسية وفي اعتقادي ان هذه القضية يحدث حولها الكثير من التهويل بمحاولة جهات اثارة الفزع بالترويج لما يحتمل ان يصدر من الجنائية وتصويره بانه كارثة ستؤدي إلى انهيار النظام، ومن الواضح ان مثل هؤلاء الذين يروجون لمثل هذه الاشياء لديهم هدف هو تخذيل الجبهة الداخلية بغرض تفكيكها لان تماسكها هو حائط الصد الرئيس وخط الدفاع الذي سيهزم هذا المخطط. وفي تقديري ان الحكومة متحسبة لما سيصدر من المحكمة ايا كان نوع هذا القرار، والحكومة لم تفقد بوصلة اتجاهها وستمضي بكل اتزان ومسؤولية في تنفيذ سياساتها الداخلية خاصة تجاه تحقيق السلام في دارفور واتمام عملية التحول الديمقراطي واجراء الانتخابات في موعدها المحدد واي قرار صادر من الجنائية سيكون نقطة تحول وسيؤدي إلى التفاف وتعاضد الجبهة الداخلية، والحديث عن العدالة الدولية فرية كبرى واكذوبة تستغلها الدول الكبرى لتحقيق اهدافها ومراميها الخبيثة وهي انتقائية تستهدف العالم الثالث, وما حدث في غزة يؤكد ذلك.
* من المقرر ان يقوم وفد اللجنة الوزارية الافريقية العربية المشتركة المعنية بمبادرة قطر بزيارة نيويورك للتباحث مع مجلس الامن الدولي لتأجيل اتخاذ اجراءات الجنائية ماهو تقييمكم لهذا الجهد؟
بصرف النظر عن موقف السودان الرسمي بعدم التعامل التام مع الجنائية الدولية لكن في هذا الظرف الذي يجري فيه العمل على تنشيط مبادرة السلام فان اي موقف يحاول خلق اجواء مساعدة لانجاح المبادرة فهو امر ايجابي وتجئ زيارة الوفد لامريكا ولمجلس الامن بطلب تعليق ادعاءات المدعي العام للجنائية الدولية تجاه رئيس الجمهورية كتحرك طبيعي لان استمرار هذه القضية يشكل تهديدا مباشرا على عملية السلام في السودان والاستمرار في هذا الخط من شأنه نسف المبادرة الافريقية والعربية والاممية لتحقيق السلام في دارفور.
* في حالة صدور قرار الايقاف من الجنائية هل يعني ذلك حظر رئيس الجمهورية من مغادرة البلاد في المشاركات الرسمية الخارجية؟
دعينا لا نستبق الاحداث والسيد الرئيس سيتحرك حيثما يريد التحرك وسيجد الترحاب والقبول اينما حل دون التفات لاي تخرصات حول تقييد حركته او منعه من السفر والترويج لمسألة منع الرئيس من السفر إلى الخارج هي احدى وسائل الحرب النفسية على السودان.
* في ظل تداعيات الجنائية الدولية برز اتجاه يدعو لتشكيل حكومة قومية لمواجهة التحديات والخروج من الازمة هل تعتقد بجدوى الحكومة القومية في الوقت الراهن؟
افتكر اي حديث حول قيام حكومة قومية هو جزء من تهويل الاوضاع وتصوير الوضع العام بأن البلاد مقبلة على كارثة وخطر ماحق يتهددها ورغم انني لست ضد قيام حكومة قومية او جمع صف وطني لكن لدينا اتفاقية سلام شامل مضمنة في الدستور وفق نسب محددة كما اننا مقبلون على انتخابات عامة خلال هذا العام وبالتالي ليست هناك وجاهة لطرح موضوع الحكومة القومية الآن، وحتى الحكومة نفسها قد لا ترفض الفكرة لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل يمكن اعادة النظر في اتفاقية السلام لان تشكيل حكومة قومية يتطلب تعديل الدستور ومراجعة الاتفاقية وهي مسائل في غاية الصعوبة والتعقيد وعموما هذه الفكرة لا اعتقد ان سيكون لديها حظ كبير من النجاح.
