وأما الآخرون من الأبناء الأوفياء للدكتور قرنق فقد آثروا الالتزام بتعليمات رئيس الحركة الشعبية والحكومة (سلفاكير ميارديت)، وعلى رأسهم (نيال دينق) الذي كان من أقرب المقربين للدكتور جون قرنق، ومن النساء المناضلات (ربيكا قرنق) أرملة الغائب الحاضر الدكتور جون قرنق، والتي انحازت تماماً لجانب (رياك مشار) الذي اختارها لقيادة وفد التفاوض مع وفد حكومة سلفاكير، إلا أنها اعتذرت وأوفدت ابنها (مابيور قرنق) نيابة عنها وهو شاب في العشرينات من العمر، وليست له سابق تجربة في العمل السياسي سوى أنه ابن الراحل الدكتور جون قرنق وكما يقول المثل الشعبي (عين وأصابت أبناء قرنق) الذين تبعثروا وصاروا شتاتاً، بعد أن ظلوا لسنوات طوال منظومة واحدة متماسكة لم يسلم منها حتى ذلك الرجل الهادي (الدكتور مجاك) الذي كان نائباً لجهاز الأمن والمخابرات في دولة السودان الموحدة قبل انفصال الجنوب، وإذا كان الرئيس (سلفاكير ميارديت) يقول في كل مجالسه بأنه الابن الأكبر للدكتور جون قرنق فمن واجبه لم شمل كل الأبناء الذين ابتعدوا لأسباب لا يعلمها إلا هو، فالحوار مع (باقان أموم) والآخرين يمكن أن ينجح فيه كثيراً (نيال دينق) الصديق الوفي للجميع فقبل الدخول في تفاصيل معالجة الأزمة مع الدكتور رياك مشار من مصلحة سلفاكير الاتجاه الفوري لمعالجة أزمات الحزب بالمصالحة مع كل أبناء قرنق باعتبارهم الأقرب للرئيس والأوفياء لذلك التاريخ القديم، حيث يمكن الجلوس والتفاوض بلا أجندة أو اتحاد افريقي أو أي مجموعة وساطة محتملة، فالذي يجمع كل أولاد قرنق أكثر بكثير من الذي يفرقهم.
صحيفة آخر لحظة
محمد المعتصم حاكم
ت.إ[/JUSTIFY]