يناير شهر الأفراح المطعون بالأحزان الكبيرة

[JUSTIFY]يومان قبل حلول التاسع من الشهر وأسبوع على بداية العام الجديد يمكنك أن ترسم المشهد السوداني بالقياس إلى يناير في نسخته السودانية، هو شهر الأفراح الأولى حين ارتفاع الراية، هو ذاته شهر الأحزان المتمددة في رحيل آخرين، يمكنك أن تضع الخريطة وتحيطها بالدموع.
في فاتحة يناير من العام 1956 رفع السودانيون رايتهم عالية خفاقة وأنشدوا معاً نشيد الحرية والاستقلال. استمر المشهد طوال سنوات ما بعد التأسيس يحتفلون بمشهد استقلالهم وحريتهم المرتبطة بيناير ودخوله ولكن شهر البرد لم يقف عند محطة دفء الاستقلال والحرية وعاد ليختلط بأحزان لم تنته وارتبطت بذات (شهر واحد)، مما دفع البعض للهتاف “في شهر واحد الحزن واحد”، في التاسع من يناير ودع السودانيون واحداً من أنبل سياسييهم خارج حدود البلد وهو يناجيها (خرطوم يا رمز الجمال ودرة الأوطان عندي أنا كم أخاف عليك من شوقي وتحناني وودي) في يناير رحل شريف الاتحاديين حسين الهندي بمواقفه ناصعة البياض. وحزن يناير لا يقف عند محطة رحيل الشريف حسين ففي ذات التاسع من شهر الاستقلال وضع الجنوب أولى خطواته في طريق الرحيل من السودان الكبير.
السابع عشر من يناير موعد لقطع تذكرة رحيل أخرى، في هذه المرة فإن سفينة الموت تحمل أكثر من راكب والصناديق تدخل للمطار بذات أجنحة الحزن، في العام 1996 دخل إلى البلاد جثمان مصطفى سيد أحمد قادماً من الدوحة، استقبلته الدموع التي لم تجف على رحيل “صوت المغني حزين” ليصادفها ذات اليوم في العام الماضي 2013 وطائرة الحزن تحمل في جوفها هذه المرة جثمان فنان الشباب الأول محمود عبد العزيز، في ذات يناير رحل الغمام والحزن لا تتوقف محطاته، فبعد يوم أي في الثامن عشر من يناير ينزل حبل المشنقة فوق رأس من يسميه السودانيون (الأستاذ) محمود محمد طه ليستحق بعدها يناير أن يطلق عليه شهر الفرح المقتول بالأحزان الكبيرة

الخرطوم – الزين عثمان: صحيفة اليوم التالي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version