** روح ذاك النص تتناسب مع قلم الأخ سعد أحمد سعد، على سبيل المثال، ولكن لا تتناسب مع قلم مثقف في قامة الأخ الكرنكي.. فلنبتعد عن السياسة وتضاريسها الفكرية والحزبية، ونسأل الأخ الكرنكي: ما الذي يمنع ياسر عرمان أو سيد أحمد توفيق – لو اسماً على مسمى – بأن يكون ممثلاً لمواطني أية رقعة جغرافية بالبلاد، طالما التمثيل وعدم التمثيل صار بالمناطق، حسب فهم ومنطق السلطتين (الحاكمة والرابعة)..؟.. بمعنى، ما هي المعايير التي تجعل خميس كوكو – مثلاً – ممثلاً لجنوب كردفان في أي عمل عام، ولا تجعل وليد حامد ممثلاً لذات المنطقة؟.. لا توجد أية معايير منطقية غير معايير منبر السلام العادل (الجهوية والعنصرية)، وهذا ما لم ينتبه إليه الأخ الكرنكي حين طرح ذاك الطرح الغارق في بحور الأعراق والعناصر،لا الأفكار والبرامج .. لا يعترض أحدهم على أن يكون مالك عقار ممثلاً للنيل الأزرق، بل مثل هذا النوع من التمثيل الجهوي والعنصري يصادف أهواء أنفسهم ويخدم أجندة منبرهم، ولذلك يريدون بأن يكون ممثل جنوب كردفان (نوباوياً)، وليس ياسر عرمان أو وليد حامد.. يا لبؤس التفكير، أو فلنقل: يا لخبث الأجندة التي يساق إلى تنفيذها – مكرهاً – ماتبقى من هذا الوطن..!!
** فليسأل الأخ كرنكي ذاته – بهدوء وفي لحظة صفاء – لماذا لم تعترض قوات الجيش الشعبي بجنوب كردفان والنيل الأزرق على رئاسة ياسر عرمان لوفد التفاوض؟.. والإجابة بكل بساطة هي أن تلك القوات لا تضع بينها وبين ياسر عرمان موبقات التمييز العرقي و الجهوي.. وعدم التمييز هذا محمدة غاب عن الأخ الكرنكي، ويغيب دوماً عن أقلام منبر السلام العادل حين تتناول قضايا البلاد – في تلكما المنطقتين وغيرهما كـ (جزر عرقية وجهوية معزولة)، بحيث يجب أن يكون ممثل كل جزيرة (عمدتها أو ناظرها)، أو كما تنفث أقلامهم .. والمهندس عبدالله مسار، وزير الإعلام الأسبق، لم يكن مخطئاً حين قال إبان أزمة هجليج على الملأ عبر فضائية الجزيرة: (بعد استرداد هجليج الحكومة لازم تقعد مع المسيرية، لأنهم مظلومين ونصيبهم في السلطة ضعيف)، هكذا خاطب العالم، ولم يكن مخطئاً، فالرجل تحدث بلسان حال الواقع السوداني الذي يستلهم أفكاره وبرامجه من أجندة منبر السلام العادل وكتابه الذين يفضحون تلك الأجندة بنصوص من شاكلة (ياسر ما بيمثل النوبة).. ولو تحلت أقلامهم بالوعي لقالوا – فقط في سبيل ماتبقى من الوطن عرمان يمثل النوبة ومسار يمثل الدناقلة ودوسة يمثل الشوايقة ونافع يمثل الزغاوة، وهكذا.. أي كل عامل في سوح العمل العام يمثل قضيته والموالين لتلك القضية، بغض النظر عن عدالة القضية أو جغرافيتها.. فالرجاء أن تنسبوا المسؤول – حاكماً كان أو معارضاً أو متمرداً – لوطنه، وليس لقبيلته أو ثقافته أو جهته.. نعم، انتموا إلى هذا الوطن الشاسع وحضنه الرحب، قبل أن ينداح الانحدار ويتفشى، بحيث ننتقد الأخ الكرنكي حين يكتب عن قضية المناصير بلسان حال قائل (إنت مالك ومال المناصير؟، خليك في جزيرتك)، أو هكذا منطقه حين يرفض لزيد أو عبيد بأن يكون ممثلاً لهذه المنطقة أو لتلك… وذاك – بالضبط – منطق أقلام الانتباهة حين تناقش (قضية السودان بجنوب كردفان والنيل الأزرق)..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]