وهي ذات الأحزاب بنفس جماهيرها التي سارت خلفها لتقف صفاً واحداً من أجل نيل الاستقلال، وهي الآن تطالب بتوحد الآراء، ولكن هناك من يتساءل على ماذا يمكن أن تتفق الأحزاب وتتوحد الآن، خاصة وأنها تدير صراعات داخلية جعلتها في كثير من الأحيان تنصرف عن القضايا الوطنية، وهناك من يرى أن الفرقاء يمكن أن يلتقوا عند مصلحة السودان وأن يتوحدوا على برنامج سياسي ترتضيه كل القوى السياسية، وهذا البرنامج لابد أن يكون ميثاقاً تضع عليه كل القوى السياسية توقيعها، ويرى المراقبون أن أهم ما يمكن أن يلتقي عنده المفترقون هو الحريات وحق التعبير للجميع، وأن يسمح لكل الأحزاب والجماعات الدينية بخوض الانتخابات والدعاية لبرنامجه بكل حرية، دون أن يجد مضايقة من أي طرف بعيداً عن العصبية والقبلية والقداسة، فالناس كما قال سيدنا (عمر بن الخطاب رضي الله عنه) ولدتهم أمهاتهم أحراراً، ولو تحقق وكفلت حرية التعبير للجميع، فذلك يعني ميلاد ديمقراطية حقيقية وبذلك لن تكون هناك حاجة لأجهزة قمعية.. وليتفق المحللون السياسيون على أن الأحزاب الحالية لا تختلف على برنامج، وأنها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار يمكن أن تلتقي وتتفق حول برنامج ولكن تظل السلطة والثروة هي أهم نقاط الخلاف الجوهرية.. الأحزاب الحالية مختلفة حول قسمة (الكيكة) بحسب د. محمد إبراهيم المحلل السياسي والذي يشير إلى أن البرامج السياسية للأحزاب أصبحت متداخلة الآن، وأن البرامج أصحبت لا تأخذ سمة اليمينية واليسارية حالياً ويقول إبراهيم: إن الأحزاب يمكن أن تلتقي وتتفق في حالتين أولهما أن تستطيع أن تعرف المؤتمر الوطني هل هو حزب أم نظام؟
ويضيف بالقول إذا استطاعت أحزابنا أن تدرك أن المؤتمر الوطني يمثل دولة وليس حزباً وإدارات الحوار معه على هذا الأساس، فهذه تعتبر اللبنة الأولى والأساسية في بناء أحزاب متفقة.. مشيراً إلى أن الإمام الصادق المهدي هو الوحيد الذي يدرك أن يتعامل مع نظام وليس حزب.. أما الخطوة الأخرى لالتقاء الأحزاب فيرى إبراهيم أنها تتحقق (بنكران الذات) ويقصد أن تتخلى الأحزاب عن لغة الحوار حول حقائب وزارية وقسمة ثروت وسلطة وتتجه ناحية برامج وقضايا وطنية، وبذلك يمكن أن تدير حواراً مثمراً قد يخرج باتفاق على برنامج حدٍ أدنى أو اختلافاً مثمراً، وبذلك فإنه على الحزب الحاكم أن يقنع بأهمية تكوين حكومة (تكغراقراط) محايدة وإن كانت تشترط عدم تشكيل الوطني، وبذلك يمكن التوصل لبرنامج يحصل على توقيعات كل الأحزاب.
صحيفة آخر لحظة
تقرير: فاطمة احمدون
ت.إ[/JUSTIFY]