محمد المعتصم حاكم : أولاد قرنق

[JUSTIFY]بين ليلة وضحاها تبعثر (أولاد قرنق) في الحركة الشعبية الحزب الحاكم في دولة جنوب السودان، بعد أن أصبح (باقان أموم) الأمين العام معتقلاً اعتقالاً تحفظياً في منزله بجوبا، وأيضاً (دينق الور) ووزير المالية السابق (كوستي مانيبي) وغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في هجرة قسرية (لوكا بيونق)، وانشق عن الرئيس سلفاكير صديقه الحميم من أولاد قرنق (تعبان دينق) الحاكم السابق لولاية الوحدة، والذي حمل السلاح مؤازراً لقائد قبيلته (النوير) الدكتور رياك مشار، الذي لم يكن في يوم من الأيام متفقاً مع الراحل الدكتور جون قرنق حتى بعد انضمامه للحركة الشعبية لتحرير السودان، وهناك أيضاً من أبناء قرنق والذي أصابه التهميش التام والإهمال المتعمد الأستاذ الشاعر والأديب (إدوارد لينو) أحد قادة منطقة (أبيي)، ومن أبناء الدينكا الذين نشأوا في مدينة (الفتيحاب) بأم درمان، وقام بالتدريس في كثير من المدارس الابتدائية بالشمال، ويهوى كتابة الشعر باللغة العربية الفصحى،
وأما الآخرون من الأبناء الأوفياء للدكتور قرنق فقد آثروا الالتزام بتعليمات رئيس الحركة الشعبية والحكومة (سلفاكير ميارديت)، وعلى رأسهم (نيال دينق) الذي كان من أقرب المقربين للدكتور جون قرنق، ومن النساء المناضلات (ربيكا قرنق) أرملة الغائب الحاضر الدكتور جون قرنق، والتي انحازت تماماً لجانب (رياك مشار) الذي اختارها لقيادة وفد التفاوض مع وفد حكومة سلفاكير، إلا أنها اعتذرت وأوفدت ابنها (مابيور قرنق) نيابة عنها وهو شاب في العشرينات من العمر، وليست له سابق تجربة في العمل السياسي سوى أنه ابن الراحل الدكتور جون قرنق وكما يقول المثل الشعبي (عين وأصابت أبناء قرنق) الذين تبعثروا وصاروا شتاتاً، بعد أن ظلوا لسنوات طوال منظومة واحدة متماسكة لم يسلم منها حتى ذلك الرجل الهادي (الدكتور مجاك) الذي كان نائباً لجهاز الأمن والمخابرات في دولة السودان الموحدة قبل انفصال الجنوب، وإذا كان الرئيس (سلفاكير ميارديت) يقول في كل مجالسه بأنه الابن الأكبر للدكتور جون قرنق فمن واجبه لم شمل كل الأبناء الذين ابتعدوا لأسباب لا يعلمها إلا هو، فالحوار مع (باقان أموم) والآخرين يمكن أن ينجح فيه كثيراً (نيال دينق) الصديق الوفي للجميع فقبل الدخول في تفاصيل معالجة الأزمة مع الدكتور رياك مشار من مصلحة سلفاكير الاتجاه الفوري لمعالجة أزمات الحزب بالمصالحة مع كل أبناء قرنق باعتبارهم الأقرب للرئيس والأوفياء لذلك التاريخ القديم، حيث يمكن الجلوس والتفاوض بلا أجندة أو اتحاد افريقي أو أي مجموعة وساطة محتملة، فالذي يجمع كل أولاد قرنق أكثر بكثير من الذي يفرقهم.

صحيفة آخر لحظة
محمد المعتصم حاكم
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version