* ادعاءات الجنائية الدولية هل ستؤثر سلبا على قيام العملية الانتخابية؟ وهل في ظل هذه الاتهامات بوسع الرئيس البشير الترشيح والمنافسة للرئاسة في الانتخابات المرتقبة؟
الجنائية الدولية ليس لديها اي تأثير سلبي على سير العملية الانتخابية بل على العكس ستساعد في بذل الجهد للمضي بخطى حثيثة في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والتحول الديمقراطي وحل ازمة دارفور.
وصدور قرار من الجنائية لا علاقة له بترشيح السيد الرئيس لانتخابات رئاسة الجمهورية اذ ان هذا حق مكفول له ولاي مواطن يأنس في نفسه الكفاءة للترشيح للمنصب، هذا فضلا عن انه لا يمكن سلب الشعب السوداني حقه في اختيار من يمثله في رئاسة الجمهورية.
* الحكومة السودانية تربطها علاقات متميزة مع الصين وروسيا، هل تعول على الدور الذي يتوقع ان تلعبه هذه الدول الصديقة لدحض ادعاءات اوكامبو؟
نحن الان لسنا وحدنا في هذه المعركة كل الدول العربية والافريقية والعالم الاسلامي والدول الباسفيكية والكاريبية ومجموعة دول عدم الانحياز بالاضافة للصين وروسيا جميعها تساند وتؤيد موقف السودان ولديها ذات القناعة والرؤية بان قضية المحكمة الجنائية موضوع سياسي تقف وراءه دوائر ذات دوافع سياسية ولا علاقة له بالعدالة الدولية.
* اختيار السودان رئيسا لمجموعة الـ 77 والصين ودلالالته الدولية والاقليمية في ظل الظرف الراهن الذي يعيشه السودان؟
اختيار السودان لرئاسة مجموعة الـ77 والصين هو مؤشر قوي يوضح ان السودان يتمتع برصيد كبير من الدعم الدولي وليس معزولا وليس وحيدا وانما هو دولة مؤثرة ورائدة وقائدة خاصة ان مجموعة الـ77 اصبحت الان مجموعة كبيرة تجاوز عددها المائة دولة بكثير وهذا فيه رد بليغ لكل من يروجون عن عزلة السودان.
* رؤيتكم للعلاقات السودانية الامريكية في ظل الادارة الامريكية الجديدة وامكانية التطبيع مع استصحاب تصريحات هيلري كلينتون وسوزان رايس بخصوص قضية دارفور؟
ينبغي ان لا نوغل في التفاؤل في مواقف الادارة الامريكية الجديدة لان السياسة الامريكية الخارجية ليست فيها فوارق كبيرة بين الديمقراطيين والجمهوريين وتؤثر في صنعها مراكز الضغط واللوبيات ويكفي النظر إلى الموقف المتشدد من قضية دارفور لكل من كوانداليزا رايس وهيلري كلينتون فالموقفان متطابقات ومع مجئ هذه الادارة الامريكية الجديدة فان السودان سيؤكد حرصه على اقامة علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة الامريكية ويأمل في ان تكون للادارة الامريكية الجديدة نظرة ايجابية متعمقة لطبيعة الاوضاع في السودان، كما يرجو ان لا تتخذ اي موقف تجاهه الا بعد دراسة وتمحيص وسيسعى السودان لدور امريكي ايجابي في حل ازمة دارفور وهذا لن يتم الا من خلال التعاطي الايجابي مع حكومة السودان من اجل حل المشكلة وليس من خلال استعمال اساليب الضغط والابتزاز في معالجة هذه القضية.
