ففي ولاية تينيسي الأميركية، لم يتمكن رجل من مقاومة تأنيب ضميره طوال 11 عاما، فقرر أن يعيد 300 دولار كان قد سرقها من أحد المتاجر، ولم يكتف بذلك إذ قام بكتابة رسالة يشرح فيها أن إدمانه للمخدرات كان الدافع وراء السرقة، وأنه الآن توقف عنها.
بالمقابل، أرسل صاحب المتجر رسالة إليه عبر شاشات التلفزيون يعلن فيها عن مسامحته إياه بل ويعرب عن افتخاره بما قام به السارق المجهول الذي رد المبلغ بزيادة مشددا على أهمية إعطاء المجتمع لفرص ثانية للمخطئين، بحسب تعبيره.
فيما قام لص أميركي أخر بإعادة مبلغ من المال بالفوائد كان قد سرقه من متجر بولاية ميشيغان منذ 30 عاما ولكن هذه المرة ليس بنفسه بل عن طريق الشرطة، حيث أرسل مظروفا يحتوي على 1200 دولار بدلا من الـ 800 دولار التي سرقها، مع رسالة اعتذار يبدي فيها ندمه.
وفي حادثة مشابة وقعت في فرنسا وتحديدا بمدينة آنسي قام لص بإعادة نصيبه من سرقة لمحل مجوهرات قام بها بمشاركة لصين أخرين، بطريقة مباغتة حيث قام يزيارة محل للأزهار بجوار محل المجوهرات المسروق وترك المسروقات وركض مسرعا، تاركا خلفه رسالة اعتذار وعلبة شوكولاته ترمز إلى ندمه على فعلته.
ولم تكن الرأفة بالضحية هي دائما الدافع وراء إعادة المسروقات، بل يمكن للخوف أن يكون حاضرا، وهذا على ما يبدو ما أقنع لص صيني بإعادة ما سرقه بشكل مختلف، فبعدما وصلته العديد من رسائل التهديد على الهاتف المسروق قرر أن يعوض صاحب الهاتف بطريقته الخاصة عبر إهدائه شريحة اتصال داخل مظروف إلى جانب 11 ورقة مكتوب فيها جميع الأسماء والأرقام التي كانت موجودة على الشريحة القديمة، مفضلا في نفس الوقت الاحتفاظ بالهاتف.
كما يبدو أن الخوف من الموتى هو ما دفع أحد اللصوص الأميركيين إلى إعادة خاتم من الماس كان قد سرقه من جثة العجوز أيفلين دفلافيس (89 سنة) التي كانت ترقد في مشرحة إحدى مستشفيات ولاية ماساشوستس.
” لا يستحق عناء السرقة”
وانتشرت في الآونة الأخيرة سرقات الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة وأصبح تشكل 40% من إجمالي السرقات التي تقع بجميع مدنها، حيث يسعى اللصوص إلى سرقة الهواتف الحديثة الثمينة ولكنهم في بعض الأحيان لا يجدوا ما يبتغونه، ويقرروا إعادة ما سرقوه.
ففي متنزة سنترال بارك بنيويورك تعرض كيفن كوك لسرقة تحت تهديد السلاح من شخصين، وقاموا بالفعل سرقة هاتفه المحمول وحقيبته ومحفظته التي كانت تحتوي على مائة دولار تقريبا، ولكن بعد الحصول على الهاتف لاحظ أحد السارقين أن الهاتف من طراز قديم فقرر إعادته إلى صاحبه مكتفيا بما سرقه، حيث اكتشف أن الهاتف الذي يعود تاريخ انتاجه إلى عام 2010 لن يجني من وراءه الكثير من المال عند بيعه.
وتعرض طالبان من جامعة كولومبيا الأميركية لحادثة مماثلة العام الماضي، فبعد أن تعرضا لسرقة هاتفيهما تحت تهديد السلاح من قبل أحد اللصوص، ولكن لاحظ أنهما من طراز بلاكبيري، فقرر إرجاع الهاتفين إلى صاحبيهما معترفا لهما “كنت أود الحصول على هاتف آيفون”.
سكاي نيوز عربية
[/JUSTIFY]