حكاية كمساري يعمل (12) ساعة واليومية (80) جنيهاً

[JUSTIFY]” عربي..جاكسون.. صينية القندول ” يرتفع صوته منادياً بنغمة مكسورة يكررها بمزاجية عالية،بينما هو يقف على الرصيف بتقاطع الجريف شرق أمام حافلته الروزا،ذات الموديل العتيق، ويتسابق مع زملائه الآخرين في مناداة الركاب في يوم يبدو أنه غير ذي زحام.. كماسرة الحافلات شباب نشطون يعملون بهمة رغم محاصرتهم اليومية بمشاكل كثيرة وعديدة، ابتداء من مطالبات السائق مروراً بمشاكسات الركاب انتهاءاً بمحاصرة رجل المرور.. هكذا قابلته وأنا راكب ضروري للمواصلات في الخرطوم العاصمة التي تمور نهاراً وليلاً في ركض متواصل بين سكانها من وإلى مواقع العمل،أنهم الجوكية كما يقال لهم في لغتهم.. قال لي وهو يبتسم وقوفاً على باب حافلته في انتظار »الدور« بموقف جاكسون وهو الصبي ابن العشرين.. أنا أسكن الحاج يوسف،واسمي سليمان الأمين،وفي العمل يسموني »سلمون«،أعمل كمسارياً منذ أن تركت المدرسة،عملت في خطوط كثيرة بحري الحاج يوسف، الخرطوم بحري .

يواصل »سلمون« حديثه لي وهو يحكي تفاصيل يوم عمل مرهق، ويقول: عملنا شاق جداً بنقيف أكثر (٨) ساعات،وما بين نازلين وطالعين، ود كلو ما تنسى مشاكل الركاب.. يقول ضاحكاً »واقفين يحننوا راكبين يجننوا« ودا غير تعاملنا مع ناس مختلفين من الجنسين،فيهم الزهجان، وفيهم العيان، فيهم العاقل والمجنون،وبعد هذا نحن بنتحمل كل اللوم.. ولكن مرات في زملاء بنفعلوا وما بتحملوا في كثير من المواقف والغريبة الناس بتخت مشاكلها كلها فوقنا نحن من الصباح غايتو نحن متحملين كل شيء..

ويواصل حكايته ونحن نحتسي كوب شاي جوارالمحطة – وهو يتلفت قلقاً من حضور السائق لبداية المشوار اليومي المرهق- وعن اليومية سكت قليلاً وقال الحمد لله تتراوح ما بين (٠٧ – ٠٨) جنيهاً، بطول الفترة نهاراً وليلاً وكثافة الخط .. والركاب ما بين طالع ونازل..وعن علاقته بالسائق يقول مرات في سواقين كويسين يكون متفاهماً معك وأحياناً يكون صعباًولا يتحمل،وبعضهم (بتاعين جوطة ).. لكن برضو هم بتعبوا كثير،سواقة، انتباه، تركيز، مشاكل ركاب، وعمل يومي طويل ودخلهم ما بين(٠٥١ – ٠٨١) يومياً وطبعاً »الجلابي« بيأخذ باقي الإيراد كله، وضحك قائلاً بأن الجلابي هو صاحب الحافلة- عندما تساءلت عنه- ويقفز فجأة من مقعده وينادي (عربي جاكسون،عربي جاكسون) ليبتديء رحلته من جديد..!!

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version