كلمة فضفاضة: الوحدة!!

[ALIGN=CENTER]كلمة فضفاضة: الوحدة!! [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]في بداية تسعينات القرن المنصرم خاصة وقد لاحظت آنذاك تسمية الكثير من الأماكن بـ(الوحدة) الوطنية. ففي الخرطوم هنا هناك سينما الوحدة كوبر والحاج يوسف بالوحدة وإسمها بالكامل (الوحدة الوطنية) وهناك الكلاكلة الوحدة وفي بورتسودان سلالاب الوحدة وأستغربت جداً ان تكون الوحدة في نفوسنا مفقودة سوى النطق بها فقط عند الذهاب إلى تلك الأماكن البعيدة، وكانت فكرة زيارة تلك الأماكن تعتبر نوعاً من الجنون أو المخاطرة التي لابد منها لأن الوصول اليها واحدة من المصاعب والمتاعب التي تستحق عليها نيل جائزة في إحدى ألعاب القوى بداية من الجري وراء البص ثم القفز بمهارة عالية نحو الباب أو الشباك (ايهما أقرب إليك خاصة في بصات الحاج يوسف ايام كانت تقف في الفسحة الحالية الناتجة عن كسر محلية الخرطوم جنوب عمارة البركة وهي نفس المساحة التي كانت عليه مدرسة الخرطوم وتقع شرق الجامع الكبير) ثم المصارعة من أجل الفوز بمقعد تجلس عليه لتصل محلك بعد ساعة ونصف أو ساعتين.
ومن الأشياء التي علمتها من أهالي الحاج يوسف عن مساكن الوحدة الوطنية بمربعاتها، وكان إستغرابي عن سبب صغر المساحة الممنوحة للمنازل إذ لا تتعد (200) متر مربع فقط. فقيل لي بأن زمن تقسيم تلك المنازل والعهدة للراوي ممن حضروا تلك الحقبة، بأن الحكومة كانت خيرت اللجان المفوضة من قبل المواطنين بمنحهم مساحة (400) متر مربع للفرد الواحد… لكن قيل بأن الأهالي رفضوا تلك المساحات الكبيرة جداً لأنهم ليسوا بحاجة لها وتكفيهم فقط مائتي متر فقط.
اليوم تجد الضجر صادر من الأهالي عن ضيق المساحات ويعود اللوم مرة أخرى على الحكومة التي لا تهتم بالمواطن، وكذلك الكثير من القصور الحكومي التي ما أنفكينا نحن الكتاب نتتناولها دائماً وكأن الحكومة هي وحدها من تخطئ.
نعم… نرمي اللوم على الحكومات لكن هناك نقاط لا يجب تحميلها على الحكومات التي كرت على الخرطوم وحدها دون لفت نظر المواطن ومشاركته في تحمل القصور. من هذه النقاط التي أعرفها جيداً مسألة رفض التملك عمداً خاصة من أهلي القادمين من الجنوب بحجة العودة.
هناك في الخرطوم من سكنوا بالإيجار منذ الستينات والبعض الآخر يسكن منذ ما بعد الإستقلال في الخرطوم لكنه عندما تحدثه شراء منزل لنفسه وهو قادر على ذلك يقول لك (اسوي شنو ببيت في الشمال وانا راجع البلد؟)… هذا الأمر يختلف تماماً عن تصرف الشماليين الذي يلامون بدون ذنب فهم في الجنوب يملكون عقارات أشتروها من اهلها ويعودون إلى أهلهم.
وحتي البيوت التي منحتها الحكومة لبعض الناس ايام حكومة نميري في اركويت تمت بيعها بحجة العودة إلى الجنوب ونفس البائع يعود لإيجار العقار الذي باعه مرة أخرى.وعدم إمتلاك ممتلكات في أماكن هامة وسط الخرطوم مسألة لا يمكن تحميلها للحكومات وحدها لأنه ليست هناك مواقع ممتازة كانت تمتلكها فئات جنوبية وتمت مصادرتها.
وحتى إذا إفترضنا المضايقات التي يتعرض لها الإخوة في السوق الإفرنجي بالخرطوم فهذا ناتج عن عدم إمتلاكهم خاصة بهم يستطيعون التصرف فيها كما يريدون ،لكنهم رهائن الإيجارات.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1097- 2008-12-3

Exit mobile version