شراب الموية بدارجية وسط السودان تعني الافطار بعد يوم الصيام او شهر الصيام فاذا قلت لشخص نتلاقى اليوم بعد شراب الموية يعني انك تريد ان تقابله في المساء واذا كان لديك مشروعا مع شخص يستغرق زمنا وقلت يمكن ان نبدأ بعد شراب الموية فهذا يعني بعد انتهاء شهر رمضان فاذاً شراب الموية مصطلح رمضاني بحت ولكننا اليوم امام شراب موية اخر (نحتاج لرمية داخلية قبل ان نبينه).
* لدينا مصطلح ايضا يقول (تاكل نارك) والمقصود منه تحمل المسؤولية اي تشيل شيلتك ليس بالضرورة ان تكون هناك اشارة لعقوبة اي انك فعلت الفعل وعليك ان تتحمل نتائجه (يداك اوكتا وفوك نفخ) او (على نفسها جنت براقش) فقد يكون الفعل صادرا من غيرك شخصا كان ام جهة او حتى طبيعة ولكن ليس هناك امكانية مساعدة وبالتالي عليك ان تتحمل قدرك.
* الرميتان اعلاه قصدنا بهما التوسل للفت النظر لاهلنا في بقاع السودان المختلفة الذين غمرت سكناهم السيول والامطار واصبحوا الان يخوضون في الوحل ويفترشون الطين ويلتحفون السحاب ومازال المطر منهمرا فهناك قرى باكملها جرفتها السيول واخرى اغرقتها الامطار وبعضها تعرض للاثنين (سيل الوادي المنحدر والمطر المنهمر) والنتيجة نزوح وسكن العراء حدث هذا في مناطق واسعة من السودان , النيل الابيض غرب الجزيرة القضارف ,كسلا, كردفان و دارفور (القلب ينفطر على هذه الاخيرة وكأن الفيها ما مكفيها) ومناطق اخرى ليس هذا فحسب بل ارتفع الان صوت الفيضان وهذا يعني انه على سكان الضفاف ان يتحسسوا ضفافهم.
* الشئ الطبيعي ان تتحمل الدولة مسؤوليتها تجاه هؤلاء الضحايا الجدد ولكن كل الدلائل تشير الي ان الدولة لن تفعل لهم اي شئ ليس لان ميزانيتها معجزة اصلا وليس لديها ميزانية طوارئ بل لانها اصلا دولة ممحوقة وليست على استعداد لتحويل اي بند من بنود المخصصات اياها لهؤلاء المتضررين اللازمين الصقيعة واقصى ما يمكن ان تفعله الدولة هو ان يركب المسؤول عربته ذات الدفع الرباعي ويتبعه رتل من السيارات فيصلون الي تلك الاماكن المنكوبة ثم يلوحون بالعصي (والله نفسي اعرف سر العصي دي شنو؟) مؤكد انها ليست مثل عصا موسى . ثم ينزلون شوية كراتين وينصرفون ملوحين بالعصي (خلاص نحن اتفقدناكم) وكل هذه العملية تقوم الكاميرا بعكسها على الشاشة لكي يشاهد اهل السودان المسؤولين وهم يكفكفون بناطلينهم وارجلهم الي منتصف الساق في الماء والعصا مرفوعة.
* خلاصة العملية كلها هو انه على هؤلاء المنكوبين ان يشربوا مويتهم على وزن ياكلوا نارهم ويقطعوا مصيبتهم في مصارينهم ويحتسبون ما فقدوه من ارواح وممتلكات وكل حيلتهم من الثروات طبعا هنا الكلام عن تلوث البيئة والامراض المحتملة يعد ضربا من الترف . الذي يحيرني وما يتحير الا مغير هو ان المنظمات الاهلية لم تتحرك ولم نسمع بان ابناء المنطقة الفلانية تجمعوا واعلنوا التعبئة وناشدوا الاخرين المساعدة . ام اننا في انتظار الفيضان القادم الذي سوف يهدد القرى النيلية لنرى اعلان الطوارئ
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]