غريب الدارين : تصور كيف يكون الحال لو ما كنت ســـــــــــــوداني !!

أعزائــــــــــــــــــــــي : هل أتاكم نبأ هذا الذي يعف لساني عن وصفه ؟ فرعونٌ لم يشب عن الطوق ، ولم يبلغ مستوى التحضر الذي بلغه من سمى قناته باسمهم !جاهل يحمل درجة علمية مشكوك فيها لذلك لم تزده علما بل غمسته في ظلمات ثلاث : ظلمة الجهل وظلمة عدم التربية وظلمة البذاءة .
نشرت بعض المواقع مقالة هذا الضئيل ….مقالة تسك سمع الدهر وتصم أذان الدنيا !
قال ويا لبشاعة ماقال : السودانيين معفنين ، وتشم رائحة الواحد منهم على بعد عشرة أمتار !
نحن الذين عرفتنا شعوب الأرض بأننا من أكثر إن لم نكن الأوحد في النظافة والرائحة الطيبة …بل لنا الصدر في ذلك دون العالمين !
نحن الذين نشأنا منذ نعومة أظفارنا على تقدير قيمة النظافة …وغاصت رؤوسنا الصغيرة في أحضان أمهات نظيفات تفوح منهن روائح الصندلية والمسك والخمرة والبخور والدخان والدلكة …أمهات ورثن عن أسلافهن التفنن في صنع العطور منفردات دون منافسة من أي نساء أخريات ! ففي أي حضن نشأت ياذاك ؟
نحن الذين نبدأ يومنا بسنة نبوية ما شاركنا فيها إلا قلة من المسلمين منفذين لأمر النبي الطاهر” صلى الله عليه وسلم” لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة …وما وجدنا يارسول الله مشقة في أمر عودنا عليه أهلنا .
فعلمونا كيف تقبض أصابعنا الصغيرة على الفرشاة ولربما لم يبلغ عدد سنيناتنا الخمسة مرددين ” السواك مطهرة للفم مرضاة للرب” وجزء معتبر من ميزانيتنا مخصص للمعجون والفرش ! فقل لي يا بعيد …متى بدأت تستاك ؟ هذا إن كنت تستاك على الإطلاق !
ولما نفرغ من السواك نتسابق على الحمام …ولكم نشبت المشكلات بيننا في السكن الداخلي لقلة غرف الاستحمام ولكثرة عددنا …فلا نقبل أن يبدأ يومنا دون استحمام ، ولو اضطرتك الظروف للخروج دون استحمام صببت على نفسك كمية مهولة من العطر ورغم ذلك تظل سائر يومك منكمشا خوفا من أن تفوح رائحة غيرمستحبة ! وقد قدر لنا أن نعيش نحن وغيرنا في بلاد تتدنى فيها درجة الحرارة لما تحت الصفر لكن ذلك لم يمنعنا من أمر صار لنا سلوكا ثابتا ملازما ..
حتى لكأن الرسول ” صلى الله عليه وسلم” عنانا حين قال في تمثيل الصلوات الخمس ” كمثل نهر جارٍ على باب أحدكم يغتسل منه خمس مرات ” فنحن قوم برمائيون !! فقل لي يا متخلف كم مرة في الشهر تستحم فيها ؟ بل في العام ؟!
قبل سنوات ذكرت الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم أنها كانت مدعوة لحضور مؤتمر في بلد ما …لكنها لم تكن من كبار الشخصيات …لذلك لم تكن تنتظر أن يستقبلها أحد في المطار ، فسحبت شنطتها وبدأت تسير …فإذا بها تفاجأ بمن يسحب منها الشنطة وهي تتمنع لكنه أصر …وكان من كبار الشخصيات الغربية….وبرر لها تصرفه بأنه عايش السودانيين وهو معجب بهم ويقدرهم غاية التقدير ولم يجد في حياته من هو أرقى ولا أنظف منهم مظهرا !
فقل لي أيها المعتوه هل تطبق فينا نظرية الإسقاط التي تقابل المثل العربي : رمتني بدائها وانسلت ؟!
كان بودي أن أقول وأقول ولكن لابد لي من نهاية …وفي هذه النهاية أقول لك : توفيق …ما أنت بتوفيق ! بل أنت فشل مجسد ….يعرفك بنو جلدتك أكثر مما نعرفك …وصموك بالعار لما طأطأت رأسك الفارغ لتقبل يد ” صفوت الشريف” الذي وصفه أحمد فؤاد نجم قائلا :
يا ريس شريفك ماهواش شريف
فإذا كان من قبلت يده ليس شريفا …فما ذا تكون أنت ؟!
نحن – يامن لا وصف له ولا مرتبة – نحن سودانيون !
أعز بني الدنيا وأعلا ذوي العلا وأكرم من فوق التراب ولافخر
لكننا لسنا أكرم من سيد ولد آدم ” صلى الله عليه وسلم”
أنا سوداني أنا ….قامات تتقاصر دونها قامتك القميئة أيها الفرعون الصغير! هامات تطأ رأسك الضئيل أيها الذليل ! نحن من تجسد فينا الشرف ….شرف لن تطاله أيها العليل !
وأولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا حقير المجامع

ونحن شموسٌ والشعوبُ كواكبٌ إذا طلعت لم يبدُ منهنّ كوكبُ

غريب الدارين

Exit mobile version