* العلاقات السودانية التشادية دائما يسودها التوتر وتبادل الاتهامات والتدخل التشادي في دارفور ومشاركة قوات تشادية في الهجوم على مهاجرية وايواء ودعم حركة خليل؟ كيف تنظر لمستقبل العلاقة بين البلدين؟
سياسة السودان الخارجية تنطلق من مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والنظام التشادي كان يتمتع بعلاقات مميزة مع السودان علما بان هذا النظام انطلق من الاراضي السودانية عند استيلائه على السلطة وقدم له الدعم المادي واللوجستي وفتح له المعاهد العسكرية وتدريب الجيش التشادي وظلت العلاقة بين الدولتين ممتازة إلى ان تفجرت مشكلة دارفور في عام 2003 حينها تعاملت الحكومة السودانية بحسن نية مع تشاد وقبلت وساطتها في اتفاقية ابشي وانجمينا في عام 2004 ونسبة للتداخل القبلي بين دارفور وتشاد ووجود عناصر متمردة لها ارتباط اثني وعرقي اتضح ان النظام التشادي يمارس ازدواجية في التعامل حيث يتظاهر بممارسة الدور الايجابي لكنه في الخفاء يمارس اساليب اخرى حيث توجد داخله عناصر مؤثرة تلعب لعبة معادية للسودان بتقديم الدعم للحركات المتمردة في دارفور واصبحت تشاد مقرا ومنطلقا لحركات التمرد وخير دليل الهجوم على ام درمان حيث التمويل والتسليح والنقل والانطلاق من اراضي تشاد، الآن رغم وجود اتفاقيات داكار مكة- طرابلس لحل المشكلة لكن النظام التشادي غير جاد ولا يرغب في تطبيع العلاقات مع السودان بل واصبح يعبر كل يوم عن مواقف عدائية تجاه السودان، حتى الآن كل ما تم هو اعادة السفراء اما المتطلبات الاخرى فيرفض الايفاء بها خاصة تنفيذ اتفاق مراقبة الحدود ونشر المراقبين وعقد لقاء ثنائي على مستوى القمة.. ايضا المعلومات اكدت ان تشاد تقف خلف ما حدث في مهاجرية فقد تم الهجوم عليها بدعم ومشاركة القوات التشادية والنظام التشادي يتدخل تدخلا سافرا بشتى الاشكال وهو بهذا المسلك ينطلق من منطلقات ليست ذاتية وانما يشكل راس الرمح في مخطط دولي واقليمي يستهدف استقرار السودان وتصعيد الوضع في دارفور والوصول بالازمة إلى مآلات من بينها اسقاط النظام في السودان كل هذا ياتي ليتزامن مع ما يتوقع من صدور قرار في المحكمة الجنائية وكذلك العمل على قطع الطريق امام المبادرة الافريقية العربية الاممية بقيادة دولة قطر واجهاضها وتأزم الوضع في دارفور وتصعيده عسكريا ولتصوير الاوضاع بعدم الاستقرار خاصة في ظل ادارة امريكية جديدة ولتأليب الدوائر الدولية والاقليمية ضد السودان كل هذه سيناريوهات لاعداد المسرح لما يمكن ان يحدث من ضغوط على السودان وتحميله مسؤولية ازمة دارفور والانفلات الامني وعدم ايصال الاغاثة للمتأثرين كل هذه اشياء مدروسة.
* استمرار عمل السفراء في الدولتين الا يصب في مصلحة التطبيع الكامل؟
وجود السفراء ليس مؤشرا كافيا لتحسين العلاقات لانه حتى في ظل تواجدهما مازال النظام التشادي يقوم بتحركات معادية ويرفض التطبيع الكامل.
* في ظل هذه الاعتداءات المتلاحقة والتدخل المباشر في الشؤون الداخلية هل يفكر السودان في تصعيد الموقف برفع شكوى لمجلس الامن الدولي؟
الخيارات جميعها مفتوحة امام السودان لاتخاذ ما يراه مناسبا لمحاصرة الموقف العدائي التشادي، ولابد من هزيمة هذا المخطط والقضاء عليه ولا يتم ذلك الا بمواجهة المعتدين وهزيمتهم والسودان لاشك سيطلع كل الجهات التي يهمها الامر خاصة التي تتوسط للتطبيع بين البلدين وفضح النظام التشادي.
