ويقول لايمن إن الفساد يعتبر اهم مشكلات الدولة الوليدة منذ عام 2004م عندما اصبحت دولة الجنوب تحصل على ايراداتها من النفط مباشرة، إلا أن الظلم الذى تعرضت له لعقود طويلة جعلها تحصل على قدر كبير من التعاطف، حيث يعلم الجميع أن الدولة تبدأ مسيرتها من الصفر، ولما تصاعدت حدة الانتهاكات لحقوق الانسان كان لا بد لنا من تخصيص زيارة خاصة لدولة الجنوب، ولذلك فقد أخبرت الرئيس سلفا كير منذ ديسمبر عام 2012م بأن الابتعاد عن الديمقراطية يعنى ببساطة السير فى طريق المشكلات والأزمات.
ويقول التقرير إن ما حرك الأزمة الحالية مجموعة عوامل بالغة التعقيد والتشابك التي فى ظاهراها اشتباك بين أفراد الدينكا المنتمين لنفس قبيلة الرئيس وأبناء النوير المنتمين لقبيلة نائبه السابق مشار داخل الحرس الرئاسى، إلا أن نيران الصراع كانت متقدة منذ أمد بعيد، الأمر الذى ادى الى تصاعد حدة الصراع الذى نجم عنه تشريد ما يزيد عن «120» الف نازح وموت آلاف آخرين، وفى الوقت الذى يتهم فيه سلفا كير معارضيه بمحاولة قلب نظامه بالقوة قام باعتقال عشرة من كبار القادة السياسين بتهمة ضلوعهم فى الانقلاب، فى وقت اشترط فية مشار إطلاق سراحهم الفوري باعتباره شرطاً أساسياً لاستئناف المحادثات، ناكراً تهمة ضلوعه فى الانقلاب العسكرى، مؤكداً سيطرته على ولاية الوحدة المنتجة للنفط.
ويقول بيتر فام المحلل في مجلس الأطلسي ومستشار القيادة الأمريكية لوزارة الدفاع لشؤون إفريقيا للموقع: يبدو واضحاً أن الرئيس سلفا كير قد استخدم الخلافات بين المجموعات المسلحة من أجل القضاء على خصومه الذين يمثلون أهم المشكلات التى تعانى منها حكومة الرئيس سلفا كير، وتكمن مشكلة هؤلاء المعارضين فى حقيقة أن لديهم حكومة منتخبة من قبل الانفصال، وأن عليها ان تخوض الانتخابات مرة اخرى فى عام 2015م، فى وقت تعانى فيه ادارة سلفا من الفساد العميق، حيث حصلت حكومة الجنوب على 98% من ايرادات النفط، بحسب الـ «سي. آي. إي» التى بلغت 10.6مليار دولار، اضافة الى عشرات المليارات من الدولارات التى ضخها المانحون فى الدولة الوليدة، ويضيف فام قائلاً: بمجرد انتهاء الأزمة وهدوء العاصفة فإن على المجتمع الدولى تغيير سياسته تجاه دولة الجنوب، وأن يجعل اولى اولوياته ايجاد حكومة مسؤولة. وجل ما نحتاج له على المدى القصير هو ان نشجع ونؤازر بالرغم من أننا فقدنا المصداقية، إذ لن يصدق أحد أننا لا نرسل المساعدات لدولة الجنوب.
وبحسب «سي. آي. إي» فإن حكومة الجنوب قد حصلت على 98% من إيرادات النفط التى بلغت 10.6 مليار دولار، اضافة الى عشرات المليارات من الدولارات التى ضخها المانحون فى الدولة الوليدة، الا ان ادارة سلفا كير عجزت عن ان تنجز بها شيئاً، حيث هناك طريق سريع واحد بنى بواسطة المساعدات الامريكية، وبالرغم من توفر الأراضى الزراعية الخصبة والمياه تكاد تنعدم تماماً الزراعة، وظلت الولايات المتحدة الامريكية تحذِّر من الفساد فى دولة الجنوب لسنوات، إلا أنها استمرت في تغذية ميزانيتها بما يقدر بـ 1.4 مليار دولار سنويا منذ عام 2011م.
صحيفة الإنتباهة
إنصاف العوض