و(الزفة) عبارة عن موكب كبير تتقدمه موسيقى الجيش والشرطة، ثمّ ممثلو محليات أم درمان وتجار سوق أم درمان، وطلاب الخلاوى.. ويزينها مشايخ و(حيران) الطرق الصوفية بأزيائهم المميزة وبيارقهم وشعاراتهم وعصيهم التي يلوحون بها.. وهم غارقون في محبة في النبي (ص).. كما تظهر في الزفة خيول مزينة تتمايل مع الإيقاع.. فيما تشق العنان زغاريد النساء.
وتجوب (الزفة) أحياء أم درمان في جو احتفالي، ابتداءً من: ودنوباوي، حي العمدة شرق، السيد مكي، الركابية، حي الشهداء، مروراً بسوق أم درمان ومستشفى أم درمان، ويتجه المحتفلون غرباً بشارع العرضة، ثم يعاودون المسير بشارع الأربعين وشرقاً حتى شارع الموردة، مروراً بالعباسية والهاشماب.
ويستقبل أهالي أم درمان – أمام منازلهم – هذه المواكب بالعصائر والخبائز والحلويات، فرحة بقدوم المولد، وتخليداً لذكرى المصطفى عليه الصلاة والسلام.. وبعد ذلك يستقر الموكب في ساحة (مسجد الخليفة عبد الله التعايشي). وتمثل مناسبة المولد النبوي الشريف فرحة شعبية تجمع الكل وهم مستمتعون بذكر المصطفى (ص)، وأيضاً هي فرحة للأطفال وهم يشترون الحلوى والألعاب.
مستجدات وفوارق لإلقاء مزيد من الضوء على زفة (المولد النبوي الشريف)، التقت (المجهر) العم “حسن فضل المولى”، فقال إنه يداوم على حضور الزفة منذ أن كان طفلاً.. وهو الآن يصطحب أطفاله ويشتري لهم الحلوى والبالونات.. وقالت شقيقته “سعدية” إنها – بالإضافة إلى نيتها حضور (الزفة) – أتت لشراء (مبخر) تيمناً بذكرى المصطفى (ص).. أما العم “عمر” فقال: لم يتغير طعم الزفة أبداً رغم تغير الزمن.. لكن الفرق أنها كانت تجوب جميع الشوارع، أما الآن فتقلصت وأصبحت تأتي في زمن ضيق لا يجعلنا نستمتع بها بالصورة المطلوبة.. إضافة إلى أنه في الماضي كان يتبعها جميع الحرفيين والعمال الذين لهم دور في قيام احتفالية المولد.. وهذا ما نلاحظ اختفاءه الآن.صحيفة المجهر السياسي
ت.إ[/JUSTIFY]