حنأكلن لمتين؟

حنأكلن لمتين؟
يعتمد أخونا «الرجل» في إطعامه على المرأة، ومنذ أن كان جنينًا في بطن أمه، ثم إرضاعه وفطامه، بعد ذلك تبدأ أمه في إطعامه بيدها «ويا سنية ظغطي البط؟» عبارة قيلت في أحد الأفلام العربية القديمة وكانت الفلاّحة تعلف البط والأوز والحمام بيدها، بعد «الظغيط» دا، تبدأ رحلة الطبخ والنفخ ومن ثم تقديم الطعام له، وتستمر إلى ما شاء الله، وقليل جدًا من الرجال من يدخل المطبخ لتجهيز وجبة لنفسه أو لأطفاله في غياب أمهم، أوع زول يغالطني، نشفتو ريق النسوان ديل نشاف، إذن ارتبطت شغلة الطبخ بالمرأة، ربما يقول قائل إن هذه مهمتها الطبيعية، لا ننكر ذلك، ولكن هذا الرجل تعوّد أن يقف موقف المتفرج حتى في أحلك ظروف المرأة من ولادة ومرض وغيره، بل لا بد من أن تأتي أختها أو والدتها أو قريبتها لخدمتها ورعاية أطفالها «لاحظ أطفالها، بيتها، أكلها، مطبخها.. إلخ».. واستمر الوضع حتى بعد خروجها للعمل ومساهمتها في أعباء المعيشة، الوضع كما هو تقريبًا، تأتي من عملها وعِدل على المطبخ.
في الولائم والمناسبات، كانت صواني الرجال تخرج أولاً، حتى قبل أن يأكل الأطفال، وكانت النساء تهتم غاية الاهتمام بتلك الصواني الرجالية، فتعبأ بما لذّ وطاب من الطعام، ويخصونهم باللحم وغيره، بينما تخرج صواني النساء بائسة، بعد عودة صواني الرجال و«قشقشتها» ووضع غَرفة أو غرفتين من الملاح.. فجأة انتبهت النساء لـ «العوارة والعبط» البعملوا فيه دا، وصعبت عليهن أنفسهن، فصارت صواني غداء أو عشاء المناسبة تخرج متزامنة مع بعضها، بل كثير ما يسحب طبق من صينية الرجال ويوضع في صينية النساء «ويا شعبا لهبك ثوريتك وكده».
ولأن الولد سر أبيه، تجد أن معظم الأولاد اليوم ينتظرون من الأم تجهيز الطعام، بل إن الأم نفسها تطلب من ابنتها تجهيز الطعام لأخوانها في غيابها، رغم أن بنتها تكون مشغولة بامتحانات أو ما شابه.. عندما تكثر طلبات أبنائي أعلق قائلة: «الخواجات المصنقرين تتابعوا في قنواتهم ديل، شيلوا الشيء الكويس منهم وخدمتهم لأنفسهم وخلوا رقيصهم وجنهن البتحضروا فيه دا».
نجد أن صبايا اليوم يحدوهن الأمل في أن يساعدها زوج المستقبل في شغل البيت ورعاية أطفالهما، إلا أن زوج المستقبل هو نفسه الولد البارك وبرسل في أخته دا، وللا ما كدا؟.

فاطمة محجوب كرار
صحيفة الانتباهة

Exit mobile version