حكى احد السياسيين انه ونتيجة لظرف اسري خاص قد شهد صلاة العيد الاخير في قرية من قرى الجزيرة وقد جاءت خطبة العيد كلها وعظية من اولها الى اخرها وكان الامام مركزا على اكل مال الناس بالباطل وخطورة ذلك على الفرد وعلى المجتمع وضرره في الدنيا وماينتظر مرتكبه من عذاب في الاخرة وعلى حسب الراوي كان الامام بليغا وقويا وكانت النصوص الدينية (آيات قرانية واحدايث نبوية شريفة ) تتنزل من خطبته بانسياب غير عادي فاخذ الضيف السياسي يتساءل في نفسه عن سر انفعال هذا الامام بهذا الموضوع لابل وصل درجة شك فيها ان الامام يقصده هو شخصيا لان الامام كان يكثر النظر لجهة اليمين حيث كانت سيارة السياسي الفارهة تقف خارج سور المسجد .
بعد نهاية الخطبة والمعايدة الجماعية انفرد الرجل بالامام الذي يعرفه جيدا وسأله عن سر انفعاله بالموضوع وهل يقصد شخصا او شخوصا بعينهم وهل هذه المسالة من قضايا القرية الملحة ؟ فاجابه الامام بالايجاب وذكر له ان بعض الناس يتعامون عن بهائمهم وهي تدخل زروع الاخير فيتباطأون في اخراجها مما يسبب تلفا وضررا للزرع فسأله عن حجم الضرر الذي يمكن ان ينجم في هذه الحالة فاجاب انه يمكن ان يصل الي كيلة او كيلتين عيش فتنفس الرجل الصعداء وقال للامام والله يامولانا (حرامكم دا ود ناس بشكل ما عادي)
ذكرتني القصة اعلاه بقصيدة شاعرنا الكبير محجوب شريف التي جاء فيها
حليلك انت بتسرق ملاية
وغيرك بيسرق خروف السماية
هل تصدق انه واحد بيسرق ولاية
فمولانا الامام ربما لم يسمع بالمتعثرين والمعسرين الذين هبروا وملوا في البلايين من بنوك الجن ربما لم يسمع بالجوكية وبالمناسبة اساطين الجوكية يقولون ان هذا المصطلح اصبح مبتذلا ويجب ان لايطلق على الذي (يجوك) اقل من خمسة عشر مليارا من المؤكد ان مولانا لايعرف كثير شئ عن التجنيب والاموال التي تدور خارج ولاية وزارة المالية ولا بالشركات الحكومية التي تعمل في الاسواق كالبلدوزر ولحساب افراد ولم يسمع بالايصالات الملونة غير المرتبطة بارونيك 15 او 17 فمولانا مع علمه الغزير بالشأن الديني الا ان حدود الدنيا عنده القرية والحواشة ويالها من نعمة يحسد عليها مولانا فمعرفة بعض الامور احيانا تفقع المرارة وتهري الكبد وترفع الضغط والسكري والقاوت والذي منه
ولندع مولانا القروي في قريته وزراعته والبهائم الضالة وكيلة العيش ونذهب لائمة المدن التي (تنوم على مخدات الطرب) ونسألهم لماذا تركوا المواعظ في خطبهم ؟ لماذا تركوا تذكير الناس بالحلال والحرام ؟لماذا لم نعد نسمع ايها الناس ان الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات ؟ هل تحولت عاصمتنا الي مدينة فاضلة ترك الناس فيها اكل الحرام ؟ هل المشكلة الوحيدة هي التفاوض مع قطاع الشمال وما يكتبه بعض الصحافيين المطاليق ؟ يبدو ان الاجابة على هذه الاسئلة عند العنبة الرامية ,, الرامية وين ؟ برضو اسالوا العنبة
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]