الفريق أول بكري حسن صالح مواصفات الرئيس الثاني

[JUSTIFY]هناك مثل إنجليزي يقول اصنع التبن و الشمس ساطعة (make hay while the sun shines()ولتطبيق هذا المثل على موضوع المواصفات والمقاييس لاختيار الرئيس لأنني أوضحت في الحلقة الأولى الفئات العمرية التي يجب أن يختار منها الوطني مرشحه في مارس المقبل وتبقي له ثلاثة وثلاثون يوماً للاختيار فيجب أن يوضع التبن تحت الشمس الساطعة ليعرف من سيحكم السودان في الفتره القادمة والتي تبتدي من الفين وخمسة عشر وحتى ألفين وتسعة عشر ومن حق اي مواطن في ولايات السودان الثمانية عشرة ، معرفه رئيسه القادم لتطل عشرات الأسئلة إزاء ما ذكرنا أمس، وكن فلنقف أمام حظوظ ضابط المظلات والنائب الأول و الفريق بكري حسن صالح خيري.

الصعود للمراقي

تقول بعض معلومات (العم قوقل) إنه من مواليد قرية الحفير شمالي دنقلا وتاريخ ميلاده : 1949م .واذا رجعنا لجذور حياته الأولى كان والده يعمل في مدينة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية،و تنقل في طفولته ما بين الإسكندرية والحفير، ودرس بمدرسة الحفير الأولية الصغرى وأكمل المرحلة الأولية بمدرسة أوربي الأولية ثم انتقل إلى البرقيق الوسطي، ثم دنقلا الثانوية ،عمل بمصلحة الغابات لفترة قصيرة ثم التحق بالكلية الحربية (سلاح المظلات). في البرقيق الوسطي كان معروفا بميوله الرياضية وكان مبرزاً في الكرة الطائرة وكان يلقب بـ(بكري اسكور)، وفي مدرسة دنقلا الثانوية العريقة التي خرجت عدداً كبيراً من القيادات السياسية المعروفة على نطاق القطر أمثال مصطفي عثمان إسماعيل وآخرين زامل الطالب بكري حسن صالح الشاعر المعروف التيجاني سعيد مؤلف (من غير ميعاد) و(قلت ارحل). و في دنقلا الثانوية كان الطالب بكري يتوجه في نهاية كل أسبوع إلى مكاتب البنك الزراعي حيث يعمل قريبه عثمان عوض ماري ويتوجه معه الي الحفير مستقلاً عربته الفورد.

دور محوري

من دنقلا الثانوية انتقل إلى الكلية الحربية وتخرج برتبة ملازم وعمل في عدة مواقع في مختلف ولايات السودان، وشارك في الإعداد والتخطيط لانقلاب 30 يونيو 1989م ولعب دوراً محورياً في نجاح الانقلاب. و لم يخرج الرجل عن دائرة اتخاذ القرار في الانقاذ، فهو عضو مجلس قيادة الثورة الوحيد الذي ظل بعيداً عن الاقصاء والتهميش حيث ظل بكري وحيداً في السلطة وفي دائرة الفعل السياسي.

كانت دائماً في صالحه

مصادفات المقادير وموازين القوى كانت دائماً في صالحه، حيث أمسك بكل الملفات الشائكة والمعقدة بصمت وزهد في الأضواء والإعلام بدءاً من جهاز الأمن في البدايات الأولى للثورة ثم وزارة الداخلية والدفاع وأخيراً رئاسة الجمهورية.

مصر وكل الدورات الحتمية

وفي مدرسه القوات المسلحة نهل من علومها ونال دورات التدريبية: وكل الدورات الحتمية قادة قفز جمهورية مصر العربية ودورات قوات خاصة جمورية العراق ودورة إمداد جوي المملكة العربية السعودية وكلية القادة والأركان كلية القيادة والأركان السودانية أم درمان وحصل منها علي ماجستير العلوم العسكرية.وقادة كتائب الصاعقة جمهورية مصر العربية.

