الحوار مع الأربعة الكبار.. أبو عيسى آخر من يعلم !

[JUSTIFY]قال مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور إن حزبه المؤتمر الوطني لديه لجان تحاور أربعة أحزاب سودانية معارضة واصفاً إياهم (بالأربعة الكبار) ولم يفصح غندور، ربما لمقتضيات إنجاح الحوار، أو ربما بطلب من الطرف الآخر عن (ماهية هؤلاء الأربعة الكبار)؟

ولكن دون شك فإن من السهل للغاية معرفة هؤلاء رغم ما تعج به الساحة السياسية السودانية من أحزاب ورغم ما يعج به ما يعرف بتحالف قوى الإجماع من أحزاب.

وبالطبع لا حاجة لنا هنا الآن للكشف عن الأربعة المقصودين، ولكن من المؤكد أن الأمر يستوقف أي مراقب للأوضاع فى السودان. فمن جانب أول فإن ما صرح به مساعد الرئيس صحيح مائة بالمائة ليس فقط لمصداقية الرجل المعروفة أو نبله السياسي ولكن لأن من المستحيل أن يصل الوطني الى مرحلة تكوين لجان للحوار مع هذه القوى دون أن يكون الحوار -منذ البداية- بدا شيقاً ومثمراً من الناحية السياسية ودفع الوطني الى تكوين لجان متخصصة حتى يسبغ على الحوار صبغة جادة.

ومن جانب آخر فإن من المستحيل ايضاً أن يشير الوطني الى وجود حوار مع أحزاب (كبيرة) دون أن يكون ذلك حقيقي، إذ المؤكد أن الأحزاب المعنية تعرف نفسها وبالضرورة فإن الآخرون هم أيضاً يعرفونها والوطني بكل تأكيد لا حاجة له للمغامرة بقول شيء غير حقيقي ليقضي على مصداقيته فى ظروف يبدو فيها اهتمامه بالحوار مع خصومه له أولوية إستراتيجية قصوى.

من جانب ثالث، فإن الحوار الجاري يعني أنه بدأ منذ مدة وأنه قطع شوطاً وأنه سيفضي الى نتائج وهذا هو سبب حرص البروفسير غندور فيما يبدو على عدم الإفصاح لا عن الذين تجري محاورتهم ولا على مجريات الحوار نفسه وما يمكن أن يفضي إليه.
إذن نحن أمام معادلة جيدة إذ أن (الأربعة الكبار) ويمكننا أن نصفهم بأنهم (الأكثر تأثيراً) هم الآن قيد الحوار والتفاوض مع الوطني وأن الأمر يكتسب جدية واضحة ومن ثم فما هي إذن مآلات الأوضاع داخل تحالف المعارضة والأمور تمضي بهذه الاتجاه؟

الراجح أن رئيس هيئة التحالف فاروق أبو عيسى هو الآن بطريقة أو بأخرى خارج إطار الصورة، ومعلوم هنا بالضرورة أن بقاء أبو عيسى -مع كونه رئيساً لهيئة التحالف- خارج إطار الصورة أمر تفرضه فى الواقع عدة محددات يمكن أن نقرأها؛

أولاً: الرجل بطبيعة الحال ورغم رئاسته للتحالف إلا أنه لا يمثل كياناً حزبياً بعينه ومن ثم فإن قيمته السياسية هنا -بحسابات الممارسة السياسية- لا تتجاوز كونه (رجلاً معارضاً) والشيء المعروف فى العمل السياسي أن (الوزن السياسي) وليس أي شيء آخر هو الذي يكسبك القيمة السياسية، وطالما أن أبو عيسى لا منتمي فعلياً فهو سياسياً لا قيمة له.

ثانياً: الرجل ايضاً -وفقاً لتجارب سابقة- نادراً ما ينجح فى إنجاح حوار سياسي سواء لخبراته السياسية المتواضعة رغم كبر سنة أو لعدم حصافته فى إدارة مشروع الحوار بالطريقة السلسلة المطلوبة.

الأمر الثالث: أن الأحزاب الأربعة الكبرى بشكل أو بآخر لا تقر لأبو عيسى بأي قيمة سياسية ولكي لا يكون قولنا هذا على عواهنه، يكفي أن الأمة القومي بزعامة السيد الصادق أحد أهم دواعي ابتعاده عن التحالف رفض التحالف لإعادة الهيكلة وبالطبع إعادة الهيكلة كانت ستعيد ترتيب التحالف بطريقة أخرى.

وعلى ذلك فإن مصيبة أبو عيسى لا تقف فقط عند حدود بقاؤه خارج إطار المشهد، ولكن الرجل ايضاً هو الآخر آخر من يعلم!

سودان سفاري
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version