نضال حسن الحاج : دع قلبك ينبض عشقاً وتحناناً وهلم نحو مدينتي

[JUSTIFY]نهر من الصبر يبتلع قدرة الحرف على البكاء، وجانب من الشوارع التي تربط بين الذاكرة والروح يكتظ بالفرح والحزن في آن واحد!!

} أشتاقك.. والقلم سئم من هذه المفردة المترعة بالهزيمة!!

} أشتاقك.. والكلمات ملّت التسكع بين جدران الورق وتحت ظل القلب!!

} الروح والعقل والقلب في حالة من التأهب لفيضان قادم.. مثلث الحياة الذي يحيط بنهر بقائي من كل جانب يؤرقني تارة ويريحني تارة أخرى!! وأنا بين هذا وذاك أتأرجح مثل طفل شقي تسرب كبخار (الشاي) عبر نافذة من نوافذ البقاء.

} شتان ما بين إحساس الشوق الذي يسيطر على لساني وإحساس الحياء الذي يخنق صوتي كلما حاولت أن أبثك لوعتي عبر الأسلاك!!

} ما هذه العبرة التي جعلت من منتصف حلقي مجلساً لها وغدت تعاوده كلما ضاقت بها طرق الحياة!!

} اعوجاج الشرايين وتقلص الخلايا وضجيج الدماء، كل هذه الفوضى دليل على ارتباطك بالجسد، ولكن وحده القمر الذي ينثر ضوءه مثل رائحة الزهر ويرش بعبقه على رمل أرضك اليابسة.. وحده قادر على التجلي في صورة هذا الارتباط!

} يقول الرائع “عاطف خيري”: (نوح يبلغ من الطول مسافة يشتهي الغرقان شهيق). حينما سمعت هذه العبارة لأول مرة، عجبت لأمر هذا الرجل “عاطف”.. فوضى الوصف وحمى الإبداع التي تخرج من جوارح تعبيره تلجم القول وتخرج في مسيرة دهشة صباحية!! يا لهذه البلاغة!!

} ولكنك أقحمتني في جو غير جو هذا الإبداع اللا متناهٍ، حينما منحتني ما أريد من عشق ونقاء؛ لأنك أخرجتني من حالة التأهب الأولى التي انتابت عقلي وقلبي وروحي لألجك عبر باب سري آخر لا يملك مفتاحه سوى نبضك الجريء!!

} إذن دع قلبك ينبض عشقاً وتحناناً وهلم نحو مدينتي التي تركتني عندها ها هنا، فأنا مذ أن وجدتك لم تغادر مهجتي أبداً ولم تسكن سوى بأبعاد الروح!

} هذا النبض الذي أحرضك عليه لا يمثل فقط التزام أعضاء الجسم بواجبها تجاه ضخ الدماء في لحظة واحدة فقط، وإنما يعني التزامك بردعي عند كل محاولة اختفاء عن ناظريك عبر تذكيري بأنك تملك مفتاح سجني الذي تركتني به؛ لأنك حينما تحث قلبك على النبض كأنما تلوح عبر إصبعك السبابة بمفتاح قلبي، فأظل أحرك عيني يمنة ويسرة ويدور بصري مع أصبعك حتى أنام وكأنها (تهويدة) لتنام عين الخوف في قلبي وأسبح في حضورك إلى أن تأتي أمواج الشوق وأغادرك في هدوء على شوق أقوى يؤذيني، ويعلمني الصبر على غيابك دوماً!!

صحيفة المجهر السياسي
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version