> وأول التسعينيات.. الدكتور علي المك يقدم عبد الله الطيب للجائزة ويقول عن عبد الله الطيب إنه
: عبقري.. لغوي أديب عالمي فذ.. وحريف كونكان.. يغلب اتخن واحد.. وعبد الله الطيب نموذج للسوداني الذي يبقى سودانيًا حتى الموت.
> والعام الأسبق ندخل على مولانا عبد الله أحمد عبد الله رئيس المحكمة الدستورية «وهو أحد المثقفين الذين يُخفون أنفسهم جيداً»..
> ونجد عنده شيخاً نحيلاً يتهيأ للخروج.
> و…
> ومولانا عبد الله ينظر إلى ظهر الرجل ويقول
: تعرفه؟! هذا زاكي الدين «الرجل الذي أقام مستشفى ابن سينا».. وحين يصاب إمبراطور اليابان بشيء يعجز أطباء العالم يلقاه زاكي الدين هذا.. وينجح في علاجه..
> والإمبراطور يطلب من زاكي الدين أن يطلب ما يشاء
قال زاكي الدين
: أطلب من اليابان إقامة مستشفى تخصصي في السودان.
> وأقاموا مستشفى ابن سينا.
> وعن السوداني نستعيد حكاية «العاهرة» التي كانت لا تستقبل من ليس مسلمًا.. وتقول
: هو سجم.. وكمان مع كافر؟
> الشعور بالإسلام يبلغ هذا.
> والشعور بالإسلام يقتل أهله حين لا يصحبه عندهم «وعي قوي بالعالم اليوم».
> ومخطط التدمير الذي يعرف هذا يصاب بالفزع حين يجد شيئاً واحداً
> المخطط يصاب بالذعر وهو يجد مجموعة الإخوان المسلمين التي تجمع بين معرفة دقيقة للدين وبين معرفة دقيقة بالعالم اليوم.
> ومرحلة رابعة من الحرب تبدأ ضد الخطر الإسلامي الواعي.
٭٭٭
حرف «5»
> مرحلة الاستخدام الأبله للزعماء العرب تنتهي
> ففي الستينيات كان بورقيبة «يلغي» رمضان بحجة أنه يعطل الإنتاج.. ويلغي قانون الأسرة والميراث الإسلامي..
> ويجعل التزوج بأكثر من امرأة جريمة
> وأحدهم هناك حين يُعتقل بجريمة تعدد الزوجات يقول للمحكمة إن الأخرى هي «عشيقته» وليست زوجته.
> وبراءة!!
> مثلها الاستخدام الأبله للقذافي يأتي بعكس ما يريده الغرب الصليبي
> وسياسة بورقيبة تصنع الإخوان المسلمين.
> وسياسة صاحب باكستان تصنع الحزب الإسلامي وسياسة الشيوعيين وأمريكا في أفغانستان تصنع المجاهدين والإخوان المسلمون يتحولون إلى «الجهاد».
> والغرب الذي يصاب بالصاعقة يتحول إلى سياسة أخرى.
> سياسة الضرب من تحت الغطاء.
> ومثلما أن الصادق المهدي في السودان.. حين يعجز عن رفض الشريعة علنًا.. يسميها «قوانين سبتمبر» يذهب مخطط الغرب حين يعجز عن محاربة المجاهدين إلى نحت كلمة «إرهابيين».
> وحكام كثيرون وإعلام كثيف في العالم الإسلامي اليوم يقاتل «الإرهابيين» بنشاط.
> والمخطط حين يعجز عن إطلاق حملة الجنس علناً يذهب إلى أشياء مثل «انطلاق» المرأة.
> الانطلاق الذي يصبح «انطلاقة».
>… و…
> وفي السودان.. المخطط حين لا يجد بورقيبة ولا الإرهاب يذهب إلى حرب هامسة أخرى.
٭٭٭
حرف «6»
> أول التسعينيات.. والإنقاذ تتلوَّى بحثاً عن المال.. السيد عبد الرحيم حمدي يهبط مطار الخرطوم منتصف ليلة باردة.
> والرجل الذي يحلم بدفن نفسه تحت غطاء دافئ يفاجأ بالأمن الرئاسي ينتظره تحت الطائرة.
> ويفشل.. حتى مدخل فندق شيراتون.. في إقناعهم بأنه مرهق تماماً
> وفي جناح رئاسي هناك يجد الرئيس.. ويجد «رئيسًا عربيًا» وسفيره في الخرطوم ويجد امرأة تجعل النوم يطير من عيونه.
> كانت صاعقة الجمال.
> وحمدي يجلس ويعلم من البشير أن الرئيس الضيف يعرض على السودان عشرين مليار دولار.
> وأن المرأة هي مندوب الجهة التي تعرض المال والرئيس الزائر وسيط.
> و العرض كان فخاً قاتلاً ينصب لاصطياد الثورة المسلمة.
> «الشرك» كان دقيقاً تماماً.
> وواحداً من ألف فخ آخر.
> الفخ الاقتصادي كان يلتهب.
«والحكاية نكملها إن شاء الله».
> والفخ الأمني كان يجعل الدكتور نافع وآخرين يشتبكون.
> والفخ العسكري كان شيئاً لا يمكن الحديث عنه حتى اليوم.
> والحصار الذي يجعل العالم العربي يخنق الخرطوم.. بعد حرب العراق.. يقوده مبارك ويشتعل.
> وفخ حفر آبار النفط كان يجري إعداده.. وهو الفخ الذي نتدلى من مشنقته حتى اليوم.
> حتى حرب مشار وقرنق التي تدفع بنصف الحركة الشعبية إلى الخرطوم كانت تصبح أرضاً مشحونة بالفخاخ القاتلة.. فخاخ نحكيها.
> كل هذا كان يذهب إلى المرحلة الخامسة..
> مرحلة ضرب الحركة الإسلامية في السودان.
صحيفة الانتباهة
[/JUSTIFY]