مافي مشكلة .. المراهقة المتوسطة

[JUSTIFY]اتصلت على العيادة ر.م.س. وهى منزعجة فيما يبدو من خلال نبرات صوتها تشكو من سلوكيات ابنها البالغ من العمر أربعة عشر عاماً ونصف، تقول إنه أصبح متقلب المزاج وعصبيًا يغضب لأتفه الأسباب ويشكو من الأرق والصداع أحياناً وضعف الشهية للأكل وأكثر مايزعجني الكذب والعدوانية وخوفي أن يكبر وهو على هذه الشاكلة، هل يحتاج ابني للعلاج؟ أفيدونى .

أولاً أطمئن الأخت المتصلة أن كل ما يحدث لابنها في هذه المرحلة العمرية طبيعي جداً، وهو ما يعرف بمرحلة المراهقة المتوسطة حيث قسمت المراهقة لثلاث مراحل، المرحلة المبكرة والمرحلة المتوسطة والمرحلة المتأخرة، والمتوسطة هي مرحلة عنفوان الشباب والتطورات فيها سريعة من الناحية الجسمية والنفسية وابن السائلة يمر بأشد مراحل المراهقة المتوسطة لها خصائصها وميزاتها ومشكلاتها وتبدأ من سن الرابعة عشرة حتى السابعة عشرة، فمن الناحية الجسدية فالهورمونات تعمل بقوة في هذه المرحلة العمرية في جسم المراهق ويؤثر ذلك على المزاج والأعصاب، ونسبة لأن المرحلة هي مرحلة تكوين العضلات عند الذكور نجده يهتم بالمظهر وشكل الجسم، وفي هذه المرحلة تسوء الحالة الصحية وتقل المثابرة خاصةً إذا ما قورنت بمرحلة المراهقة المبكرة، ومن الناحية النفسية فإن المراهق يتذبذب من حالة لأخرى فى فترات وجيزة، ويتعرض لأحاسيس متغايرة، ومن الناحية الاجتماعية نجد أن المراهق يمر بمرحلة الاعتزاز بالنفس، ويكون خجولاً أحياناً مما يعيق تواصله مع المجتمع المحيط به خاصةً إذا تعرض للسخرية، أما الغضب فيظهر عندما يشعر المراهق بالظلم والحرمان أو الإهانة ويظهر ذلك على شكل تعب وأرق وفقدان الشهية للطعام وقيء في بعض الأحيان، ومما يؤدي لثورات الغضب الأخطاء التربوية أثناء الطفولة التي تنتج المشكلات الانفعالية ومثال لذلك الدلال الزائد، والتسلط والحزم الشديد يؤديان للعناد في هذه المرحلة، ومن سمات هذه المرحلة أن المراهق دائماً يقول إن الوالدين يتدخلان في خصوصياته، ويتبع تقاليع غريبة في الزي والمظهر العام للخروج عن العادات والتقاليد المألوفة، ويسلك السلوك العدواني للحصول على الحرية الاجتماعية المرغوب فيها، وسلوك الكذب للوصول لكل ما هو ممنوع وعلى الوالدين اتخاذ مواقف سليمة من أجل الحقيقة وذلك بمواجهته عندما يكذب بشعور من الألم، ويعطيانه فرصة لقول الصدق مع توضيح أن الكذب سيغير حياته للأسوأ، ختاماً فإن المرحلة طبيعية ومن خلال ما ذكر يتم التعامل معها على هذا الأساس.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version