وينحدر أغلب المنشقين عن الجيش من قبيلة النوير التي ينتمي إليها رياك مشار قائد المتمردين والنائب المقال للرئيس سلفاكير ميارديت. ويرى المراقبون أن هذه الانشقاقات لن تؤدي سوى إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد مع انعدام الثقة وسط جنود الجيش.
انشقاقات واشتباكات
ويعترف الناطق الرسمي باسم الجيش بوجود انشقاقات قائلاً إن هذه التطورات لن تؤثر على قدرة الجيش في التصدي للمتمردين، وينفي العقيد فيليب أقوير في ذات الوقت سيطرة قوات مشار على أربع مناطق غربي العاصمة جوبا.
ووصف تقارير تتحدث عن سقوط المناطق الأربع بأيدي المنشقين بأنه لا أساس لها من الصحة. وأضاف في تصريحات خص بها الجزيرة نت أن ثمة انشقاقاً حدث وسط الجيش بمدينة ياي الواقعة جنوب العاصمة لكن تم حسم المنشقين، منوهاً إلى أن تبادلاً لإطلاق النار قد وقع بعيداً عن القصر الرئاسي بجوبا.
وكان مشار قال في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة إن قواته سيطرت على أربع مناطق غربي العاصمة جوبا بعد اشتباكات مع القوات الحكومية.
ويعتبر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني بجنوب السودان أن الطرفين لم يدخلا بعد مرحلة المفاوضات، وإنما يحاولان الآن التوصل لتفاهم يمهد الطريق للتفاوض بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأضاف ماثيو مايور أن مجموعة مشار تحاول تحقيق مكاسب عسكرية تستطيع من خلالها التفاوض سياسياً من أجل الدخول بمفاوضات حول مسألة المشاركة بالسلطة. وقال “بالنسبة لنا الوضع سيستمر هكذا، وسيكون مرهوناً بالتطورات الميدانية”.
ضعف الإمدادات
وتشهد عاصمة إثيوبيا محادثات مباشرة بين ممثلي الحكومة والمتمردين في محاولة للتوصل لتسوية سياسية لإنهاء العنف المسلح. ورغم الحديث المتكرر عن وقف فوري لإطلاق النار فإن الواقع الميداني يشير إلى تقدم القوات الحكومية للسيطرة على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي، والذي جاء متزامناً مع إعلان الجيش الحكومي عن استعادته منطقة ميوم القريبة جداً من مدينة بانتيو الغنية بالنفط.
ويرى الصحفي والمحلل السياسي كندي نيمايا أن ما يحدث داخل الجيش يعكس حقيقة وجود انشقاقات قائلاً “إن المؤشرات تشير إلى أن نسبة المنشقين قليلة مقارنة بعدد الجنود الموالين للحكومة”.
وأضاف “في المرحلة المقبلة ربما تحدث انشقاقات بقيادة أفراد وليست مجموعات كبيرة” مضيفاً أن تعثر المفاوضات التي تجرى الآن بأديس أبابا ستجعل المتمردين يواجهون صعوبات في الحصول على الإمدادات العسكرية ما يجعلهم غير قادرين على شن هجمات جديدة على بقية المناطق، عكس الجيش الحكومي الذي يحصل على الدعم بشكل مستمر.
مثيانق شريلو-جوبا: الجزيرة
[/JUSTIFY]