الفساد في الجنوب
ظل مصطلح الفساد يؤرق كثيراً من الدول النامية بما فيها دولة جنوب السودان الحديثة الاستقلال وقبل إعلان انفصالها عن السودان الدولة الأم في العام 2011م ظلت التقارير الإعلامية تتحدث عن فساد قادة الجنوب بين الفينة والأخرى واستطاعت الدولة الحديثة تكوين مفوضية مستقلة لمحاربة الفساد إلا أن الرئيس سلفاكير قال عندما قام بتشكيل المفوضية إنه لم يكن لديها سلطات حتى تقوم بتقديم المفسدين إلى المحكمة من أجل عقد المحاكمات لكن في الآونة الأخيرة تم منحها صلاحيات من برلمان الجنوب .
«75» مفسدا نهبوا دولة الجنوب
وأيضاً هنالك حديث في جوبا عاصمة البلاد عن قائمة تضم 75 قيادياً في الدولة قاموا بتحويل مبالغ مالية كبيرة خاصة بالدولة لمصالحهم الشخصية وبعدها فتح الرئيس سلفا حسابات بنكية في كينيا وغيرها وطالب المفسدين بإرجاع المبالغ المنهوبة إلا أن الأحداث المتسارعة في البلاد جعلت من الأمر قرارات على الورق ولا يعلم الشعب هل قام المفسدون بإرجاع المبالغ أم لا.
المرأة الحديدية
ماما ربيكا قرنق أرملة الدكتور جون قرنق دي مبيور الراحل الأب والقائد المؤسس للحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها الشعبي تعتبر مرأة حديدية بكل ما تحمله الكلمة من معاني إضافة إلى نضالها الكبير إلى جانب زوجها الراحل وتجربتها الكبيرة في النضال طيلة الحرب التي امتدت طوال ربع قرن من الزمان في جنوب السودان وأسفرت عن استقلال الدولة عبر صناديق الاستفتاء على حق تقرير مصير شعب جنوب السودان الذي صوت بأغلبية ساحقة على الانفصال .
يكفيها موقفها الحاسم
ويكفي ماما ربيكا موقفها الحاسم إبان رحيل زوجها المفاجيء إثر تحطم مروحيته عام 2006م وتصريحاتها التي أدلت بها بعد رحيله بنحو أكثر من عام في تعليقها على الطريقة التي رحل بها الدكتور جون قرنق وظلت قيادية في الحزب ومكتبه السياسي إلى الآن.
أموال الجنوب
ولم تكن ماما ربيكا استثناءً من المحاولات والتقارير الإعلامية التي تتهم قيادات الجنوب بإبتلاع أموال الدولة ففي العام 2007م ظهرت تقارير تتهم ربيكا ومشار ورياي دينق بإختلاس ملايين الدولارات الخاصة بشعب جنوب السودان وتحويلها في حسابات خاصة بهم في بنوك كينية وفي ذلك العام انعقد اجتماع مجلس التحرير الثوري للحركة الشعبية لتحرير السودان بالعاصمة العسكرية للجيش الشعبي- مدينة ياي – وكنت من المحظوظين الذين حضروا الاجتماعات كموفد لصحيفة (أخبار اليوم) وتمكنت من إجراء حوار مطول معها نشر في حينه سألتها فيه عن صحة الأخبار التي نشرتها الصحف السيارة الصادرة بالخرطوم حينها .
كيف لأم أن تأكل قوت أبنائها
وقبل بداية المقابلة ذكرت لي بأنكم صحف الخرطوم الذين تكتبون عن ربيكا أكلت أموال الجنوب وكان يجلس إلى جانبها القيادي البارز بالحركة الشعبية ونائب رئيس البرلمان القومي حينها الأستاذ أتيم قرنق فقال لها إن الحلو من صحيفة (أخبار اليوم) يريد معرفة الحقيقة لينشرها على الرأي العام السوداني قبل أن أجيبها بذات الإجابة فوافقت على الحوار وذكرت لي جملة لا زلت أحفظها (الشعب الجنوبي يناديني بماما ربيكا فكيف لأم أن تأكل قوت أبنائها) .. وقالت أيضاً الذين قتلوا زوجي هم الذين يروجون الشائعات ضدي بأنني قمت بأكل أموال شعب جنوب السودان وغيرها من المحاور والإجابات التي وجدت صدىً كبيراً في ذلك الوقت.
النزاع والفساد
المتابع الدقيق للأحداث المؤسفة التي شهدتها عاصمة دولة جنوب السودان وبعض المدن والأرياف يربط بينها وحديث الرئيس سلفاكير لقناة الجزيرة الفضائية بعزل قيادات الحركة الشعبية من المناصب الدستورية لشبهة الفساد وكأنما هنالك وجه شبه بين الأحداث الدامية والفساد في الدولة خاصة وأن الطرفين ذهبا للتفاوض بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا وإن كانت المفاوضات المباشرة لم تبدأ بعد .
أوراق جديدة
إلا أن مراقبين يتوقعون أن يخرج كل طرف أوراقاً جديدة لتحسين موقفه التفاوضي لا سيما وأن الشركاء الإقليميين أو قل الدوليين وفي مقدمتهم الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لهم الفساد خط أحمر ولا يقفون إلى جانب المفسدين.
المسكوت عنه
لم يستبعد مراقبون أن يدفع طرفا التفاوض الجنوبي بأديس أبابا بملفات جديدة و ربما مفاجآت لدعم موقفها التفاوضي خاصة وأن هنالك قضايا كثيرة في جنوب السودان مسكوت عنها كيف لا وأن الطرفين من قيادات الحركة الشعبية والجيش الشعبي في صفها الأول وأن الحركة الشعبية بإعتراف رئيسها كير بأنها إلى الآن لم تقرر فصل نائب الرئيس مشار في الحزب من منصبه.
قراءة : محمد الحلو: صحيفة اخبار اليوم
[/JUSTIFY]