موازنة 2014م .. هل لبت أشواق الشعب ؟

[JUSTIFY]منذ مصادقة مجلس الوزراء علي موزانة العام 2014م وتحولها الي المجلس الوطني والفترة الزمنية التي قضتها في عملية التداول والتدارس من قبل القطاعات والنواب الي ان تمت أجازتها نهائياً منتصف الأسبوع الماضي ظل المسؤولون بالدولة بمختلف مواقعهم ومستوياتهم طوال هذه المدة يمتدحون فيها مؤكدين علي انها جاءت ملبية لتطلعات المواطنين ومنحازة إليهم وتبنيها الدعم المباشر للشرائح الضعيفة وخلوها من أي زيادات في الضرائب والأسعار غير انه تمت اجازة الموازنة دون ان تستصحب معها العديد من القضايا التي تشكل اهتمام المواطنين والتي دفع بها نواب المجلس الوطني خلال المداولات فالمهتمون بأمر التعليم والصحة والخدمات العامة عكسوا الوضع البائس الذي يعانيه التعليم في البلاد والقائمين علي أمره لا سيما المرحلة الجامعية والأوضاع السيئة التي يشهدها الأستاذ الجامعي واليت اجبرت الكثيرين منهم الي الهجرة الخارجية بحثاً عن وضع يليق بمكانتهم الاجتماعية لذلك طالب النواب عبر قطاع الخدمات العامة والتوجية بزيادة النسبة المخصصة للتعليم والصحة في المركز والولايات ولكن هذا الطلب لم يجد حظه من القبول وتم إسقاطه والإبقاء علي النسبة التي وصفت بالضئيلة المحددة مسبقاً ولم تتضمن الموازنة صيغة واضحة للحد من هجرة العقول السودانية التي ضربت البلاد في الآونة الأخيرة.
القطاع الزراعي بشقيه المطري والمروي وما يواجهه من مشكلات والذي امن المختصون علي انه المخرج الوحيد للاقتصاد السوداني دون البترول أشار الكثيرون الي ان النسبة المحددة له بسيطة ولا تستطيع معالجة كل هذه المشكلات فمشروع الجزيرة العمود الفقري للزراعة السودانية بجانب بقية المشاريع القومية كمشروع دلتا القاش والمصائب التي حلت بهذه المشاريع في السنوات الماضية والمطالب التي أطلقها نواب المناطق التي توجد بها هذه المشاريع بزيادة نصيب هذه المشاريع في الموازنة لم تجد سوي الحث من قبل لجنة التنسيق والصياغة بالمجلس الوطني علي استقطاب موارد مالية لإعادة تأهيل البني الأساسية لمشروع الجزيرة ودلتا القاش .

قضية ارتفاع تذاكر الطيران الي الولايات سيما ولايات دارفور بسبب رفع الدعم عن الوقود ؛ حيث يواجه المواطنون هناك معاناة بالغة لما يقارب الثلاث سنوات منكوبين بنيران ملايين الجنيهات مقابل تذكرة سفر جويو وقد برزت الدولة رفع الدعم عن وقود الطيران بأن شركات الطيران الاجنبية تستفيد من الوقود المدعوم ومن ثم تجني ارباحا كبيرة من الركاب وتعهدت وقتها بإيجاد حل للشركات العاملة وتعهدت العاملة في الخطوط المحلية وقد علت أصوات عدد من نواب دارفور منددين بالأوضاع القاسية التي يواجهها المواطنون في ظل ارتفاع تذاكر الطيران ولم تحدد الموازنة مبالغ تعالج هذه القضية.

خلت الموازنة من رفع الدعم عن المحروقات وعدم زيادة الضرائب والرسوم والجبايات كما اعلن عنها فهذا الآمر ينبغي ان يترتب عليه تراجع في الأسعار لا سيما الزيادة التي صاحبت رفع الدعم عن المحروقات فلم يكن هناك أي انخفاض في الأسعار سواء أكان في السلع او النقد الأجنبي مقابل العملة الوطنية فما زالت الأسواق تغلي والمواطن يئن من شبح الغلاء الطاحن الذي اجتاح كل شعب الحياة دون استثناء فأشواق وتطلعات المواطن ما عادت تزيد عن حصوله علي السلع الأساسية او ما يعرف بـ” قفة الملاح” فطالما بقيت في متناوله تحقق حلمه اذا تم الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد فمرت الموازنة عبر برلمان الشعب دون ان تستصحب وتحدد حلولاً واضحة للقضايا القومية .

ويبدو ان إسقاط مقترحات النواب الرامية الي زيادة نسبة التعليم والصحة والمشاريع الزراعية وغيرها الي ضعف الايراداات التي بلغت 46 ملياراً الأمر الذي أدي بدوره الي ضعف الموازنة ما دفع احد النواب الي دمغها بالمموازنة الفقيرة فالمبالغ التي تمت إضافتها الي عدد من بنود الموازنة لم تجد متسعاً فتم خصمها من الاحتياطي المرصود للتنمية الأمر الذي يدلل علي ضيق ماعون الموازنة الذي فشل في استيعاب المشكلات الجوهرية للبلاد.

صحيفة الخرطوم
مرتضي أحمد

[/JUSTIFY]
Exit mobile version