الهندي عزالدين: مصر خط (أحمر) عندنا سواء قام سد (النهضة) الإثيوبي أو لم يقم حكم الدكتور (مرسي) أو جاء الفريق (السيسي)

[JUSTIFY]علاقاتنا مع الشقيقة “مصر” في كل الأحوال والحالات والأنظمة الحاكمة هناك (إخوان، جيش، قوميون عرب.. إلخ) يجب ألا تتأثر في أساسها وثوابتها، فلنختلف في التفاصيل، والإجراءات، والمواقف من هذا أو ذاك، ولكننا لا يمكن ولا ينبغي لنا أن نختلف في الأصول.. مصر لا يمكنها العيش من غير السودان، والسودان لا تتوفر له الطمأنينة والاستقرار بالابتعاد عن مصر.
} “مصر” خط (أحمر) عندنا، سواء قام سد (النهضة) الإثيوبي أو لم يقم، حكم الدكتور “مرسي”، أو جاء الفريق “السيسي”، هذه تفاصيل، ولكن الثابت أننا لم ولن نتخلى عن “مصر”، ولن يتخلى عنا الإخوة المصريون، غض النظر عن مشاغبات أراجوزات الفضائيات هنا أو هناك.
} ولهذا فإن إثارة قضية “حلايب”، من أحد وزراء الدولة بالسودان في هذا الوقت العصيب والحساس، و(الانتقالي) في “مصر”، ليس من الفطنة ولا من الحكمة بمكان، لا هذا زمانه، ولا هذا مكانه (ندوة بإحدى الجامعات نظمها اتحاد الطلاب).
} قضية “حلايب” ليس مكانها ندوات طلابية بجامعة السودان، مثلما لم يتم التفاهم بين السودان وإثيوبيا حول منطقة (الفشقة) في ركن نقاش بجامعة النيلين أو الخرطوم، بل داخل مكاتب مغلقة بأديس أبابا، وقاعة الصداقة بالخرطوم خلال اجتماعات القمة المشتركة التي ضمت الرئيسين “البشير” و”ديسالين”.
} أنا ضد إهدار زمن وطاقات شعوب السودان، الجنوب، إثيوبيا ومصر في نزاعات على مناطق ليست ذات قيمة إستراتيجية هائلة مثل “حلايب”، و”الفشقة” و”هجليج”.
} فالذين يتحدثون عن قيمة اقتصادية لمنطقة “هجليج” عليهم أن يتذكروا أن السودان تنازل عن أراضٍ في شمال أعالي النيل تنتج (250) ألف برميل (يومياً) (مئتان وخمسون ألف برميل)، فأين المقارنة بين نفط أعالي النيل، و”نفط هجليج” الذي قررت محكمة التحكيم الدولية في “لاهاي” تبعية غالبية مناطق إنتاجه لحيازة السودان أو (المسيرية) شمالاً، وليس العكس!
} لا تهدروا أوقاتنا وطاقاتنا في هذا (العك)، فلا المصريون وجدوا (ذهباً) وبترولاً في (حلايب) ولن يجدوا، ولا نحن زرعنا واستثمرنا وأنتجنا في ملايين (الأفدنة) الصالحة للزراعة، ومئات الآلاف من الكيلومترات المربعة الحاضنة للبترول والمعادن وبحيرات المياه الجوفية من الشمالية إلى دارفور، ومن البحر الأحمر إلى كردفان، ومن نهر النيل إلى جنوب النيلين (الأبيض) و(الأزرق).
} “مصر” أم الدنيا غض النظر عن ماهية (الحاكم)، من “عمرو بن العاص” إلى “أحمد بن طولون” إلى (الإخشيديين) و(الفاطميين) و(المماليك) و(العثمانيين) من “خاير باشا” إلى “خورشيد باشا” و”محمد علي باشا” و”إسماعيل باشا”، ومن الملك “فؤاد” إلى الملك “فاروق”، ومن الرئيس “نجيب” إلى الزعيم “ناصر” و”السادات” و”مبارك” و”مرسي” وانتهاء د.”عدلي منصور”.
} تحية لمصر العزيزة وهي تقبل على مرحلة سياسية جديدة نأمل أن تستقر فيها الأمور بالمزيد من الحوار والتوافق الوطني.

صحيفة المجهر السياسي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version