ام وضاح : ميتة وخراب ديار !!

[JUSTIFY]المذيعة التي فتحت موضوع معاملة الأطباء ومن معهم في الكادر الصحي للمرضى تواصل أسئلتها لمستمعيها ومشاهديها، ما كانت تتخيل وما كنا نتخيل أيضاً، أن هذا الموضوع سينكأ جراح متابعيها المكتوين «والمشويين» من الوضع الصحي السيئ في الولايات، حيث اتصلت عليها سيدة على ما أظن أنها من الكاملين، قالت لها إن المستشفى الحكومي لديهم ليس فيه أنبوب تغذية لمن يحتاجه من المرضى الذين يرميهم حظهم العاثر في براثن المرض وهم أصلاً واقعين في براثن الفقر، وربما الخرطوم دي لا يملكون نفقات العلاج فيها خليك من الأردن والقاهرة.. ومتصل آخر اتصل عليها من الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، حكى فيها قصة ربما هي أقرب للخيال لكنها للأسف واقع يمشي بين الناس بكل قوة عين، وقال الرجل إن قريبة لديه تفاقمت علتها داخل مستشفى الأبيض مما اضطره إلى أن يسعى لنقلها للخرطوم على وجه السرعة لإنقاذ حياتها لكنه اصطدم بحقيقة مرة إذ كان عليه أن «يؤجر» الإسعاف بمبلغ مليون ومائتي ألف جنيه ويؤجر الممرض الذي يرافق المريضة بمائتي جنيه، وقال إن الإسعاف المليوني ليس به أوكسجين يعني لا فرق بينه وبين أي «هايس» إلا السارينة التي يفتح بها الطريق، ولا أظن أن هذه تكلف هذا المبلغ الكبير. المهم أن الرجل اضطر للخضوع في محاولة لإنقاذ حياة المريضة لكنه قال إنه عندما وصل الخرطوم كانت المريضة قد توفيت إلى رحمة مولاها وبالطبع الإسعاف أنزل الجثمان هنا وقفل عائداً لأن العودة ستكلف ذات المبلغ وتبقى ميتة وخراب ديار!! هذان النموذجان اللذان وجدا فرصة سانحة للحديث على الهواء مباشرة، أنا متأكدة أن مثلهم المئات من الذين يحملون قصصاً وحكاوي عن مآسي حدثت لهم في مستشفيات الولايات. لكن كدي خلوني أسأل السيد وزير الصحة المحترم الذي لم نراه أو نشاهده عبر أي وسيط إعلامي يتحدث في شأن كيف تؤجر الإسعافات من المستشفيات الحكومية للغلابي والمساكين بهذه المبالغ ويفترض أن تنقلهم مجاناً طالما أنها تتبع للحكومة «الماصرة» جيوب الناس من كل الاتجاهات! أليس واجب الحكومة والوزارة المعنية أن توفر هذه الإسعافات في كل المستشفيات إنقاذاً للمرضى أو المصابين في الحوادث!! أوعى تقولوا لي المسألة دايرة إمكانيات وقروش، فما يصرف لتغيير عربات الوزراء والمسؤولين الكبار «بموديل السنة» ممكن يجيب عشرين إسعافاً وبي أوكسجينه كمان مش عربية الصفيح أم أربعة عجلات دي!!

في كل الأحوال واقع الصحة الآن واقع مخزي ومؤلم ومحبط يشبه التدهور الحاصل في كل المجالات، لكن صحة الإنسان لا تحتمل أنصاف الحلول أو البدائل وعلى الوزارة والحكومة الاعتراف بهذا التقصير والعمل على معالجته بدلاً من دفن الرؤوس في الرمال ودفن الموتى بغبائنهم!!

كلمة عزيزة:

النفير الكبير الذي تداعى إليه أبناء شمال كردفان والذي قيل إن جملة تبرعاته بلغت ثمانية مليارات جنيه أرجو من الوالي أحمد هارون أن يبدأ بها إصلاح الخدمات الصحية هناك قبل أن يشير عليه بعضهم بإنشاء فضائية للولاية!!

كلمة أعز:
الرئيس الموريتاني الذي انتهت فترة رئاسته هاجر إلى الإمارات العربية وعمل موظفاً هناك سمعت أن بعض الوزراء المقالين يستعدون لمشاريعهم الاستثمارية الخاصة وبالتقيل!! ده الكلام.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version