مناصب

اما المناصب التي شغلها:فهي عضو مجلس قيادة الثورة ورئيس جهاز الأمن ومستشار السيد رئيس الجمهورية للشئون الأمنية وزير الداخلية وزير رئاسة الجمهورية 1998م 2000م.

وزير الدفاع الوطني 2000م 2005م.وزير رئاسة الجمهورية 2005م.وفي التعديل الوزاري الأخير أتى نائباً أول للرئيس تسبقه هذه السيره العطره والعطاء الثر

نيابة الأمانة العامة لتمهيد الطريق

وقبلها في الثامن من ديسمبر الماضي وفي مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير دفع الرئيس بالفريق أول بكري حسن صالح ليصبح نائباً للأمين العام للحركة، وهي خطوة اعتبرها البعض تهيئه الرجل لدور الرجل الثاني في الدوله بعد البشير وأن وزير شؤون الرئاسة في طريقه ليصبح الرجل الثاني في الدولة، مدعوماً بولاء مؤسسته العسكرية.

فالفريق أول بكري ضابط محترف بالقوات المسلحة السودانية وبسلاح المظلات وكان قائداً للقوات الخاصة في السابق، وأنهى كل دوراته الحتمية، وهو الوحيد المتبقي من مجلس قيادة الثورة التاريخي، ولم يفارق البشير منذ أن كان الأخير رائداً بالسلاح، والفريق بكري ملازماً ثانياً بنفس السلاح.

حظوظ الجيش

ويبقي حظ الجيش راجحاً باعتباره صمام أمان البلد وإذا أدرنا البصر كرتين في شمالنا الإفريقي وخاصة في الشقيقة مصر نجد أن الأمر حالياً بيدهم، بعدما جرب تنظيم الإخوان المسلمين الذين استعجلوا الامر حتى ضاع من بين أيديهم ،وفي قطر مثلنا فإن خيار الجيش يبقي مفيداً لأنه مؤسسة غير مختلف عليها وحتى أحزاب المعارضة التي تناصب الحزب الحاكم العداء ،لا تقول شيئا أمام هؤلاء.

الاستقاله من الرتبة للترشح للرئاسة

ومابين بقاء الفريق بكري نائباً أول للرئيس ،والخمسة والعشرين يوماً التي حددناها ليختار الحزب مرشحه تطل عوامل عديدة ترجح كفته وأولها أن يتنحي من رتبته ، ليختار القيادي الوطني بكامل عضويته المكونة من واحد وثلاثين عضواًً هم من يقررون من سيكون الرئيس القادم ولو رجعت السنين القهقرى بالنائب الأول وهو يستقل عربه خاله الفورد وخير بين هذا الزمن الجميل والقصر الرئاسي ذي اللون الأبيض الذي يطل على شارع النيل لاختار بكري ذاك الزمان الجميل بعيداً عن المنصب و لكنها الأقدار ربما تريد أن للنائب الأول أن يرتقي رئيساً للجمهورية ،وإذا حدث هذا واختاره الحزب الحاكم ومؤسسات الوطني يكون أول نائب أول يصعد للرئاسة في السودان

الا اذا تدخلت مؤسسات الوطني

فهل تسير رياح الوطني سخاءً رخاءً باختياره لرئاسة الجمهورية ،وعمره الآن خمسة وستون عاماً، وإذا حسبنا له خمسة أعوام استحقاقاً رئاسياً سيتقاعد وفق المشيئة الإلهية عندما يبلغ التاسعة والستين من العمر ،إلا اذا تدخلت مؤسسات الوطني ،وجددت له لدورة ثانية تنتهي في العام الفين واربعة وعشرين ميلاديه ،ولأن الليالي حبلى يلدن كل جديد فقد يرفض بكري هذه المنصب بدورتيه ليترجل متقاعداً عن منصب النائب الأول برتبه الفريق بعد عام ونيف ليصعد شخص آخر من المؤسسة المدنية، وهذا ما نسلط عليه الضوء في حلقاتنا القادمة.

قراءة :معتصم طه محمد أحمد: صحيفة اخبار اليوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version