* بمناسبة الدول التي تقوم بالوساطة ماهو تقييمكم للدور الذي تلعبه ليبيا في ترميم ورأب الصدع بين الجارتين؟
ليبا دولة قائدة ورائدة في المنطقة وفي اطار تجمع س، ص وهو تجمع هدفه رعاية الامن والسلام والزعيم القذافي يسمى قائد الامن والسلام وليبيا قامت بتوقيع اتفاق طرابلس إلى جانب داكار نحن نقدر التحرك الليبي لمواجهة النظام التشادي وادانة الاعمال العدائية التي تهدف لافشال الاتفاقيات المبرمجة.
* بماذا تفسر الموقف الفرنسي من ازمة دارفور ودورها في تأجيج الصراع سواء كان بغض الطرف عن الانتهاكات التشادية او ايوائها لقادة الحركات المسلحة؟
فرنسا دولة مؤثرة على تشاد ولديها قاعدة عسكرية في تشاد ومسؤوليتها كدولة كبرى لابد لها ان تتحرك لان استمرار هذا الموقف العدائي التشادي يؤدي إلى التصعيد والتوتر في المنطقة.
والموقف الفرنسي حوله الكثير من الغموض والاستفهام ويحمل على الاعتقاد بانه يغض الطرف عما يقوم به النظام التشادي من نشاط معادي للسودان.
الرئيس ساركوزي سبق ان التقى الرئيس البشير اكثر من مرة ووعده بالضغط واقناع عبد الواحد نور بالمشاركة في مفاوضات السلام وجاءت مفاوضات سرت وقاطعها عبد الواحد والان يعلن رفضه لمباحثات الدوحة، ولا يمكن ان يعطي الرئيس الفرنسي وعدا بممارسة الضغط على عبد الواحد بل وفي حالة عدم موافقته بالمشاركة سيقوم بطرده من فرنسا ولكن عبد الواحد مازال مقيما بها ويتحدث رافضا الحوار كأنه اصبح دولة داخل دولة حتى ما يعلنه الرئيس الفرنسي يقوم عبد الواحد بتجاوزه ولا يقيم له وزنا.
حقيقة لا نستطيع ان نفهم هذا الموقف من فرنسا فهم يوعدون بشئ ولكن ما يحدث على ارض الواقع يخالف تماما ما التزموا ووعدوا به لذلك لدينا شكوك حول صدقهم من قضية تحقيق السلام في دارفور.
* قوات اليوناميد رغم التسهيلات الضخمة التي قدمتها لها الحكومة السودانية لكنها مازالت تقف عاجزة امام التحديات الجسام التي تواجهها في دارفور بل وفشلت حتى في حماية نفسها؟
الحكومة السودانية تقدم الحماية لقوات اليوناميد وتتمنى ان تتمكن الامم المتحدة من تحقيق النشر الكامل والفاعل لليوناميد لأن التأخير ليس في مصلحة تحقيق السلام في دارفور قوات اليوناميد لديها عدة مشاكل اولها ان هذه القوات جاءت لتثبيت السلام والمحافظة عليه ولكن على الارض لا يوجد سلام وهذه هي المشكلة الرئيسية ثانيا وصلت الحكومة السوانية لاقصى درجات التعاون مع الاسرة الدولية لانشاء قوة اليوناميد وهنالك آلية ثلاثية من الحكومة والاتحاد الافريقي والامم المتحدة تجتمع بشكل دوري لتسهيل مهمة نشر الهجين وتكمن المشكلة في عدم وصول العدد المطلوب من القوات اضافة لنقص الدعم اللوجستي من طائرات وخلافه وعدم الايفاء بالمتطلبات الاخرى نسبة لتلكؤ الامم المتحدة وهي جهاز يتسم اداؤه بكثير من البيروقراطية، والدول التي بوسعها تقديم المساعدات تتحدث بلسان وعند التنفيذ تتنصل ولا تفي بماهو مطلوب منها.[/ALIGN] السوداني
Exit mobile version