في الولائم والمناسبات، كانت صواني الرجال تخرج أولاً، حتى قبل أن يأكل الأطفال، وكانت النساء تهتم غاية الاهتمام بتلك الصواني الرجالية، فتعبأ بما لذّ وطاب من الطعام، ويخصونهم باللحم وغيره، بينما تخرج صواني النساء بائسة، بعد عودة صواني الرجال و«قشقشتها» ووضع غَرفة أو غرفتين من الملاح.. فجأة انتبهت النساء لـ «العوارة والعبط» البعملوا فيه دا، وصعبت عليهن أنفسهن، فصارت صواني غداء أو عشاء المناسبة تخرج متزامنة مع بعضها، بل كثير ما يسحب طبق من صينية الرجال ويوضع في صينية النساء «ويا شعبا لهبك ثوريتك وكده».
ولأن الولد سر أبيه، تجد أن معظم الأولاد اليوم ينتظرون من الأم تجهيز الطعام، بل إن الأم نفسها تطلب من ابنتها تجهيز الطعام لأخوانها في غيابها، رغم أن بنتها تكون مشغولة بامتحانات أو ما شابه.. عندما تكثر طلبات أبنائي أعلق قائلة: «الخواجات المصنقرين تتابعوا في قنواتهم ديل، شيلوا الشيء الكويس منهم وخدمتهم لأنفسهم وخلوا رقيصهم وجنهن البتحضروا فيه دا».
نجد أن صبايا اليوم يحدوهن الأمل في أن يساعدها زوج المستقبل في شغل البيت ورعاية أطفالهما، إلا أن زوج المستقبل هو نفسه الولد البارك وبرسل في أخته دا، وللا ما كدا؟.
فاطمة محجوب كرار
صحيفة الانتباهة