يقول الحق تبارك وتعالي في محكم تنزيله: يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا, إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم (الآية رقم 13, سورة الحجرات). ومن هذه الآية نفهم أن الله تعالي هو الذي خلق الناس من ذكر وأنثي وجعلهم شعوباً وقبائل ومن بين هذه القبائل خلق قبيلة البيقو التي تقطن في ولاية شرق دارفور كأحد مكوناتها الرئيسية الأربعة: الرزيقات والمعاليا والبرقد. وهي كذلك من القبائل الكبري بولاية جنوب دارفور التأريخية المعروفة ولها نحاس ووسم خاص ورقصات شعبية وفلكلور وغير ذلك. وهي من القبائل التي كانت لها شنّة ورنّة ولكنها آثرت التعايش السلمي والذوبان في الإطار القومي حتي كاد أن يتلاشي إسمها.
كثيراً ما يتم استدعائي من قبل أهلي البيقو لأقسام شرطة الجوازات والهجرة والجنسية بوصفي “عِرِّيفاً” لأقدِّم المعلومات التي تساعد علي استخراج الاوراق الثبوتية مثل الجنسية والرقم الوطني (طبعاً بحضور الوالدين وأقرب الاقربين). قد لاحظت بالفعل كثيراً من المتحريين لا يعرفون اسم هذه القبيلة ولهم بعض العذر في عدم معرفة القبائل السودانية وتاريخها الذي لم تمر عليه أكثر من مائة وخمسون سنة بعد. ومن الحوار أثناء التحريّات يشعر الشخص البيقاوي بشيء من الضيق والإحساس العميق بالظلم بسبب عدم إلمام المتحرّي. والمشكلة هي ليست في المتحري بقدر ما هي في استمارة استخراج الجنسية أو الرقم الوطني التي تحولّت قائمة أسئلتها من شاهلة “هل كان أسلافك موجودون بالمنطقة منذ دخول العرب السودان؟” إلي السؤال عن الإدارة الاهلية (سلطان/ناظر) العمدة -الشيخ, الولاية المحلية القرية/ الفريق. فبماذا يجيب الشخص البيقاوي؟ هل يقول أنّه من بني أنف النّاقة أو من قريش أم من البدون؟ يمكن شطب القبائل وتأريخ القبائل إذا تم دك جميع أسماء القبائل في السودان وأصبحت كافة حقوق المواطنة مكفولة للجميع بدون فرز أو تمييز أو تشبيه لبعض المواطنين بقبائل دول الجوار التي ينبزها بعض الناس متناسين أن الله قد كرّم بني آدم تكريماً.
مساهمتي كما فهمها عدد من الإخوة هي عبارة عن فذلكة تأريخية تعريفية تتسق مع قول الله تعالي “لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم” (الآية). فمثلاً الجد الأمير الشهيد إبراهيم الخليل معروف تماماً لأمير الشرق عثمان دقنة رحمة الله عليه, وتعرفه جهات القضارف والحدود الأثوبية علي أيام المهدية وتعرفه أمدرمان العاصمة الوطنية في ذلك الزمان ويعرفه الجنوب وأما دارفور فهي موطنه. وأنا شخصياً تجري في عروقي دماء البيقو والرزيقات والمعاليا والتاما وتزوجت من أربعة نساء عزيزات اثنتان بيقاويتان وثالثة زغاوية ورابعة شريفية وكلهن أنجبن بحمدالله ورزقت من إحداهن بالتوأم. وزوجاتي هؤلاء ونسابتهم من أسر عريقة مليئة بالرجال العظماء والنساء العظيمات من قبائل الشايقية والرفاعين والاحامدة والمصريين والبرقو الصليحاب والجلابا الهواري والواحية والتنجور والفور والمساليت والمسرية والهبانية والجعليين (اثنان من خوالي متزوجين منهم) والمحس (ربّيت في بيتي بنتاً محسية هي أخت أبنائي من الأم وهي بنت خالي) والدناقلة (ابن خالي متزوج منهم) والمغاربة (ابن خالتي متزوج منهم) والحمر (خالي متزوج منهم) والبديرية الدهمشية والكواهلة (شقيقي متزوج منهم) والعبابدة (شقيقي متزوج منهم) والملاويين (شقيقي متزوج من ملاوي) والاتراك (أخ أبنائي من الأم تركي وجدّه لامّه سوري) والداجو والدينكا والبرتي والبرنو والبرقد (والدة جدّي لأمّي منهم) والزيادية والبني حسين والصبحة ونزِّي وسِلَيم واليمنيين وغيرهم. لو تعرفت عليك لأخذتك وطففت بك علي جميع هذه القبائل لتعرف أنني لم أقصد إلّا خيراً. ولا يفوتني أن أقول لك أن إحدي زوجاتي هي إنة أخ لأب الفنان المرحوم أحمد الجابري رحمه الله وجعله من أصحاب الجنّة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً.
أخي ( النيل الطويل الملولو) لا أود أن أطيل عليك ولكن أرجو أن تجد بعضاً من الوقت وأنت فيما بعد الخمسين من العمر, لدراسة التأريخ وقد قيل “أمّة بلا تاريخ هي أمّة بلا حاضر ولا مستقبل” وتأريخ السودان وتأريخ دارفور بالتحديد حدث فيه الكثير من التزييف والتغيير بواسطة المستعمر وهو يحتاج لمعالجة جراحية لنتعرف سوياً علي مشتركاتنا. أرجو أن تقرأ لتعرف أن أبانا آدم عليه السلام قد أنجب الكثير من الشعوب والقبائل من شاكلة أبو لهب القرشي الماشي رأسو عديل للنار وبلال الحبشي المبشر بالجنة وفوق ذلك النبي القرشي (ص) ذو الخلق العظيم سيِّد ولد آدم. وإذا كنت تجيد استعمال الانترنت أرجوك النظر بعض الاوقات في محرك قوقل وابحث من باب “لتعارفوا” عن متعلقات الاسم (بيقو أو البيقو) من قبيل زيادة المعارف “الذين يستموعون القول ويتبعون أحسنه”.
رد علي الأخ الحبيب/ النيل الطويل الملولو
في موضوعي
المساهمات الوطنية لقبيلة البيقو بولايات شرق وجنوب دارفور
المهندس إبراهيم عيسي البيقاوي الخرطوم السودان.